الرئيسية » كتاب الأسبوع » من كتاب(استعباد العالم)

من كتاب(استعباد العالم)

ماذا يجري في فرنسا هذه الأيام؟ هل لليد الأمريكية دور فيما يحدث؟ وإذا كان الجواب نعم فما هي جريمة ماكرون أمام الأنكلوساكسون؟

من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة طفيلية تعيش على حساب الآخرين. وإذا ما حاول أحدٌ ما أن يطالبها بما هو مادي مقابل “الأوراق” الخضراء التي لا يوجد مقابل مادي لها ولا قيمة حقيقة لها، فإنه يخاطر أن يتلقى قنابل وقذائف “مادية” عن حق.
***
أثناء زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية قام ديغول وبعد فضيحة كبيرة بمبادلة الدولارات الورقية التي حملها معه من فرنسا بالذهب. عاد ديغول إلى وطنه وهو يحمل شحنة تساوي 66.5 طن من الذهب”. ففي آب من عام 1971، كانت الحالة حسب اعتراف الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، هي أنّه بدأت “تتسكع دولارات بلا مأوى” في شوارع بلدان أوروبا الغربية بقيمة حوالي 55 مليار دولار، وفي العالم ككل (إلى جانب أوروبا الغربية) – أكثر من 80 مليار دولار. وقد كانت تلك الكمية من “الأوراق الخضراء” تفوق بعدّة مرّات احتياطي الذهب في الولايات المتحدة الأمريكية (والذي احتسب بقيمة 35 دولار للأونصة الترويسية).
منذ ذلك الوقت بدأ يتبلور نموذج التطور “الاقتصادي” العالمي الذي جعل رخاء أمريكا يعتمد بدرجة كبيرة على آلة الطباعة، وليس على الذهب أو الإنتاج الوطني…
وقد شرح جوهر ذلك النموذج بشكل رائع في عام 1960 للرئيس الفرنسي في حينه شارل ديغول وزير ماليته آنذاك. فقد أوردَ الوزير للجنرال المثال التالي: “تخيّل أنه يجري بيع لوحة لرفائيل في المزاد. تدور معركة من أجل الحصول عليها بين الألماني فريدريك، والعربي عبد الله، والروسي إيفان واليانكي جون. كل منهم يعرض مقابل اللوحة بضاعته: العربي – النفط، والألماني – التكنولوجيا، والروسي – الذهب، أما اليانكي الأمريكي فقد عرض مقابلها سعرًا مضاعفًا، فأخرج من جيبه محفظة نقود مع رزمة من فئة المائة دولار جديدة، ثم حمل اللوحة وغادر”. “أين الحيلة هنا؟” – سأل الجنرال. “تكمن الحيلة هنا – أجاب الوزير – في أنّ اليانكي دفع مائة ورقة من فئة المائة دولار، في حين أنه في حقيقة الأمر لم يدفع سوى ثلاثة دولارات لأن ثمن الورق المستهلك لطباعة ورقة نقدية واحدة من فئة 100$ تساوي 3 سنتات”. أي أنَّ ثروة العالم بمجملها وكامل كمية الذهب فيه تتم مبادلتها بأوراق خضراء، لا تتعدى قيمتها الحقيقية ثمن ما يستهلك لطباعتها من ورق وألوان. يومذاك قام الرئيس الفرنسي بجمع كل ما كان لدى فرنسا من دولارات ورقية بقيمة 750 مليون دولار. وفي أثناء زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية قام وبعد فضيحة كبيرة بمبادلة الدولارات الورقية بالذهب. عاد ديغول إلى وطنه وهو يحمل شحنة تساوي 66.5 طن من الذهب”. وبعد جهود مضنية استطاع ديغول من استبدال بضعة مليارات دولار بالذهب من الاحتياطي الأمريكي. على إثر ذلك راحت الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى ديغول على أنه عدوٌّ لها، وبدأت تدبِّر له الأذى والشناعات. وقد قامت الاستخبارات الأمريكية بترتيب “الاضطرابات الطلابية” في فرنسا في عام 1968، التي اضطر بعدها ديغول على الاستقالة من منصب رئيس الجمهورية.

من كتاب “استعباد العالم” ترجمة د.ابراهيم استنبولي – صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب والحائز على المرتبة الأولى في مسابقة سامي الدروبي للترجمة

 

(سيرياهوم نيوز4-صفحة المترجم)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعالية”

      يتضمن الكتاب دروساً فعالة في التغيير الشخصي ويتناول مفهوم الفعالية الشخصية والتأثير الإيجابي للعادات الصحيحة على حياة الفرد. يركز الكتاب على تطوير ...