كتب:محمد عبد الكريم مصطفى
تمر الذكرى السابعة والأربعين لحرب تشرين التحريرية هذا العام وجيشنا الباسل يحقق الإنجازات العظيمة على ساحة الوطن في معركة الشرف والكرامة ضد الإرهاب الدولي العابر للحدود وداعميه من أنظمة الاستعمار والاستبداد الدولي وأدواتهم في المنطقة ، بعد أن كان قد حقق هذا الجيش الوطني العقائدي انتصار العرب الأول في التاريخ الحديث في السادس من تشرين الأول عام 1973 عندما حطم أسطورة جيش الكيان الصهيوني الذي كان يتبجح ويرعب دول الجوار بأنه الجيش الذي لا يُقهر ، حيث هُزم وتمرغ عنفوانه الوهمي في تراب جبل الشيخ الأشم تحت أحذية أبطال الجيش العربي السوري الذين واجهوا قوات العدو المحتل بأجسامهم العارية في معركة نوعية مستخدمين السلاح الأبيض ومتسلحين بإرادة الإيمان بتحرير الوطن من العدو الغاصب مهما كلف ذلك من تضحيات تحت شعار الشهادة أو النصر ، فكان الانتصار الكبير الذي هزَّ عرش الكيان الغاصب في الصميم .
واليوم يخوض جيشنا الباسل معركة مصيرية في حياة سورية والمنطقة والعالم ضد الإرهاب التكفيري الذي يريد العودة بالمنطقة العربية إلى عهود ما قبل التاريخ لتحقيق أهداف وأحلام الدول الاستعمارية الكبرى بإعادة السيطرة على تلك المنطقة الهامة جغرافياً واقتصادياً وإعادة برمجتها وفق مصاحلهم الذاتية ، وسورية التي حملت على كاهلها عبء الدفاع عن العرب والعروبة على مدى تاريخها الحديث وقدمت التضحيات الجسام في سبيل ذلك ، لم ولن تتوانى عن الاستمرار في لعب هذا الدور النبيل خدمةً للشعب العربي ولشعوب المنطقة والعالم ومستقبلها الآمن الخالي من الإرهاب الدولي العابر للحدود ، وبفضل شجاعة وبسالة قواتنا المسلحة تنتقل سورية اليوم من انتصار للآخر رغم تكالب القوى العالمية الكبرى مجتمعة عليها ، ورغم سياسة الحصار والتجويع التي تفرضها عليها الإدارة الأمريكية وأتباعها في الغرب الاستعماري وأدواتها الرخيصة في المنطقة ، ومحاولاتها المتكررة واليائسة على مدى تسع سنوات ونيف لتدمير الجيش العربي السوري كأهم قوة عسكرية عربية وصلت إليها دولة عربية مستقلة ، الجيش الذي حافظ على ولائه المطلق لعقيدته القومية والوطنية ، وتبنى مبدأ الدفاع عن التراب العربي واخذ على عاتقه حماية هذا الوطن بمكوناته الخلَّاقة من البشر والشجر والحجر ، واستطاع الجيش العربي السوري البطل أن يحظى بمحبة واحترام كل مواطن سوري شريف وعربي مخلص لما قدمه عبر تاريخه المشرف من بطولات وتضحيات كانت الحصن الآمن للوطن وأبنائه ومصالحه.
نُحيي عيد السادس من تشرين الأول في ذكراه السابعة والأربعين اليوم ، ليس من أجل بيان أهمية الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري الباسل بالتشارك والتنسيق مع الجيش المصري البطل في حرب تشرين التحريرية على جبهات القتال في مواجهة جيش الكيان الصهيوني المحتل المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي كأكبر قوى عسكرية واقتصادية عالمية فحسب ، بل من أجل استحضار التاريخ ومقارنته بما يتعرض له الجيش العربي السوري هذه الأيام من خطط خبيثة ومؤامرات وضيعة لتدميره وإشغاله في حرب عصابات إجرامية وإرهابية موجهة مركزياً من الاستخبارات العسكرية الصهيونية وشركائها في الولايات المتحدة والغرب ونظام أردوغان الطائفي وبعض دويلات النفط القذر في الخليج العربي .
إن انتصار الإرادة الوطنية التي يمتلكها الجيش العربي السوري في مواجهة حرب عالمية جديدة بأدوات وعناصر إرهابية تكفيرية ، التي اتخذت من الأراضي السورية وجهة لها وساحة لأعمالها التخريبية والإجرامية ، هو تحول استراتيجي نوعي لجيش احترافي تقليدي يخوض معركة مختلفة كلياً ضمن المدن والأرياف ويُتقن فن القتال في حرب العصابات ويتفوق عليها بمشاركة القوى الرديفة والحلفاء والمخلصين ، رغم كل ما رافقتها من حرب إعلامية ضخمة قوامها أكثر من ثلاثمائة وسيلة إعلامية مأجورة للقوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول الغرب التابعة ، مستغلة الجانب الديني والمذهبي بعد أن تم تشويه المفاهيم الدينية وحرفها عن مسارها الصحيح ، حيث واجهها الإعلام السوري المقاوم بقوة وشجاعة رغم امكانياته المتواضعة ، وكشف وسائل الفبركة والكذب لدى الإعلام المعادي ودحضها في حينها ،
وبقراءة سريعة لصفحات حرب تشرين التحريرية والبطولات التي سطرها الجيش العربي السوري في روابي جبل الشيخ والجولان العربي السوري الأشم ، لا بد لنا وأن نستذكر بكل افتخار واعتزاز الدور الوطني والقومي للقائد الخالد حافظ الأسد صانع التشرينين تشرين التصحيح وتشرين التحرير ، والذي قاد معركة التحرير وأدارها بهدوء الواثق من حتمية النصر ، كما لا بد أن نبارك ونفخر بدور القائد الرمز بشار حافظ الأسد الذي قاد معركة الدفاع عن سورية والعالم بشجاعة نادرة وحكمة القائد المؤمن بحق شعبه وأمته بحريتها واستقلالها ، القائد الذي صنع الانتصار المعجزة في زمن الردة العربية واجتماع أكثر من مئة وثلاثين دولة في العالم ضد سورية وشعبها وقيادتها الوطنية ، القائد الذي دافع بكل اقتدار وعزم عن حق سورية والأمة وقضيتها العادلة في السيادة والاستقلال ، وكان لوجود سيادته في أرض المعركة ومشاركته الشخصية للقوات المسلحة الباسلة على الخطوط الأمامية بمواجهة العصابات الإرهابية ، دوراً أساسياً في استنهاض همة الجنود ورفع معنوياتهم وازداد تمسكهم بإرادة النصر الحتمي ، وكان شعار المعركة هذه المرة كذلك هو : ” الشهادة أو النصر ” ، فكان النصر العظيم .
بهذه المناسبة العظيمة نُقدِّم اسمى آيات التهنئة والتبريك لشعبنا العربي السورية والشعوب العربية الوفية المخلصة لعروبتها ، ولجيشنا الوطني الباسل والقوات الرديفة والحلفاء ولقائد الانتصار الحديث السيد الرئيس بشار حافظ الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة ، منتظرين يوم الانتصار الأكبر بدحر قوى الإرهاب والظلام عن سورية للأبد وإنه لقريب .
Email:Mohamad.a.Mustafa@Gmail. com
(سيرياهوم نيوز-موقع البعث ميديا6-10-2020 )