. إيمان شويخ
بدأ الاعتراف الدولي والعربي والخليجي بشكلٍ خاص بضرورة وأهمية التقارب مع سوريا بعدما أثبتت الأخيرة أنها قادرة على مواجهة كل المؤامرات التي حيكت ضدها تحت حجج حقوق الإنسان و حماية المواطنين و الدفاع عن المعارضين للنظام و غيرها من الأسباب التي خلقت ما يسمى بالمعارضة و التي تفرع عنها حركات إرهابية قتلت مئات الآلاف من المواطنين السوريين و شردت الملايين منهم، وكان أكثرهذه الحركات إجراماً تنظيم داعش الذي قام بارتكاب مجازر لم يشهد التاريخ لها مثيلاً من قطع الرؤوس و نبش القبور و سبي النساء و غيرها من جرائم لم يلتفت إليها المجتمع الدولي و منظمات حقوق الإنسان و الأمم المتحدة إلا بشكلٍ عابر وكان التصويب دائماً على ما أُسمي “النظام السوري”، أما اليوم فسقطت كلمة النظام وبدأ التداول رسمياً بالمصطلح الطبيعي وهوالدولة السورية التي أرغمت كل الدول على الاعتراف بقوتها و مكانتها في المعادلات الدولية، وبدأت الدول اليوم تحاول مباشرةً أو بطريقة غير مباشرة ترتيب لقاءات مع الرئيس السوري بشار الأسد لتحجز لنفسها مكاناً في سوريا.
المصالحة الأهم هي السعودية السورية حيث أُعلن بالأمس أن سوريا والسعودية وافقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات لأكثر من عشر سنوات، والتطور لا يكتسي أهمية فقط من ناحية التقارب السعودي السوري و تداعياته على المنطقة، إنّما يوجّه ضربةً كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية من قبل الحليف التاريخي السعودي على مدى ثمانين عاماً، فكيف ستواجه أمريكا هذا التمرد السعودي الكبير بتوقيع إتفاق مع إيران الخصم الأبرز لأمريكا أولاً ومن ثم التقارب مع سوريا، وأي بوابة خليجية ستدخل منها الولايات المتحدة اليوم لشن حروبها على الدول التي تعتبرأنها تشكل خطراً على “إسرائيل” من إيران إلى لبنان.
وما يزيد من طين خيبة الولايات المتحدة بلّة هو الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد الأحد المنصرم إلى الإمارات العربية المتحدة، حليفة الولايات المتحدة، التي يبدوأنها تقود المساعي الشرق أوسطية نحو إحياء العلاقات مع الأسد، وهي قامت بتطبيع العلاقات مع حكومته في عام 2018، كما ساهمت في جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 فبراير/ شباط الذي ضرب شمال سوريا و جنوب تركيا.
الحوار السعودي السوري بات قريباً و خبر لقاء الرئيس الأسد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد يتصدر وسائل الإعلام الغربية و العربية, وسيقع كالصاعقة على رأس رئيس حكومة الاحتلال اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو و سيزيد الضغط عليه من داخل الكيان لتقديم استقالته هو و وزيرالأمن القومي إيتمار بن غفير اللذين امتدت اللعنة عليهما من المحيط إلى المحيط بسبب فضحهما لمخططات الكيان الإسرائيلي الذي حاولت أمريكا و دول الغرب تلميع صورته، لكن الحماسة الدولية تجاه سوريا و إيران و الصين ستقضي على حلم نتنياهو و تفتتح العالم الجديد الذي بدأ ينهي الهيمنة الأمريكية، فهل يقطف العرب ثمار كل الخيرات التي تتدفق عليهم، أم يضيعون الفرصة و يتركون بلدانهم تتأخر و تنهار فيها العملة ليأتي صندوق النقد الدولي بشروط دولية ليحكم هذه البلدان، و لتشفق منظمات حقوق الإنسان على شعوبهم بتقديم الشاي و الأرز و الطحين، لعلهم يستيقظون الحكام العرب و يرحمون من في الأرض ليرحمهم من في السماء.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم