أيهم مرعي
الحسكة | نفّذت القوات الأميركية، فجر الاثنين، إنزالاً جوّياً جديداً في قرية السويدة في ريف جرابلس شمال حلب، حيث مناطق سيطرة فصائل «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا، مستهدفةً بحسب زعمها، قيادياً بارزاً في تنظيم «داعش». وبدت العملية الجديدة، من حيث الدعاية التي رافقتها، مشابهة لسابقاتها التي استهدفت قادة في التنظيم، ما أنبأ بأن الشخصية المستهدَفة هذه المرّة، قد تكون زعيم «داعش» الجديد أو أحد أبرز قياداته الشرعية أو الأمنية والعسكرية. لكن مصادر أمنية سورية أكّدت، لـ«الأخبار»، أن «التحالف على ما يبدو قد تعرّض للتضليل (…) حيث إن الشخصية المستهدَفة لا تصنَّف حتى ضمن قيادات الصفَّين الأول والثاني في التنظيم».
وأضفت واشنطن أهمّية خاصة على العملية، من خلال إصدار بيانَين متتاليين للكشف عن تفاصيلها وتحديد الشخصية المستهدَفة بها، والخطر الذي تشكّله هذه الأخيرة على الأمن والسلم الدوليَين. وأصدرت «القيادة المركزية الأميركية» بياناً أولياً أعلنت فيه أنها «شنّت غارة أحادية الجانب بطائرة هيلكوبتر، شمال سوريا، استهدفت أحد كبار قادة داعش في سوريا، ومخطِّط عملياته، والمسؤول عن التخطيط لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا». وفي بيان لاحق، ورد أن «قوات القيادة المركزية الأميركية قتلت عبد الهادي محمود الحاج علي، أحد كبار قادة داعش في سوريا، والمخطِّط العملياتي، المسؤول عن التخطيط لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا». وأوضح البيان أن «العملية انطلقت بعد أن كشفت الاستخبارات عن مخطّط لداعش لاختطاف مسؤولين في الخارج واستخدامهم كإحدى وسائل الضغط». لكن فصيل «صقور الشمال»، التابع لـ»الجيش الوطني»، والذي سارع إلى إصدار بيان نفى فيه تبعية القتيل له، أوضح أن «الرجل المستهدَف يدعى عايد الهلال، وهو نازح منذ 6 أشهر إلى الشمال السوري من بلدة السفيرة جنوب شرقي حلب»، مؤكداً أنه «لا ينتمي إلى الفصيل»، مفيداً بأن «عنصرَين من صقور الشمال قُتلا خلال الإنزال، بعد خروجهما من منزلهما لتفقّد ما حصل»، حيث قتلتهما القوات الأميركية.
ad
نفى فصيل «صقور الشمال» علاقته بالقتيل
من جهتها، كشفت مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، هوية الشخص المستهدَف، مبيّنةً أنه «أحد القادة الأمنيّين للتنظيم في محافظة الحسكة، ويُدعى أبو طالب، ولا يعدّ من قيادات داعش البارزة أبداً»، مضيفةً أنه «كان أمنياً تابعاً للتنظيم في عدّة مدن سورية من بينها الشدادي جنوب الحسكة، وقام بتسليم نفسه للتحالف وقسد في بلدة الباغوز في العام 2019، قبل أن تتمّ محاكمته لاحقاً». ورجّحت المصادر تمكّن المستهدَف «من الفرار من السجن، والوصول إلى مناطق سيطرة الفصائل المسلحة»، مشيرة إلى أنه «قُتل بالفعل إلى جانب كلّ من أبو البراء وأبو الحمزة، وهما قياديّان في فصيل صقور الشمال». وتابعت أن «الشخص المقتول يُعدّ من القيادات غير الوازنة في التنظيم، ولا يمتلك أيّ نفوذ كبير في صفوفه»، معتبرة أن «بيان التحالف مبالَغ فيه»، مرجّحةً أن يكون «التحالف قد حصل على معلومات مضلِّلة حول أهمية الشخصية المستهدَفة، أو أنه يريد استغلال الحادثة للتسويق لقدرة قواته على محاربة التنظيم ومنع عودته مجدداً».
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية