سفير سابق لباريس في الرباط، كان أدلى بتصريح لموقع “مغرب أنتلجنس”، “كشف” فيه عن خطط الايليزيه لـ”اضعاف المغرب وكبح جماحه” بكل الوسائل التي بإمكانها منع تكرار السيناريو التركي في منطقة شمال أفريقيا، وتكررت الانتقادات، من يومها، للسياسة التي تنهجها فرنسا، ليس تجاه المغرب فقط، وانما تجاه عدد من مستعمراتها السابقة.
وفي تقرير اعلامي من عدة أجزاء، هاجمت صحيفة “برلمان” المغربية (مقربة توجه الدولة)، فرنسا متهمة إياها بتوظيف كل الوسائل الممكنة لابتزاز المغرب من أجل الرضوخ لمطالبها وأطماعها، كقضية “التأشيرات” اتهمت باريس باختلاقها قصد دفع المغرب للهرول و”التوسل” إليها من أجل العدول عن قرارها.
وأنهت فرنسا مهام سفيرتها بالرباط هيلين لوغال، حيث جرى تعيينها مسؤولة عن “الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية” في الاتحاد الأوروبي، ليبقى منصب السفير فارغا منذ أيلول (سبتمبر) 2022 إلى غاية منتصف شهر ديسمبر حينما أعلن كريستوف لوكورتيي عن تعيينه سفيرا جديدا لباريس بالرباط، وكل، تضيف الصحيفة، جرى “دون أن يعير المغرب اهتماما لشطحات فرنسا لمعرفته مسبقا بأن تحركاتها ليست إلا مناورات لابتزازه وإجبارها على الجلوس معها لطاولة المفاوضات، بعدما خرج من تحت أجنحتها وبنى لنفسه مسارا بدأت عدة دول إفريقية تلتحق به إليه”.
ونقل المصدر الصحفي، عن دبلوماسي فرنسي متقاعد، قوله أن “فرنسا تعتمد في مخطط إضعاف المغرب على وسائل مختلفة”، أهمها تحقيقات “تفتقد للمصداقية” صادرة عن منظمات غير حكومية (تعمل في مجال حقوق الانسان)، وتقارير “يفترض أنها موضوعية في وسائل إعلام يفترض أنها محايدة”، وتنظيم التجمعات على الشبكات الاجتماعية، وأخيرا اعتماد استراتيجية دبلوماسية.
وأضافت الصحيفة، أن السفير السابق، كشف أيضا، أنه وبالنسبة للمخابرات الفرنسية، التي يقودها “برنار إيمي” منذ ما يقرب من ست سنوات، فإن صعود المغرب، الذي يشبه “بشكل غريب” مسار تركيا، يثير قلق باريس الآن، معتبرة أن ذلك بالنسبة له يعي اليه “ذكريات مريرة” عندما كان سفيرا في أنقرة بين عامي 2007 و2011 وكان شاهدا على الصعود القوي لورثة الإمبراطورية العثمانية، مشيرا إلى أن المغرب بلد شكّل “صدمة” لفرنسا لأنه تجرأ على تحديها اقتصاديًا وثقافيًا وعسكريًا وقبل كل شيء دبلوماسيًا، ما يجعله قوة صاعدة “وجب التصدي إليها وعرقلتها”.
وقالت الصحيفة، ان فرنسا لم تستوعب بعد أو أنها لا تريد أن تفهم بأن المغرب فطن إلى مناوراتها ومخططاتها، مضيفة أنه يكفي فقط أن تعود للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب، وتعيد قراءته بتمعن وبِرَوِيّةٍ، خصوصا في الفقرات التي تحدث فيها الملك محمد السادس عن “تعرض المغرب لهجمات مدروسة من طرف بعض الدول، والمنظمات المعروفة بعدائها لبلادنا والتي تستهدف المغرب لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار، التي لا تقدر بثمن، خاصة في ظل التقلبات، التي يعرفها العالم”.
ونبّه الملك محمد السادس خلال ذات الخطاب إلى أن قلة قليلة من الدول، خاصة الأوروبية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، في إشارة لفرنسا تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية، وأن بعض قادتها لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب العربي، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي، ولا تستطيع أن تساير التطورات.
واتهمت الصحيفة، فرنسا، بتوظيف “أسطوانة” الحقوق والحريات من خلال الاعتماد على تقارير تصدرها منظمات مثل أمنستي وهيومن رايتس ووتش، معتبرة أنها “منظمات معروفة بعرض خدماتها على الأجهزة الاستخباراتية للدول الغربية، من أجل استعمال تقاريرها كوسيلة ضغط وابتزاز الدول”.
وقالت ان فرنسا تستغل تقارير المنظمتين المذكورتين، منظمات أخرى كفوربيدن ستوريز داخل البرلمان الأوروبي، من أجل استصدار قرارات ضد المغرب ومؤسساته الأمنية والقضائية، “في وقت فضلت فيه هذه المنظمات التزام الصمت تجاه القمع والتعنيف والتنكيل الذي يتعرض له الفرنسيون الذين يحتجون ضد خطة ماكرون وحكومته بشأن إصلاح نظام التقاعد”.
وذكرت الصحيفة، بخطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لـ”ثورة الملك والشعب”، تحدث فيه عن التقارير التي تستهدف المغرب، “أنها تجاوزت كل الحدود”، حيث قال أنها “بدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم