تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول جهود يبذلها أردوغان لإعادة الأسد إلى طاولة المفاوضات، وأسباب تمنّع الأخير.
وجاء في المقال: السلطات التركية مستعدة لمراجعة شكل وجود قواتها النظامية في سوريا، من أجل تحفيز المفاوضات مع جارتها بشأن إعادة العلاقات الثنائية.
ترتبط قضية التطبيع مع دمشق، بالنسبة للسياسيين الأتراك، ارتباطًا وثيقًا بحل المشكلات السياسية الداخلية. في مواجهة آثار تضخم قارب الـ 90٪، حوّل الرأي العام المحلي، بشكل فاعل، اللاجئين السوريين إلى كبش فداء. فالتهديدات ببدء عملية برية “لتطهير” أراض جديدة من أجل إقامة “منطقة آمنة”، وإجراءات الطرد القسري لبعض الضيوف، لم تعد تأتي أكلها من حيث كسب نقاط بين الناخبين. خاصة عندما يَعِد خصومُ أردوغان الرئيسيون، في حالة الفوز، بالتقرب إلى أقصى قدر ممكن من الأسد من أجل تحفيز العودة الجماعية للاجئين. تظهر استطلاعات للرأي أجريت في كانون الأول أن 59٪ من الأتراك يؤيدون هذا الموقف.
يحاول أردوغان فقط ركوب الموجة. سؤال آخر هو أن مفهوم المصالحة يهدد سمعة تركيا كواحدة من المدافعين الرئيسيين عن مصالح المعارضة السورية السياسية والمسلحة، التي يشتبه ممثلوها بتعرضهم للخيانة.
وفي الصدد، قال الباحث في مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات يوري ليامين، لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”: “نظريًا، يمكن التوصل إلى حلول وسط. على سبيل المثال، وضع جدول زمني واضح لانسحاب القوات التركية من سوريا، مقابل تبديد المخاوف التركية بشأن الجماعات الكردية. للأسف، يصعب ذلك جدا من الناحية العملية بسبب حقيقة أن الأكراد في سوريا تحت رعاية الولايات المتحدة، ناهيكم بالقضايا الإشكالية الأخرى.
لذلك، فإن مصير المفاوضات يعتمد إلى حد كبير على ديناميات الوضع العام في المنطقة وفي بعض البلدان الرئيسية”.
ولم يستبعد ليامين أن تنتظر دمشق الرسمية نتائج الانتخابات في تركيا. وفي الوقت نفسه، لم يستبعد إمكانية أن يعزز التطبيع الأخير للعلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية الموقف التفاوضي العام للقيادة السورية، والتي تعتمد تقليديًا على دعم طهران. (روسيا اليوم)
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم