حسين فحص
يحل ليفربول ضيفاً على مانشستر سيتي غداً السبت، (14:30 بتوقيت بيروت). مباراة مرتقبة يسعى خلالها الفريقان إلى تعديل المسار، بعد معاناتهما إثر تغيير المنظومة الهجومية
ad
انقلبت الأمور رأساً على عقب بالنسبة إلى مانشستر سيتي وليفربول. يحاول الطرف الأول تقليص الهوّة مع المتصدر آرسنال، في حين ينازع ليفربول بعيداً عن الأربعة الكبار. هي وضعية جديدة بالنسبة إلى متصدر الدوري ووصيفه في الموسم الماضي، بعد أن اعتادا التنافس حتى النهاية على لقب «البريمييرليغ» خلال المواسم الماضية. بعيداً عن عاملَي الإرهاق والإصابات، يتّضح جلياً التأثير السلبي لإعادة هيكلة الخط الأمامي على الأداء والنتائج.
وقّع مانشستر سيتي مع المهاجم الأكثر غزارة تهديفياً في أوروبا خلال الصيف، ومع ذلك، يبدو أن الفريق فقد هويته مقارنةً بالمواسم السابقة. على الرغم من جودة إيرلينغ هالاند، يُظهر الأداء والنتائج أنه جعل مانشستر سيتي أسوأ كمنظومة، إذ يحتل الفريق المركز الثاني في الدوري مبتعداً بثماني نقاط عن آرسنال، مع امتلاك «السيتيزينز» مباراة مؤجلة.
ad
هي مقامرة تكتيكية من بيب غوارديولا، قام بها في الصيف وبدأ يدفع ثمنها. تخلّى المدرب عن أسلوب الهجوم الذي ميّزه في إسبانيا وإنكلترا، عبر التعويل على رأس حربة وهمي، واستبدله هذا الموسم برأس حربة مباشر، الأمر الذي غيّر جذرياً أسلوب لعب الفريق. لا تزال الأهداف تتدفق، خاصةً عبر هالاند الذي لا ينفك عن كسر الأرقام القياسية، لكن مانشستر سيتي بشكل عام يبدو هشاً وأقل فاعلية.
هناك تضارب واضح بين خصائص هالاند ومتطلبات غوارديولا. هذا الأخير يحب الاستحواذ، مع وجود أكبر عدد ممكن من لاعبي خط الوسط المهاريين على أرض الملعب. يشقّ اللاعبون طريقهم نحو الثلث الأخير عادةً مستغلّين الفراغات التي كان يخلقها رأس الحربة الوهمي، ثم يبحثون عن فرص للتسجيل. هذه هي الطريقة التي سيطر بها غوارديولا على الدوريات أينما حطّ رحاله، لكنه يبدو أنه فقد سحره هذا الموسم عندما غيّر من جلده نظراً لعدم إجادة هالاند تلك الأدوار وتميّزه أكثر باللعب المباشر، كما أنه أقل مشاركة خارج منطقة الجزاء مقارنةً بالمهاجمين السابقين.
ad
ومن سلبيات وجود هالاند رغم أرقامه القياسية، قيامه بكسر خطوط المنافسين على حساب الأجنحة. دورٌ كان يتميّز به رحيم ستيرلينغ وغابرييل خيسوس في المواسم الماضية، لكنه لم ينجح مع وجود جاك غريليش ورياض محرز على جانبي هالاند. فقد السيتي السرعة في ضرب خطوط المنافسين، وأصبح هالاند بمثابة ضربة مزدوجة يعمل على إبطاء تقدم السيتي ويجعل مدافعي الخصم أقل تكتلاً نظراً لسهولة احتوائه مقارنةً برأس الحربة الوهمي.
على الجهة المقابلة، يعاني ليفربول الأمرّين هجومياً. بعيداً عن تأثير الإصابات على احتلال «الريدز» المركز السادس في الدوري، كان لتغيير الخط الأمامي دوراً بارزاً في تراجع النتائج والأداء. برز ليفربول على الساحتين المحلية والأوروبية في المواسم القليلة الماضية بفعل ثلاثية محمد صلاح، روبيرتو فيرمينو وساديو مانيه في الخط الأمامي، ومع انتقال الأخير إلى بايرن ميونيخ خلال الصيف مع بقاء فيرمينو على دكة البدلاء في أغلب المناسبات، فقد ليفربول هويته الهجومية في ظل عدم تأقلم المستقدمين الجدد بالشكل المطلوب.
ad
يُعد فيرمينو قائداً لخط دفاع ليفربول في المقدمة ولاعب وسط إضافي قبل أن يكون مهاجماً. كان رقم 9 الوهمي صلة وصل بين صلاح ومانيه ومسبباً رئيسياً في خلق مساحات ضمن دفاعات الخصوم. بينما يتأقلم داروين نونيز وكودي غاكبو مع الحياة في آنفيلد، يبدو ليفربول تائهاً مع فقدان أدوار فيرمينو ومانيه، حيث يظهر تأثير غيابهما السلبي على هجوم الفريق، والدفاع أيضاً.
يحتاج كل من غوارديولا وكلوب للمزيد من الوقت لإيجاد توازن في التوليفة الهجومية من أجل العودة إلى المسار الصحيح. النقاط أهم من الأرقام الفردية، وبالتالي على هالاند أن يتكيّف مع أسلوب مانشستر سيتي الذي اشتُهر به فيما سبق وليس العكس. بالنسبة إلى ليفربول، قد يعود الفريق تدريجياً إلى المسار الصحيح مع عودة المصابين، ويجب على المهاجمين الجدد الاستمرار في النسق الذي أظهراه خلال الفوز الكبير أمام مانشستر يونايتد قبل نحو أسبوعين بنتيجة (7-0). هي مباراة مرتقبة قد تُشكّل منعطفاً كبيراً لكلا الفريقين، مانشستر سيتي في صراع اللقب وليفربول في سباق المقاعد الأوروبية.
ad
أبرز المباريات
يبرز من مباريات السبت صراع القاع بين نوتنغهام فورست وولفرهامبتون (17:00 بتوقيت بيروت)، وكريستال بالاس ضد ليستر سيتي في نفس التوقيت، فيما يسعى مدرب تشيلسي غراهام بوتر إلى إنقاذ مسيرته عبر محاولة تحقيق نتيجة إيجابية أمام ضيفه أستون فيلا (19:30). وفي لقاءات الأحد، تبرز مباراتي الخامس نيوكاسل يونايتد مع ضيفه الثالث مانشستر يونايتد (18:30)، في حين يستقبل إيفرتون الجريح نظيره توتنهام ضمن أولى اختبارات «السبيرز» بدون مدربه المقال أنطونيو كونتي، الإثنين، (22:00).
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية