حذر أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، الصين من تزويد روسيا بأسلحة “فتاكة” لاستخدامها في أوكرانيا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي أجراه ستولتنبرغ في العاصمة البلجيكية بروكسل، حسبما أفاد مراسل الأناضول.
وقال ستولتنبرغ: “لم نر أي دليل على أن الصين تقدم أسلحة فتاكة إلى روسيا، لكننا رأينا بعض الدلائل على أن هناك طلبا من روسيا، وأن السلطات الصينية في بكين تنظر في هذه المسألة”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأضاف: “على الصين ألا تقدم مساعدات فتاكة إلى روسيا لدعم حربها غير الشرعية” في أوكرانيا.
والاثنين، وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ، العاصمة الروسية موسكو، تلبية لدعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في زيارة تستمر حتى الأربعاء، وهي أول رحلة يقوم بها إلى الخارج منذ إعادة انتخابه رئيسا للصين في 10 مارس/ آذار الجاري.
وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة “تدخلا” في سيادتها.
وحذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي من أن الحلفاء لم يعززوا الإنفاق الدفاعي بالسرعة الكافية في مواجهة هجوم روسيا على أوكرانيا، إذ انخفض عدد الدول التي حقّقت الهدف المحدد على هذا الصعيد.
بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم في العام 2014، تعهّد أعضاء حلف شمال الأطلسي البالغ عددهم 30 السعي لزيادة إنفاقهم الدفاعي إلى اثنين بالمئة من إجمالي ناتجهم المحلي بحلول العام 2024.
وجاء في التقرير السنوي للحلف الصادر الثلاثاء أن سبع دول فقط هي اليونان والولايات المتحدة وليتوانيا وبولندا وبريطانيا وإستونيا ولاتفيا بلغت مستوى الإنفاق المشار إليه في العام 2022.
ويعكس هذا الرقم تراجعا مقارنة بالعام 2021 حين بلغت ثماني دول المستوى الإنفاقي مقابل 11 في العام 2020.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي “حلفاء كثر أعلنوا عن زيادات كبرى على صعيد الإنفاق الدفاعي منذ بدء الغزو الروسي”.
وتابع “يتعيّن حاليا تحويل تلك التعهّدات إلى مبالغ نقدية حقيقية وعقود وتجهيزات ملموسة، لأن الإنفاق الدفاعي هو الأساس لكل ما نفعله”.
واعتبر ستولتنبرغ أن انخفاض عدد البلدان التي نفّذت ما تعهّدت به مردّه أن الأداء الاقتصادي لحلفاء عدّة كان أفضل من المتوقّع، ما جعل ميزانياتهم الدفاعية تبدو أدنى نسبيا.
والولايات المتحدة هي الأكثر إنفاقا على الإطلاق في المجال الدفاعي، وتعد أبرز مساهم على هذا الصعيد، إذ تغطي 70 بالمئة من ميزانية حلف شمال الأطلسي التي تخطّت تريليون دولار في العام 2022.
وتدفع واشنطن حلفاءها الأوروبيين منذ سنوات لزيادة إنفاقهم العسكري، وفي التحالف ازداد هذا الإنفاق.
وازداد إنفاق الأعضاء الأوروبيين وكندا بمعدّل 2,2 بالمئة في العام 2022، ليبلغ إجمالي الزيادات في السنوات الثماني الأخيرة 350 مليار دولار.
وقال ستولتنبرغ “منذ العام 2014، زاد الحلفاء الإنفاق الدفاعي ونحن نسير في الاتجاه الصحيح. لكنّنا لا نسير بالسرعة التي يتطلّبها العالم الخطير الذي نعيش فيه”.
وتابع “أرحب بكل ما تحقّق من تقدّم، لكن من البديهي أنه يتعين علينا بذل مزيد من الجهود، وبشكل أسرع”.
بعدما بدأت روسيا قبل أكثر من عام غزو أوكرانيا تعهّد حلفاء أوروبيون إنفاق مليارات إضافية على قواتهم المسلّحة.
حاليا يتطلّع التحالف إلى تحديد هدف جديد للإنفاق في قمّته المقرّر ان تستضيفها فيلنيوس في تموز/يوليو، والحلفاء بغالبيتهم متّفقون على أن معدّل 2 بالمئة بات “حدا أدنى وليس سقفا” للإنفاق الوطني.
لكن دولا تواجه صعوبات في بلوغ ذاك المعدّل تتردّد في إقرار هدف يتخطى قدراتها أو جعل التعهّدات ملزمة إلى حد كبير.
وقال ستولتنبرغ “في هذا العالم الجديد والمتنازع عليه بشكل متزايد، لا يمكننا أن نعتبر أمننا من الأمور المسلّم بها”.
وشدّد الأمين العام للحلف على أن “أمننا هو الأساس لازدهارنا وطريقة عيشنا”.
وتوقّع دبلوماسيون في حلف شمال الأطلسي أن يستمر التجاذب حول التعهّد الاستثماري الجديد في القطاع الدفاعي، وهو أمر يتطلّب إجماع كل الحلفاء، حتى موعد القمة المقرّرة في منتصف تموز/يوليو.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم