| ناصر النجار
مفاجآت عديدة حملتها مباريات الأسبوع الثاني من إياب الدوري الكروي الممتاز الذي جرت مبارياته يومي الجمعة والسبت الماضيين.
المفاجأة الأولى حققها فريق المجد عندما حقق أول فوز له بالدوري وكان على حساب الكرامة بحمص بهدفين مقابل هدف واحد، أما المفاجأة الثانية فتمثلت بسقوط جبلة بفخ التعادل مع الطليعة 1/1، وإذا قلنا مفاجأة لأن ما حدث كان خارج كل التوقعات.
المفاجأة الثالثة كان بمباراة الفتوة مع أهلي حلب التي انتهت بفوز الفتوة بهدف نظيف، فالمفاجأة لم تكن بفوز الفتوة أو خسارة الأهلي، إنما كانت بالعرض الذي قدمه الفريقان، فالمباراة كانت باهتة وضعيفة، قليلة الفرص خلت من الخطورة وباختصار غاب الفريقان عن المباراة، لكن للإنصاف يمكننا تسجيل (لايك) على هدف مصطفى جنيد وهو النقطة المضيئة الوحيدة في المباراة.
وإذا كان هذا هو مستوى أهل القمة في الدوري الكروي الممتاز، فعلى كرتنا السلام!
الفوز الذي حققه الفتوة أعاده إلى نادي الكبار، وهدف الجنيد أنقذه من الغياب التام ومنحه فرصة جديدة للاستمرار من جديد والمنافسة على لقب الدوري، لذلك بغض النظر عن مستوى المباراة فالهدف هو الأهم ونقاط المباراة هي الأغلى.
بكل الأحوال فإن الفوز الذي حققه الفتوة لا يعني التغافل عن مجموع الأخطاء المرتكبة من اللاعبين ومن المدرب، فالفتوة بشكل عام لم يقدم الأداء الجيد الذي يمنحه نقاط المباراة أو الذي يبث الطمأنينة في نفوس مشجعيه، الفتوة حتى الآن لم يقدم العرض المطلوب، ومدربوه حتى الآن لم يصلوا إلى تشكيلة منسجمة، فما زال التغيير والتبديل مستمرين في الفريق.
بكل الأحوال وبعيداً عن الأداء فإن الفتوة خطا خطوة جيدة عوض بها خسارة الأسبوع الماضي وأعاد حسابات العديد من الفرق التي حسبت أن الفتوة انتهى وسيغيب عن عرس الكبار.
أما أهلي حلب فهذه الخسارة هي الثانية هذا الموسم بعد الخسارة الأولى في نهاية الذهاب أمام تشرين 1/2، وكلتا الخسارتين حدثت خارج أرضه.
أهلي حلب مثله مثل الفتوة لم يقدم العرض الجيد وبدا الفريق ضائعاً اعتمد على الكرات الطويلة غير المجدية، ولم يملك اللاعب الجوكر، لذلك كانت الخسارة بانتظاره وإن كان التعادل أعدل لو حدث.
الأهلي بقي ضمن موقعه بين الكبار في المركز الرابع برصيد 22 نقطة، كان بعيداً عن المتصدر بفارق نقطة وصار بعيداً عنه بأربع نقاط، وهذا يجعله يشدّ الحزام ليعيد حساباته من جديد، حتى لا يبتعد أكثر، لأنه إذا تعرض لأزمات جديدة فقد يبتعد كثيراً وقد ينهي كل آماله وأحلامه، الفتوة سيلعب مع الكرامة، وأهلي حلب سيستقبل الوحدة في الأسبوع القادم الذي سيشهد تنافساً أكثر سخونة من ذي قبل وخصوصاً بعد انضمام الجيش وتشرين إلى المباريات.
مؤشر خطير
تعادل جبلة في حماة مع الطليعة لا يبشر بالخير، ورافقه استقالة المدرب، أي إن الفريق سيدخل في المجهول، وستنتهي حالة الاستقرار الفني الموجودة منذ أكثر من سنة، فعلي بركات بدأ من إياب الموسم الماضي وسار بمراكب الفريق نحو شاطئ الأمان، وتصدر الدوري في فترات من الذهاب وأنهى الدوري وهو في المقدمة بين كوكبة المنافسين.
هناك أخبار تفيد وهي من داخل الفريق أن البعض لم يعد يرغب بالمدرب الذي قدّم ما في جعبته ولم يعد لديه أي جديد، وهذا الكلام ننقله على سبيل الإخبار والعلم بالشيء دون أن نعلق عليه لأن أهل جبلة أعلم بذلك.
على العموم فإن جبلة في الإياب غير الفريق الذي عرفناه ذهاباً، فمنذ مباراة حطين دق البعض ناقوس الخطر، فجبلة اليوم ليس فريقاً عابراً في الدوري إنما هو من أبرز المنافسين على اللقب، مباراة حطين كشفت أشياء كثيرة، والفوز جاء هدية من السماء، ولو كان حكم الخط مبصراً لحقق حطين التعادل على أقل تقدير.
أما مباراة الطليعة فقد ساء للبعض العرض الذي قدمه الفريق، والتاريخ يقول لنا: إذا تقدم جبلة في المباراة فمن الصعب أن يخسر تقدمه، بما هي ثقافة الفريق والتي اعتاد عليها، إلا أنه مع توالي فرص جبلة لتعزيز الهدف وقد ضاعت كلها هباء منثوراً فإن المدرب شعر أن فريقه توقف عن العطاء وأنه عديم الحيلة في إصلاح أخطاء لم يرتكبها اللاعبون من ذي قبل، فكانت الاستقالة لعلها تحدث صدمة إيجابية في الفريق بالوقت المناسب فالفرق الذي يبتعد به جبلة عن المتصدر لا يتجاوز المباراة الواحدة وقد يحصلها الفريق باللقاء الذي يجمعه مع الوثبة على شواطئ جبلة.
علي بركات خاض هذا الموسم 12 مباراة بالدوري، خسر منها واحدة على أرضه أمام الفتوة بهدف وحيد، وفاز على حطين مرتين 3/صفر و2/1، وعلى المجد 5/2 وعلى الطليعة 3/1 وعلى الوحدة 3/صفر وتعادل مع الطليعة والوثبة وتشرين والجيش 1/1 وأهلي حلب صفر/صفر، وفاز قانوناً على الكرامة 3/صفر بعد التعادل السلبي.
الكرة اليوم بملعب إدارة النادي والمهمة صعبة للغاية، فالتاريخ يقول: إن كل المدربين الذين توافدوا على فريق جبلة من خارج جبلة لم ينجحوا وفشلوا بغض النظر عن أسمائهم ومستواهم، والنجاح الذي حققه جبلة عبر التاريخ كان مع رفعت الشمالي وعمار شمالي وعلي بركات.
فهل سيغيّر المدرب الجديد هذا المفهوم ويكسر القاعدة، أم إن فريق جبلة سيدخل في دوامة الاضطراب الفني؟
مفاهيم جديدة
الفوز المفاجئ الذي حققه المجد على الكرامة في عرينه أعطى الدوري مفهوماً جديداً في منافسات تفادي الخطر وأشعر بقية الفرق بالخطر القادم من ياسمينة الشام الذي نال ما تمنى ولكل مجتهد نصيب.
المجد حقق أول فوز له بعد 12 مباراة وما قدمه المجد منذ مطلع الإياب يدل على أنه عازم على تغيير صورة الذهاب، وسبق أن أشدنا بأداء الفريق أمام الجيش رغم الخسارة 1/4 وقلنا وقتها إن أخطاء الحارس وبعض الأخطاء الفردية هي التي تسببت بالخسارة وعلى ما يبدو أن المدرب مصعب محمد أصلح ما يمكن إصلاحه من أخطاء وأن الكرامة قد يكون استهان بضيفه فوقع بشر استهتاره.
المجد بلغ النقطة الخامسة وهو يبتعد عن الوحدة بأربع نقاط وعن الطليعة بثلاث وعن حطين بنقطتين، ولو علمنا أن هذه الفرق الثلاثة سيواجهها المجد بدمشق لعرفنا مستوى المنافسة التي اشتعلت من جديد على مواقع الهبوط بعد أن كانت الفرق مطمئنة وتعيش على أحلام بددها فوز المجد.
الموقف الصعب يعيشه المدرب طارق الجبان الذي لم يحقق أي نقطة منذ استلامه فريق الكرامة قبل انطلاق إياب الدوري فخسر أمام أهلي حلب بهدف ثم خسر أمام المجد بهدفين لهدف وسبق له الفوز على المجد بدمشق بهدف، لذلك سيعيش الجبان تحت الضغط لأن الكرامة بكل الأحوال لن يكون بمنأى عن خطر الهبوط إن استمرت نتائجه على هذه الشاكلة، ولا يمكن لإدارة الكرامة وجمهورها البقاء على الحياد في هذه الحالة، لذلك نقول: إن مشوار الكرامة القادم بالغ الصعوبة وهو مع أندية الوحدة والطليعة وحطين والمجد سيعيشون معاناة أسبوعية قبل أن يضعوا أقدامهم في الأمان ويتبرع أحدهم بالهبوط.
خطوات ثابتة
فريق الوثبة أكثر الفرق سعادة هذا الأسبوع لأنه حقق المراد وفاز، وتعثر أحد مطارديه والفوز الذي حققه هو الثاني توالياً في الإياب وقد جمع العلامة الكاملة وبذلك يسير بخطوات ثابتة متمسكاً بالصدارة التي ابتعد بها ولو مؤقتاً، ويُسجل للوثبة فوزه بالمباريات التي يجب أن يفوز بها قبل أن يدخل في المواجهات الأكثر قوة مع فرق المقدمة التي تنازعه الصدارة وتسعى إلى اللقب والمواجهة القادمة مع حطين بحمص قد تثبّت أقدامه بالصدارة إن فاز قبل أن ينطلق إلى جبلة ليبدأ مشواره مع كبار الدوري.
الوحدة الذي استضاف الوثبة حاول مجاراته، لكن اصطدم بدفاع قوي متماسك وحارس متميز، ورغم أن لاعبي الوحدة أمسكوا مفاتيح لعب الضيف وأغلقوا كل المسافات أمام تحركات الوثبة الخطرة إلا أن لدغة الهدف جاءت من لاعب بعيد يشغل الارتكاز لنعرف أن الوثبة دائماً يجد اللاعب الذي يسطر بقدمه نقاط الفوز مهما كانت الرقابة لصيقة على الوسط والهجوم.
الوحدة بهذه الخسارة دخل معمعة الخطر، ومباراته القادمة ستكون أصعب لأنه سيواجه خصماً صعباً في حلب، يتوق إلى اللقب، ويعتبر مباراته مع الوحدة بطولة بحد ذاتها، وهذا الأمر قد يزيد من تعقيد حال الفريق الذي يعاني الكثير أكثر من معاناته من الموقع والنتائج.
التشكيلة التي لعب بها الوحدة منطقية أشرك فيها لاعبيه الجدد وكانوا مقبولين، وخصوصاً المهاجم الغاني محمد أنس الذي أجاد التحرك يمنة ويسرة، لكنه لم يجد المساندة الفاعلة إضافة إلى مواجهته دفاعاً شرساً.
وبالعودة إلى حماة فإن فريق الطليعة حقق نصف مفاجأة بإدراك التعادل مع جبلة، وبرز في المباراة هدافان سجلا هدفي المباراة، محمود البحر من جبلة ومحمد زينو من الطليعة.
فراس قاشوش الذي حل محل خالد حوايني قبل انطلاق الإياب عرف كيف يدير المباراة وعوّض خسارته القاسية الأولى أمام الوثبة بثلاثية نظيفة بهذا التعادل الذي هو أشبه بالفوز على فريق يطمح للقب الدوري وهو من كبار المنافسين.
ورغم التعادل إلا أن الطليعة على مقربة من الهبوط، وهو أمام امتحان صعب الأسبوع القادم عندما يواجه المجد بدمشق في مباراة النقاط المضاعفة.
من الدوري
– رغم أن الحضور الكروي ما زال ممنوعاً في المباريات إلا أن السدة الرئيسية في المباريات شوهدت مملوءة إضافة لحضور هنا وهناك وقدّر المراقبون الحضور وسطياً بين خمسمئة وألف متابع بصفات رسمية وغير رسمية، والقرار أضاع على الجمهور متعة المتابعة ومؤازرة فرقه.
– علي غصن أول لاعب يسجل مع فريقين مختلفين، فسجل مع حطين ثلاثة أهداف في الذهاب، ومع الكرامة باكورة أهدافه.
– محمود البحر عاد إلى صدارة الهدافين بالاشتراك مع مهاجم الجيش محمد الواكد ولكل منهما ثمانية أهداف بعد تسجيل هدف فريقه بمرمى الطليعة.
– محمد زينو الهداف المخضرم سجل ثاني أهدافه هذا الموسم مع الطليعة والقاسم المشترك بالهدفين أنهما جاءا من ركلتي جزاء.
– سامر خانكان وأسعد الخضر الوافدان الجديدان على فريق المجد سجلا هدفي الفريق على الكرامة، وسامر خانكان يسجل للمرة الثانية في أسبوعين منذ مطلع الإياب.
– ركلتا جزاء سجلتا في مباريات الأسبوع الثاني من يوم الجمعة سجل الأولى محمد زينو من الطليعة بمرمى جبلة وسجل الثانية أسعد الخضر من المجد بمرمى الكرامة.
– غابت البطاقات الحمراء عن الدوري الممتاز منذ انطلاق الإياب.
– غاب الشغب للمرة الثانية عن الدوري مع الإياب، فسجلنا أسبوعين نظيفين.
سيرياهوم نيوز1-الوطن