متابعة رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد
تشهد فرنسا هذه الايام احتجاجات شعبية واسعة شارك بها أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون مواطن وتترافق مع اعمال عنف من المتظاهرين ومن عناصر الشرطة وللوقوف على الاسباب الظاهرة وغير الظاهرة السياسية وغير السياسية لقيام تلك الاحتجاجات بهذه الكثافة والدوافع لأعمال العنف التي تشهدها تواصلنا مع الكاتب والفارس عدنان عزام المتواجد منذ بضعة أشهر في فرنسا فرد بالقول:
يتحرك الشارع الفرنسي بفعل بركان يعصف باسس الجمهورية الفرنسية القائمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ،اسس و أركان طالما تغنى بها الفرنسيون وسوقوها على انها افضل نظام اجتماعي تكافلي في العالم يقوم على تقاسم أعباء الحياة و تبادل العطاء بين الأجيال المتتابعة . .نظام اجتماعي طالما اثبت نجاعته طيلة السنوات الماضية و طالما ازعج زعيمة العالم الحر ( الامبريالية الامريكية ) التي أوحت لابنها البار ايمانويل ماكرون بهدم هذا النظام واستبداله بنظام اقتصادي و اجتماعي حر فلا طبابة مجانية و لا تعليم مجاني و لا امتيازات ينعم بها الفرنسيون وكل هذه الامتيازات تجرأ عليها ماكرون و شرع بإلغائها وعندما لم يوافقه البرلمان لجأ إلى (الفقرة الثالثة من المادة التاسعة و الأربعون من الدستور الفرنسي)
وأضاف عزام:كل ذلك دفع الملايين إلى الشوارع و جعلنا نرى مشاهد لم نعهدها من قبل : رجل أمن فرنسي ممدد على أرض باريس بلباسه العسكري و سلاحه يجره زملاؤه وكأنه في عالم الاموات ..واجهات محلات فاخرة…. ومداخل ابنية تاريخية تأكلها النيران ..جبال من القمامة المتراكمة منذ ايام تلعب بها الجرذان و تنبعث منها الروائح الكريهة ..مواجهات عنيفة بين المئات من رجال حفظ النظام و ملايين المتظاهرين الفرنسيين الذين نزلوا إلى الشوارع احتجاجا على قانون التقاعد والذي لم يلق الأصوات اللازمة في البرلمان الفرنسي لاقراره مما اضطر الرئيس ايمانويل ماكرون لإستخدام المادة الدستورية الدكتاتورية التي ذكرناها لاقراره
وتابع عزام:ان المشاهد العنيفة جعلت الرئيس الفرنسي يتصل بصاحب الجلالة شارل الثالث ملك المملكة المتحدة و يطلب اليه تأجيل زيارته الرسمية إلى فرنسا بالرغم من التجهيزات التي فاقت الوصف و التي بدأت منذ وقت طويل.. انه موقف لا يحسد عليه الرئيس الفرنسي و لا تحسد عليه فرنسا ايضا التي تبدو غارقة في نفق مظلم ..نفق العنف الذي لم تشهد فرنسا له مثيلا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية و نفق التشرذم السياسي الذي لم يفضِ حتى الآن إلى ابراز منتصر في هذه المعركة الشرسة بل على العكس تماما دخلت البلاد في دوامة حرب الشائعات إذ يروي المتظاهرون انهم يتعرضون للضرب من رجال مدججين بالسلاح ولا يتكلمون الفرنسية و يذهب محللون سياسيون إلى القول إن ايمانويل ماكرون يتعمد إيصال الأمور إلى هذه الحالة الكارثية ليتسنى له إقرار قانون الطوارئ و فرض حضر التجول تماما كما حصل عام 2020 عندما قام بحبس الفرنسيين في بيوتهم …. حبس اذكر كل تفاصيله وخاصة عندما كنا نوقع على كتاب خطي لنستطيع الذهاب لشراء الخبز على بعد أمتار
ورداً على سؤالنا حول وجهة نظره بإلى اين تتجه الامور قال:رغم متابعتنا ما يجري لحظة بلحظة نجد صعوبة في التكهن بما ستؤول اليه الامور لكننا نستطيع الجزم بأن شرخا كبيرا يفرق بين الفرنسيين الذين استفاقوا من سباتهم و أن المتظاهرين لم ينزلوا إلى الشوارع احتجاجا على قانون التقاعد فقط بل لمناهضة القوى العالمية …. الأطلسية… الانجلوساكسونية التي وحسب قولهم تتحكم بمصيرهم
(سيرياهوم نيوز_4)