د. محمد رقية
في حالة فريدة من نوعها اندلاع عشرات الحرائق بيوم واحد (٩/١٠/٢٠٢٠) في مناطق مختلفة من ريف حمص الغربي ومحافظتي طرطوس واللاذقية من جنوبها إلى شمالها .
لقد ترافق هذا اليوم واليوم الذي سبقه برياح شرقية ساخنة ، التي استمرت سخونتها حتى آخر الليل وقد ظللت أراقب ذلك طيلة الليل للمصداقية .. وهذا الأمر لم يحدث في تاريخ الساحل السوري في هذا التوقيت .
لقد أفادت الأرصاد الجوية بأن نسبة الرطوبة وصلت الى 25 بالمئة وهو أمر آخر لم يحصل أيضا في تاريخ الساحل السوري.
لقد حدث أمر مشابه آخر في أيلول الماضي حين اجتاح الساحل جائحة حرارية استمرت معظم الشهر لم يسجل مثلها سابقا” بهذه الاستمرارية وبهذه الحدة حدث خلالها الموجة الأولى من الحرائق العديدة في غابات ومزارع الساحل السوري من مناطق البسيط شمالا” وحتى عين حلاقيم جنوبا” .
إن هذا يشير بأن هذه الحرائق جميعها مفتعلة وقد لعب في حدوثها ثلاثة أسباب مترابطة:
١- العامل الأول كان في إيجاد الجو الملائم لحدوث مثل هذه الحرائق وهذا تم من خلال تقنية متقدمة عبر مشروع هارب الأمريكي من خلال تحريض طبقة الأيونوسفير الجوية فوق المنطقة المراد أذيتها ، باستخدام أمواج كهرطيسية قوية تسبب إثارة الأيونات في تلك الطبقة إلى الحد الذي يجعلها تطلق أشعة تحت حمراء التي يمكن توسيعها حسب مساحة المنطقة المستهدفة ، ويؤدي هذا إلى خلق مرتفعات جوية فوق المنطقة في غير موعدها ورياح مصطنعة وهذا يخلق جو حار مصطنع مع رياح جافة وهذا ما حصل قبل يومين وفي شهر أيلول الماضي.
وللعلم بأن أمريكا تنصب حاليا” عدة مشاريع هارب مصغرة عن المشروع الأساسي الواقع في ولاية ألاسكا الأمريكية في عدة أماكن متباعدة على كوكب الأرض لتوسيع نطاق الأماكن التي يمكن استهدافها” مناخيا” .
إذاً هذا العامل هيأ الأرضية اللازمة لحدوث الحرائق .
جاء بعدها دور العامل الثاني والثالث في تنفيذ هذه الحرائق.
2- ارسال عناصر تخريبية من الخلايا النائمة ودواعش الداخل لتنفيذ هذه الحرائق بوقت واحد في مختلف المناطق المستهدفة للقضاء على البقعة الخضراء الباقية في سوريا ، وعلمت من بعض الأصدقاء بأن الأهالي في بعض القرى شاهدوا مثل هؤلاء الأشخاص يستخدمون الموتورات ولم يستطيعوا الإمساك بهم .
وبغض النظر عما جاء على صفحات الإرهابيين بأنهم وراء إشعال الحرائق ، إلا أنها هذه هي الحقيقة .
3- استخدام الطائرات المسيرة في إشعال بعض هذه الحرائق وخاصة في المناطق القريبة من الحدود التركية وهذا ليس بعيد عنهم فقد استخدم الأمريكي طائراته في حرق محاصيل القمح في الحسكة العام الماضي وهذا العام لمنع الفلاحين من جنيها لتجويع شعبنا بكل ما لديهم من إمكانات .
من هنا يتبين أن أعداءنا في الخارج والداخل يحاربوننا بكل ما أوتوا من إمكانات في مختلف مجالات حياتنا ، فهم لم يحرمونا من نفطنا وغازنا وقمحنا فقط بل يحاولون حرماننا من أشجار زيتوننا وعنبنا وتيننا وجوزنا ورماننا وتفاحنا وبرتقالنا وغاباتنا وكل وسائل حياتنا لكي نركع ولكن هيهات منا الذلة .
أخيراً.. سنصمد وسنحاربهم في كل مكان من أوطاننا حتى نحقق النصر المبين
(سيرياهوم نيوز-الخبير السوري12-10-2020)