جبران خليل جبران من أعظم الأدباء العرب، فهو صادق الموهبة بليغ التعبير، وقد ذاع صيته في الشعر والرسم والفلسفة في مطلع القرن العشرين، وله كتاب فلسفي بعنوان: (النبي) باللغة الإنجليزية، ترجم إلى 56 لغة، وكان يعد ثاني كتاب بعدد الطبعات بعد “الكتاب المقدس الإنجيل” في الولايات المتحدة الأمريكية، وأعطى جبران فيه الوجود الفكري مثالاً صادقاً من تفسير الثقافة الحية بشخصيته وأدبه واتصاله بحقائق الوجود وحوادثه المتعاقبة، وهذا كفل لأدب جبران البقاء والتداول عن ما تريده الإنسانية في كل جيل، ذلك لأن رسالة الأديب تقتضيه الارتباط بزمنه ووطنه.
ولجبران قصيدة هي آية في الابداع عنوانها: (المواكب)، تشع بالفكر المتوقد، والتفاعل مع وجدان الطبيعة وتفاصيلها والحياة اللائقة، غنت فيروز مقطعاً من أبياتها في أغنيتها الشهيرة: (أعطني الناي وغنّي فالغنا سر الوجود)، والجدير بالذكر أن في هذه القصيدة بيتين من الشعر يعبر فيهما جبران بتهكم وحنكة فيلسوف عن شوق الإنسان إلى الحياة الحرة اللائقة على طريقته، فيقول:
فسارق الزهر مذموم ومحتقر
وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر
وقاتل الجسم مقتول بفعلته
وقاتل الروح لا تدري به البشر
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم