بينما رفضت الحكومة اللبنانية طلباً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين برفع قيمة المساعدات المقدمة إلى اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان، معللة ذلك بأنها مرتفعة وتعادل «راتب وزير» في تلك الحكومة، شهدت هولندا زيادة بعدد طالبي اللجوء حيث بلغ في 2022 نحو 35 ألف لاجئ، وشكل السوريون منهم نسبة الثلث رغم معاناتهم من فترات الانتظار الطويلة للحصول على تصاريح الإقامة.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» أمس عن مصادر تأكيدها أن «وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، رفضت طلباً تقدمت به مفوضية اللاجئين منذ فترة لإعطاء اللاجئين السوريين مساعدات بالدولار».
وأوضحت المصادر، أن الطلب تضمن أن يكون نصيب «العائلة الواحدة شهرياً 45 دولاراً، والفرد 20 دولاراً، لافتةً إلى أنها رفضت أيضاً طلباً آخر «بأن يكون المبلغ بالليرة اللبنانية، لكن رفعه إلى حدود الـ15 مليون ليرة (نحو 136 دولاراً) بعدما كان المبلغ مليونين و500 ألف للعائلة (22.7 دولاراً) ومليوناً و100 ألف للشخص/ وهو ما يوازي نحو 10 دولارات.
وقالت المصادر: «بدل أن تدفع المفوضية باتجاه إعادة النازحين وأقله إسقاط صفة النزوح عن نحو 500 ألف مسجلين كنازحين، حسب الأمن العام اللبناني، ويتنقلون بين لبنان وسورية شهرياً ما يعني أن نزوحهم اقتصادي، ولا أسباب أمنية تحول دون عودتهم، تسعى لرفع قيمة المساعدات التي يحصلون عليها».
وأشارت، إلى أن هذه القيمة المرتفعة تعني أن «المبلغ الذي تتقاضاه عائلة سورية، إذا افترضنا أنه سيصبح 15 مليوناً، يفوق راتب موظف بالقطاع العام درجة أولى، ومثل راتب الوزير الذي لا يتجاوز الـ8 ملايين و500 ألف ليرة».
يشار إلى أن التقديرات الرسمية تؤكد وصول عدد النازحين السوريين في لبنان إلى القرابة 1.5 مليون، يعاني أغلبهم أوضاعاً معيشية شديدة السوء، زاد منها ما يعانيه البلد المضيف (لبنان) من أزمات اقتصادية متلاحقة.
بموازاة ذلك، وصل إلى هولندا العام الماضي أكثر من 35 ألف طالب لجوء كان معظمهم من السوريين، في زيادة «غير مسبوقة» منذ عام 2015، وسط معاناة يعيشونها جراء طول فترة الانتظار للحصول على تصاريح الإقامة، وذلك حسبما نقلت مواقع إلكترونية معارضة أمس عن المكتب المركزي للإحصاء في هولندا.
وقال المكتب: «استناداً إلى أرقام من دائرة الهجرة والجنسية «IND»، إن أكثر من 35.500 شخص وصلوا إلى هولندا وتقدموا بطلب اللجوء الأول».
وأضاف إنه ازداد عدد طالبي اللجوء بنسبة 44 في المئة عن عام 2021، وهو أعلى رقم منذ عام 2015 عندما وصل أكثر من 43 ألف شخص.
وحسب المكتب، فإن السوريين شكلوا مرة أخرى أكبر مجموعة من طالبي اللجوء، وذكر أن من بين 35 ألف طالب لجوء وصلوا عام 2022، هناك أكثر من 12.600 منهم يحملون الجنسية السورية، أي بمقدار الثلث.
وأوضح أن معظم طالبي اللجوء وصلوا في أشهر الصيف وبلغت ذروتها في أيلول ثم انخفض العدد مرة أخرى.
في عام 2021، كان عدد طالبي اللجوء السوريين 8380، أي أقل من 44 بالمئة من العام الحالي، فيما كانت الذروة في عام 2015 حيث وصل عدد السوريين إلى 18700 من أصل 43 ألفاً.
ويلي السوريين الأفغان (2730) ثم الأتراك (2685)، وانخفض عدد طالبي اللجوء الأفغان بنسبة 9 في المئة فيما ارتفع عدد طالبي اللجوء بنسبة 9 بالمئة مقارنة بعام 2021.
وتشهد مراكز الإيواء ازدحاماً بسبب قلة الأماكن المخصصة لطالبي اللجوء، وسط معاناة آلاف من طالبي اللجوء السوريين الذين اشتكى العشرات منهم في تصريحات نقلتها المواقع من فترات الانتظار الطويلة للحصول على تصاريح الإقامة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن