حسين فحص
بعد مرور 28 جولة من عمر الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، يبدو اللقب منحصراً بين فريقي آرسنال ومانشستر سيتي. تفضيلات القمة لا تنطبق على قاع الترتيب، حيث يتواجد صراع شرس من نوع آخر، يقتضي بمحاولة تفادي الهبوط والبقاء في دوري الأضواء تباعاً
ad
بحلول هذه المرحلة من المواسم السابقة، كان النادي صاحب المركز 20 يستعد عادةً لخفض رواتبه والبدء في التحضير للدرجة الأولى (الثانية بعد البريمييرليغ). عُرفٌ لا ينطبق على مجريات الموسم الحالي في إنكلترا، قبل 10 جولات من انتهاء روزنامة الدوري.
أربع نقاط فقط تفصل ساوثهامبتون صاحب المركز الأخير عن الثاني عشر كريستال بالاس. فارقٌ ضئيل يجعل فريق «القدّيسين» قادر على القفز نظرياً من المراكز الثلاثة الأخيرة بفوزٍ واحد، ما يبقي كل الاحتمالات قائمة في صراع الهبوط. يتشبّث النادي بحظوظ البقاء إثر تحقيقه انتصاراً وتعادلين في مبارياته الأربع السابقة، آخرها أمام توتنهام في اللحظات الأخيرة من المباراة التي انتهت بنتيجة (3-3). ساوثهامبتون يحارب للبقاء، حاله كحال الفرق الثمانية التي تسبقه في الجدول.
ad
يسعى صاحب المركز التاسع عشر بورنموث والثامن عشر وستهام إلى تعديل الأوتار، في محاولةٍ للخروج من مثلث الهبوط. فارق النقاط الضئيل يقرع ناقوس الخطر أيضاً في ليستر سيتي (صاحب المركز السابع عشر)، نوتنغهام فوريست (16)، إيفرتون (15)، ليدز يونايتد (14)، وولفرهامبتون (13) وكريستال بالاس صاحب المركز الثاني عشر.
بعيداً من رغبة الجميع في البقاء ضمن البريمييرليغ بهدف المنافسة على أعلى مستوى، تلعب العائدات المالية في دوري الأضواء حافزاً مضاعفاً لتفادي الهبوط. وبالتالي، يصبح البقاء في المستوى الأعلى أكثر بكثير من مجرد فخر تنافسي، إنه أيضاً يحمل أهمية لنموذج عمل النادي.
تفوق قيمة الظهور في الدوري الإنكليزي الممتاز 100 مليون يورو خلال الموسم لكل فريق. يعود ذلك إلى جهود القيمين على البريمييرليغ في العقود الثلاثة الماضية بهدف الانفراد في طليعة الدوريات الكبرى، ما ضاعف بالتالي عائدات حقوق البث التلفزيوني.
ad
قام كريستال بالاس بفسخ العقد يوم الجمعة الماضي مع مدربه باتريك فييرا
في نهاية الموسم، سيتم إنزال الأندية الثلاثة المتواجدة في القاع، ما يجعلها تخسر قرابة 50 مليون يورو نظراً لحصول الأندية في الدرجة الأدنى قرابة 50 مليون يورو عند المشاركة في البطولة، أي نصف قيمة ما تجنيه في دوري الأضواء.
فجوة كبيرة جعلت العديد من الفرق المهددة بالهبوط تلجأ إلى الخيار الأكثر شيوعاً: إقالة المدير الفني. ستة من الأندية التسعة التي تواجه مشاكل في النتائج، سبق لها أن غيّرت المدرب. الثلاثة الوحيدون الذين لم يجروا أي تغيير هم نوتنغهام فورست، وست هام وليستر سيتي.
يعد صاحب المركز الخامس عشر إيفرتون أبرز اللاجئين إلى تغيير المدرب. كان ذلك في أواخر الشهر الأول من العام الجديد، حين أقال الفريق الأزرق المدرب الشاب فرانك لامبارد في ظل احتلال المركز التاسع عشر، وعوّضه بالمدرب شون ديتش، صاحب السجل الجيد بالبقاء في دوري الأضواء إثر عدم هبوطه مع بيرنلي لمدة خمس سنوات كاملة. أعاد ديتش تنظيم الفريق، وصعد إلى المركز الخامس عشر على خلفية نتائج مقبولة، تمثّل آخرها بالتعادل (2-2) في الدقائق الأخيرة على أرض تشيلسي.
ad
ومن المدربين الذين فقدوا مراكزهم إثر صراع الهبوط، يبرز باتريك فييرا. قام صاحب المركز الثاني عشر كريستال بالاس بفسخ العقد يوم الجمعة الماضي مع مدربه الفرنسي، بعد فشل «النسور» في تحقيق أي انتصار ضمن آخر 11 مباراة في الدوري، مع ابتعاد الفريق بثلاث نقاط فقط عن منطقة الهبوط.
وفي ظل لوضع الحساس، قد تتوجه بعض الأندية الأخرى إلى تغيير الجهاز الفني أيضاً، بهدف حسم صراع محتدم لن تتضح معالمه إلا في الأسطر الأخيرة من الموسم.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية