انحسر القتال فيما يبدو بين إسرائيل ومسلحين على الحدود اللبنانية وفي غزة اليوم الجمعة مما يهدئ القلق من أن يكون بداية لتصعيد كبير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
غير أن إطلاق نار في الضفة الغربية المحتلة أسفر عن مقتل شقيقتين إسرائيليتين وإصابة أمهما. ويطارد الجنود منفذ الهجوم.
ومرت صلاة التراويح بالمسجد الأقصى، حيث اندلع العنف بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين في وقت سابق من الأسبوع، دون حوادث تذكر.
وأطلق مسلحون من لبنان وغزة عددا كبيرا من الصواريخ على شمال إسرائيل وجنوبها أمس ورد الجيش الإسرائيلي بضربات جوية. لكن لم يبد أي طرف رغبة في إطالة أمد القتال.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي “لا أحد يريد تصعيدا في الوقت الحالي… الهدوء سيتم الرد عليه بالهدوء، في هذه المرحلة على ما أعتقد، على الأقل في الساعات المقبلة”.
وقال قيادي بجماعة فلسطينية مسلحة لرويترز إن الحركة مستعدة للحفاظ على الهدوء إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه، وإن الحركة “أوصلت رسالتها”.
ومرت صلاة الجمعة دون حوادث تذكر بالمسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس، التي تجتذب مئات الآلاف من المصلين خلال شهر رمضان وحيث نشرت إسرائيل أعدادا كبيرة من قوات الشرطة.
وبصرف النظر عن بعض حوادث رشق الحجارة، قالت الشرطة إن حرم الأقصى يسوده الهدوء. ويرفض الفلسطينيون والأردن، الذي يشرف على الأماكن المقدسة في القدس الشرقية، أي وجود للشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، داهمت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى وضربت المصلين الفلسطينيين، واعتقلت وطردت مئات الأشخاص من الحرم القدسي فيما وصفته بأنه مداهمة لإخراج “محرضين متحصنين في المسجد” الأمر الذي أثار إدانات في أنحاء العالم العربي.
وفي هجوم اليوم الجمعة في الضفة الغربية، قال مسؤولون إسرائيليون إن شقيقتين قُتلتا وأصيبت أمهما عندما تعرضت سيارتهن لإطلاق نار بالقرب من مستوطنة الحمرا اليهودية.
وأشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالهجوم لكنها لم تصل إلى حد إعلان المسؤولية عنه.
واتهمت إسرائيل حماس بالمسؤولية عن هجمات أمس الصاروخية إلا أن الحركة لم تعلن مسؤوليتها.
وتضمنت هجمات أمس الصاروخية أكبر هجمات تنطلق من لبنان منذ حرب 2006. وتسببت الهجمات في تعكير عطلة عيد الفصح اليهودي ودفعت السكان إلى الملاجئ. وأصيب منزل واحد على الأقل بصاروخ أطلق من غزة.
ودعت إسرائيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إدانة لبنان وحماس بسبب إطلاق الصواريخ.
لكن قبل ظهر اليوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن السكان بالقرب من حدود غزة لم يعودوا بحاجة للبقاء بالقرب من الملاجئ.
وفي لبنان، قال النائب البرلماني المدعوم من حزب الله حسن عز الدين إن جماعته تدعم جميع الخطوات والقرارات والخطط التي اتخذتها الفصائل الفلسطينية، لكن دون أن يذكر صراحة الهجمات الصاروخية.
واستهدفت ضربات جوية إسرائيلية مواقع في غزة ولبنان في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة.
وهزت انفجارات مدوية مناطق مختلفة من القطاع الساحلي المحاصر. وقالت إسرائيل إن طائراتها الحربية قصفت عشرة أهداف تشمل أنفاقا ومواقع لتصنيع الأسلحة تابعة لحماس.
وخلت الشوارع في غزة إلى حد كبير باستثناء بعض سيارات الأجرة وسيارات الطوارئ. ولحقت أضرار ببعض المنازل ومستشفى للأطفال في حي التفاح بمدينة غزة.
وقال سائق سيارة الأجرة مهند أبو نعمة (23 عاما) إن عائلته نجت بصعوبة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي وقعت بالقرب من منزله وملأت الغرف بالغبار والحطام وألحقت أضرارا بسيارته.
وذكر “”ماكنتش قادر افتح عينيا من الضباب (الغبار) والطينة على إخواتي وسرايرهم، سحبتهم أخت أخت وطلعتهم بره”.
وحتى قبل اندلاع الاشتباكات في الأيام القليلة الماضية، تصاعدت المواجهات في الضفة الغربية على مدى الأشهر الماضية في ظل مداهمات عسكرية شبه يومية وزيادة عنف المستوطنين وسط موجة هجمات من جانب الفلسطينيين.
ومع استمرار توقف عملية السلام التي تقودها قوى دولية، تبددت آمال الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية.
وتسعى الحكومة اليمينية المتشددة الجديدة في إسرائيل إلى توسعة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتضم أعضاء يستبعدون قيام دولة فلسطينية. ومن جهتها، ترفض حماس التعايش مع إسرائيل.
واعتقلت القوات الإسرائيلية خلال العام المنصرم الآلاف في الضفة الغربية وقتلت أكثر من 250 فلسطينيا، من بينهم مسلحون ومدنيون. وقُتل أكثر من 40 إسرائيليا وثلاثة أوكرانيين في هجمات فلسطينية في نفس الفترة.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم