أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في اليوم الثاني لزيارته الرسمية لموسكو، أنّ بكين ستواصل جعل العلاقات مع روسيا “أولوية”، معتبراً أنّ البلدين “قوتان كبيران جارتان” و”شريكان إستراتيجيان”.
وأعلن أنّه دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة الصين هذه السنة، في مؤشر إلى متانة الروابط بين البلدين اللذين يواجهان توتراً مع الغرب.
وقال شي خلال لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، قبل بدء جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس الروسي، إنّ رئيس وزراء بلاده لي كيانغ “سيواصل إعطاء أولوية للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا”.
بدوره، قال ميشوستين: “في العام الماضي، جرى فتح حركة المرور على معابر السيارات والسكك الحديدية عبر نهر أمور، كما يجري إعداد مشاريع جديدة من شأنها زيادة النقل بشكل كبير على طول الطرق العابرة لسيبيريا وعبر آسيا”.
وأوضح رئيس الوزراء الروسي أنّه “في ظل الظروف الجيوسياسية الجديدة، تتزايد أهمية ممرات النقل واللوجستيات القائمة على تطوير البنية التحتية عبر الحدود”.
وأضاف ميشوستين: “نحن في روسيا مهتمون بصدق بزيادة تعزيز الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي مع الصين”، مشيراً إلى أنّ “العلاقات الثنائية في أعلى مستوى في التاريخ الذي يمتد لقرون”.
أوكرانيا والشراكة الإستراتيجية على رأس المحادثات
وأعلن الكرملين أنّ الرئيسين الروسي والصيني تبادلا وجهات النظر “باستفاضة” خلال اليوم الأول من محادثاتهما، وناقشا خطة صينية للسلام في أوكرانيا، من دون الخوض في التفاصيل.
ومن المقرر أن يتم توقيع نحو 10 وثائق مشتركة بين موسكو وبكين، بما في ذلك وثيقتان رئيسيتان وهي “بيان مشترك روسي – صيني حول تعميق الشراكة والتفاعل الاستراتيجي بما يتواءم مع الدخول في حقبة جديدة”، و”بيان مشترك حول خطة التنمية للمجالات الرئيسية للتعاون الاقتصادي لعام 2030”.
وقال بوتين أمس إنّه يدرس “باحترام” المبادرة التي طرحتها بكين من أجل السلام في أوكرانيا، مؤكداً أنّ روسيا والصين لديهما “الكثير من الأهداف” المشتركة.
من جهته، أكد شي خلال اللقاء أنّ بلاده “ستواصل أداء دور بنّاء” بحثاً عن تسوية سياسية للنزاع في أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة “الصين الجديدة” للأنباء.
وتطرح الصين نفسها في موقع الوسيط في أوكرانيا. وأصدرت في شباط/فبراير وثيقة من 12 نقطة تدعو إلى “وقف الأعمال العدائية”، واحترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول، وتحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام.
غير أنّ الدول الغربية تعتبر أنّ دعم بكين لموسكو لا يسمح لها بأن تكون وسيطاً ذا مصداقية. واتهمت واشنطن مؤخراً السلطات الصينية بأنّها تدرس تسليم أسلحة إلى روسيا، وهو ما نفته الصين بحزم.
وشكك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين بمقترحات بكين، ورأى أنّ هذه الزيارة “توفر غطاءً دبلوماسياً لروسيا حتى تواصل ارتكاب جرائم كبرى”.
شحنات نفط قياسية من موسكو إلى بكين
وفي خضم زيارة الرئيس الصيني، أعلنت شركة “غازبروم” الروسية العملاقة، اليوم الثلاثاء، تسليم شحنات يومية قياسية إلى بكين عبر خط أنابيب سيبيريا الذي يمر في الشرق الأقصى الروسي باتجاه شمال شرق الصين.
وقالت “غازبروم” في بيان إنّها سلّمت أمس الاثنين “الكميات المطلوبة وحققت رقما قياسياً جديداً لإمدادات الغاز اليومية نحو الصين”.
وزادت روسيا بصورة خاصة صادراتها من المحروقات إلى آسيا للتعويض عن الحظر الأوروبي المفروض عليها، وهو ما يجعلها تعول بشكل متزايد على بكين برأي مراقبين.
وفي هذا السياق، ذكرت وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية أنّ إنفاق بكين على الطاقة الروسية، بما في ذلك النفط الخام والمنتجات والفحم والغاز الطبيعي، وصل إلى 88 مليار دولار في العام حتى فبراير/شباط، مقارنةً بـ 57 مليار دولار في الأشهر الـ 12 الماضية، وفقاً لأرقام الجمارك الصينية، لتحل محل المشترين الآخرين الذين تجنبوا الصادرات الروسية بسبب الحرب.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين