منذ «حفلة الصواريخ» الأخيرة التي استهدفت دولة الاحتلال من اتّجاهات متعدّدة ردّاً على انتهاكاتها في المسجد الأقصى والقدس، يتصدّر عنوان «الحرب متعدّدة الجبهات» قائمة الاهتمامات في إسرائيل، طارحاً الكثير من علامات الاستفهام التي لم تجد إجابة شافية إلى الآن. صحيحٌ أن هذا السيناريو يهجس منذ زمن داخل الكيان، دافعاً بعدد من قادته إلى إعداد خطط واقتراحات لمواجهة إمكانية تَحقّقه، إلّا أن ما جرى في الأسابيع الماضية أفهم تل أبيب بأن المواجهة الشاملة لم تَعُد مجرّد احتمال بعيد، وإنّما باتت خطراً داهماً، بل وواقفاً خلف الباب، في وقت لا تزال فيه جاهزية العدو قاصرة عن التعامل مع هكذا تحوّلات. قصورٌ يمكن على ضوئه، إلى جانب الاستعدادات العالية والنوعية التي يُظهرها محور المقاومة، وتحفّزه لافتتاح فصل جديد من الصراع مع العدو عنوانه التحام الساحات لا تكاملها فقط، التنبّؤ بأن الجولة الكبرى القادمة، التي يتصرّف الجميع على أنها آتية حتماً، لن تكون بحال من الأحوال مناظِرةً لكلّ ما سبقها، وأن ما ستفرزه من نتائج لن يقلّ عن أن يكون ذا طابع تأسيسي ومصيري في مسار معركة تحرير فلسطين.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية