د.وائل معلا
منذ عدة أيام، وأثناء عملية بحث روتينية عبر الانترنت عن آخر ما نُشر باللغة العربية عن المطرقة المائية (وهي اختصاصي الدقيق ضمن حقل الهندسة المائية) صادفت موقعا على الفيسبوك يُدعى “صفحة المهندسين العرب” وله 362,000 متابع، وقد تضمنت إحدى صفحات هذا الموقع وصفا دقيقاً لظاهرة المطرقة المائية وطرق الحماية منها، غير أن كل المعلومات الواردة في هذه الصفحة منسوخة بالكامل من كتابي عن المطرقة المائية الذي يدرس في ماجستير الهندسة المائية في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، وهو بعنوان: “الجريان غير المستقر في الأنابيب”. والكتاب من إصدارات جامعة دمشق. والمؤسف أن الصفحة لم تتضمن أية إشارة إلى مصدر هذه المعلومات.
بالطبع ساءني جداً هذا الاقتباس غير المشروع وبادرت بكتابة تعليق على الصفحة استنكرت فيه هذا التعدي على الملكية الفكرية. لكن، والحق يُقال سرعان ما وصلتني رسالة عير الماسنجر من أحد القائمين على إدارة هذا الموقع (وكان يتكلم بلهجة مصرية) اعتذر فيها عن هذا التعدي بحجة أنهم لم يكونوا على دراية بذلك، وعرض على إما إزالة الصفحة بالكامل أو الاكتفاء بالإشارة إلى مصدر المعلومات. طلبت منه أن يذكر في بداية الصفحة أن كل ما هو وارد فيها مقتبس بالكامل من كتابي المشار إليه، فقام بذلك فوراً. لكني حاولت جاهداً أن أعلم منه من الذي قام بعملية الاقتباس، إلا أنه رفض ذلك بحجة أن النشر تم منذ عدة أعوام ولا تسعفه الذاكرة بذلك.
أياً كان الأمر فهذه التعديات على حقوق الملكية الفكرية والتي يعاقب عليها القانون، تتكرر بصورة غير مقبولة في كثير من المواقع عبر الانترنت، كما في رسائل الماجستير والدكتوراه وتأليف الكتب والبحوث والمقالات، وهذا تحدٍ على المشرعين والمشرفين على البحوث أن يجدوا حلولا جذرية له. ولم يعد مقبولا أن تمر هذه السرقات الموصوفة بلا عقاب.
(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتب)