آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » بانتظار الكهرباء

بانتظار الكهرباء

 

معد عيسى

لا توفر وزارة الكهرباء فرصة لتبرير تراجع الواقع الكهربائي رغم أنها وعدت عدة مرات بتحسنه، آخر تبرير كان في اجتماع هيئة المكتب الاقتصادي المركزي لحزب البعث العربي الاشتراكي، ولكن للأمانة التبريرات لم تتغير وبقيت مرتبطة بنقص الوقود ( غاز وفيول ) في كل التصريحات .
الوعود جميعها مرتبطة بإدخال مشاريع توليد جديدة ولا سيما في محطة توليد حلب والرستين في اللاذقية، والسؤال كيف سيتحسن الوضع طالما أنَّ كميات الوقود هي نفسها؟
الإجابة على هذا السؤال فيها كشف لمشكلة الكهرباء، فعندما تعد وزارة الكهرباء بتحسن الوضع مع دخول المشاريع الجديدة بكميات الوقود نفسها، فإنها تراهن على مردود مجموعات التوليد الجديدة، وهذا بدوره يكشف عن مردود المجموعات الحالية التي تستهلك كميات مضاعفة من الغاز والفيول، وتنتج كميات قليلة جداً من الكهرباء، فمثلاً هناك مجموعة استطاعتها الاسمية ١٥٠ ميغا ولكنها تنتج ٤٠ ميغا، ويمكن أقل ولكنها تستهلك كمية وقود إنتاج ١٥٠ ميغا وهكذا في عدد من مجموعات التوليد .
مشكلة الكهرباء في ضعف مردود مجموعات التوليد، والكمية التي تستهلكها هذه المجموعات من الوقود يجب أن تُنتج ضعف الكمية المنتجة حالياً، والأمر طبعاً يعود لقدم مجموعات التوليد وعدم امكانية إجراء العمرات والصيانات الدورية .
المشكلة الأساسية في قطاع الكهرباء تتعلق بإدارة هذا القطاع و الخطط الاستثمارية، وما تمَّ صرفه على الصيانات دون جدوى كان كافياً لإنشاء عدة محطات جديدة بمردود اعلى، وهنا يُمكن أن نسأل: لماذا لم تقم الوزارة باستقدام مجموعات توليد متنقلة باستطاعات ٢٥ ميغا أو أكثر وتركيبها والاستفادة من مردودها المرتفع بدل إجراء الصيانات عديمة الجدوى؟ ما هي الجدوى التي حققتها الوزارة من صيانة مجموعات توليد بانياس ومحرده وغيرها التي لن تنفع معها كل الصيانات وتمَّ تجريبها منذ التعاقد مع شركة ازراب عام ٢٠٠٤ ؟.. ألم يكن من الأجدى إنشاء مجموعات توليد جديدة في بانياس بدل بناء محطة الرستين في اللاذقية التي اقتطعت ٥٠٠٠ دونم من الأراضي الزراعية و خط للغاز بطول ٦٠ كم مع اختراقه لمدن و أراضٍ زراعية، وقنوات ري، وشوارع، عدا عن كلفته العالية وتأخير تشغيل المشروع لتأخر تنفيذ الخط ؟..
هل يُعقل أن نُعطي الأرض في محطة بانياس لشركة خاصة لتركيب مجموعات توليد صغيرة ونذهب لمناطق أخرى لبناء مشاريع الوزارة؟..
أكيد هناك مشكلة في نقص الوقود، ولكن ماذا عن الفاقد الكهربائي الكبير؟ وماذا عن سرقة الفيول الذي تمَّ كشفه مؤخراً في بانياس مع العلم أنَّ الحديث كان عن محطات أخرى وليس بانياس بما يشير إلى كميات كبيرة تمَّ سرقتها و المتاجرة بها ؟
ماذا عن تجربة النانو التي استخدمت في محطات التوليد اعتماداً على خلط ميكانيكي للماء مع الفيول بدل استخدام مُحسنات، و أدت إلى ضرب مراجل المحطات وخروجها من الخدمة ؟..
ما تمَّ الإعلان عنه من توريد تجهيزات بطريقة استعراضية يجب أن يقلل من الفاقد الفني ويحسِّن الوضع ولكن شيئاً لم يتغير .
هذه الفترة من السنة يجب أن يتحسن فيها وضع الكهرباء لأنَّ الطلب على الكهرباء يتراجع فلا تدفئة، ولا تكييف و يُفترض أن يكون مردود مجموعات التوليد وشبكات النقل بأفضل حالاته، ولكن الواقع يسير بالعكس، وهذا يكشف أنَّ المشكلة ضمن الوزارة قبل أن يكون نقص وقود.
كل الصيانات لمحطات عمرها أكثر من ٥٠ عاماً دون جدوى وهدر للمال و فساد ، فكما لن يعيد تركيب قلب او كلية شاب لرجل مُسن الحيوية والقوة والشباب لن تعيد الصيانات الكهرباء لوضعها الطبيعي.
(سيرياهوم نيوز4-الثورة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...