أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس الثلاثاء استعداد بلاده للمساهمة بشكل أكبر في السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، في حين أكد نائب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ أن الدول التي تعرقل موافقة مجلس الأمن الدولي على إجراء تحقيق دولي في تفجير أنابيب غاز السيل الشمالي تثير شكوكاً بأن لديها ما تخفيه بهذا الشأن، على حين كشف تقرير صيني عن انتهاكات الولايات المتحدة لحقوق الإنسان.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» عن الرئيس الصيني قوله خلال مكالمة هاتفية مع ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان أمس: إن الصين مستعدة للعمل مع المملكة العربية السعودية لبذل جهود شاملة لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد، والمساهمة بشكل أكبر في السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.
ولفت جين بينغ إلى أن الصين ستعمل مع السعودية لتنفيذ نتائج زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني للسعودية، والقمة الصينية العربية الأولى وقمة الصين ومجلس التعاون الخليجي العام الماضي، ومواصلة دعم بعضهما بعضاً بقوة في القضايا التي تنطوي على مصالحهما الجوهرية.
وبين شي أن الجانب الصيني جاهز أيضاً لتوسيع التعاون العملي والتبادلات الشعبية مع السعودية، ودفع تنمية أكبر للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وفي سياق منفصل، أكد تقرير صادر عن مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني حول انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة خلال العام الماضي أن تشريعات حقوق الإنسان والعدالة شهدت تراجعاً شديداً، الأمر الذي زاد من تقويض الحقوق والحريات الأساسية للشعب الأميركي.
وذكرت وكالة «شينخوا» أن التقرير يكشف أن الولايات المتحدة التي تصف نفسها بأنها مدافع عن حقوق الإنسان تتفشى فيها أمراض مزمنة مثل سياسات المال والتمييز العنصري والعنف المسلح وعنف الشرطة، فضلاً عن استقطاب الثروة حيث شهدت تشريعات حقوق الإنسان والعدالة تراجعاً شديداً، ما زاد من تقويض الحقوق والحريات الأساسية للشعب الأميركي.
وحذر التقرير من أن إساءة استخدام الولايات المتحدة للقوة والعقوبات الأحادية الجانب أدت إلى حدوث كوارث إنسانية كبيرة، فمنذ بداية القرن الحادي والعشرين نفذت الولايات المتحدة عمليات عسكرية في 85 دولة تحت مسمى «مكافحة الإرهاب»، التي أودت مباشرة بحياة 929 ألف مدني على الأقل، وشردت 38 مليون شخص.
ولفت تقرير مكتب الإعلام الصيني إلى أن الولايات المتحدة أصبحت مدمرة للسلام العالمي والتنمية وحجر عثرة أمام التقدم في مجال حقوق الإنسان، بسبب نهجها سياسات القوة في المجتمع الدولي وإثارتها حروباً بالوكالة، وفرضها عقوبات أحادية الجانب بشكل عشوائي وانتهاكها بشكل خطير حقوق المهاجرين، ورفضها إغلاق معتقل خليج غوانتانامو.
وأضاف التقرير: إن الولايات المتحدة التي أسست على الاستعمار والعبودية والعنصرية وعدم المساواة سقطت كذلك في مستنقع من إخفاق النظام وعجز الحكم والانقسام العرقي والاضطرابات الاجتماعية في السنوات الأخيرة، في ظل تفاعل نمط التوزيع الاقتصادي المستقطب والصراع العرقي المسيطر على النمط الاجتماعي، وسيطرة مجموعات المصالح الرأسمالية على النمط السياسي.
وأشار التقرير الصيني إلى أن السياسيين الأميركيين الذين يخدمون مصالح «الأوليغارشية» أصبحوا يستخدمون حقوق الإنسان بشكل تعسفي كسلاح لمهاجمة البلدان الأخرى، ما يخلق المواجهة والانقسام والفوضى في المجتمع الدولي، وبالتالي أصبحوا مفسدين ويشكلون عقبة أمام تنمية حقوق الإنسان العالمية.
وأضاف: إن الولايات المتحدة بلد يعرف بالعنف الشديد وسكانها مهددون بشكل مستمر بوقوع جرائم العنف، وأصبح من الصعب جداً ضمان سلامتهم، في حين تكتظ السجون الأميركية التي أصبحت مؤسسة عبودية تنتشر فيها السخرة والاستغلال الجنسي للمجرمين.
ومن جانب آخر أكد نائب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ أن الدول التي تعرقل موافقة مجلس الأمن الدولي على إجراء تحقيق دولي في تفجير أنابيب غاز السيل الشمالي تثير شكوكاً بأن لديها ما تخفيه بهذا الشأن.
ونقلت «نوفوستي» عن قنغ قوله في تصريح عقب اجتماع مجلس الأمن الدولي مساء أول من أمس الإثنين: إن بعض الدول تحدثت عن أن الاتهامات غير المبررة تحدد نتائج التحقيقات مسبقاً بالعكس يعتبر التحقيق الأممي أمثل طريقة لمعرفة حقيقة ما حدث، معرباً عن الأمل في إجراء هذا التحقيق وتقديم نتائجه في أقرب وقت ممكن.
وأشار قنغ إلى أن مجلس الأمن الدولي يتحمل مسؤولية مواصلة التعامل مع هذا الحادث، مشدداً على أن أكثر من ستة أشهر مرت على التفجيرات، ومن الضروري القيام بهذه الإجراءات التحقيقية في أسرع وقت ممكن، وإلا فسيكون جمع الأدلة والحصول على نتائج موثوقة للتحقيقات أكثر صعوبة.
ولم يقر مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أعدته روسيا والصين لإطلاق تحقيق دولي في تفجير «السيل الشمالي»، بسبب امتناع أغلبية الدول عن التصويت لمصلحته.
سيرياهوم نيوز1-الوطن