آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » قطر .. الجروة التي تنبح على القوافل

قطر .. الجروة التي تنبح على القوافل

 

نارام سرجون

 

ينفرد الكلب من بين كل الحيوانات بأنه يستعمل صوته لارهاب الناس والخصوم وثنيهم عما يريدون .. ويظن الكلب دوما ان صوته كاف لايقاف العابرين ولشل الخصوم وارهابهم ويقنع نفسه ان نباحه يحمل في أمواجه الكثير من التهديد والجسارة التي تهز شجاعة الخصوم وتخلع قلوب الخيول .. لأن الكلب يظن ان كل المخلوقات سواء ولافرق بين النعاج والقطط وبين الخيول و الفرسان .. ولكن الكلب غالبا مايستنتج بعد وصلة نباح متواصلة ان صوته لايخيف سوى النعاج وان عدم الاكتراث به او القامه حجرا هو العلاج الذي يعيده الى صوابه ويعيد اليه صوته ليطويه في حنجرته .. ويبدو ان سيكولوجيا الكلاب هي مايجب ان ندرسه لنفهم سيكولوجية النباح القطري في الشأن السوري ..

فالجروة التي تسمى قطر كانت تنبح عبر صوت الجزيرة على كل ماهو وطني وعروبي وقومي ومقاوم .. وعندما شاهدت الجروة ان نباحها قد اثمر في ليبيا ومصر واليمن ولد شعور ووهم لدى الجرو بالثقة بالنفس .. تعرضت سيكولوجيا الكلب العميق فيها الى تضخم الشعور بالغرور .. وظنت قطر ان كل العرب قطعان من الأغنام يرعاها الاميريكي .. وقطر جروته التي تنبح وتحذر الأغنام الشاردة .. لدرجة ان بلدا عظيما منيعا مثل سورية تحول في نظر الجروة الى صيدة سهلة .. وصارت الجروة هي التي تقود الكلاب نحو الصيدة ..

اليوم استفاقت الجروة لتجد ان القوافل تسير نحو دمشق .. وان نباحها الذي لم يتوقف منذ 12 سنة كان مجانا وألقي في البحر الأبيض المتوسط .. وكأن من أطلق عبارة (الكلاب تنبح والقافلة تسير) كان يعني الجروة قطر وقوافل العرب ..

 

ولكن من هي قطر التي ترغي وتزبد وترعد وتتوعد وترفض عودة العرب الى سورية؟؟ ماهذه الجروة الصغيرة التي ترى القوافل تسير نحو الشام وتريد ان تخيفها وتردعها بنباحها .. رغم ان شد الرحال الى الشام ورد في القرآن الكريم في ايلاف قريش ورحلة الشتاء والصيف .. و كانت قوافل العرب نحو الشام وليست نحو قطر .. وذكر القرآن تلك القوافل كأنها حقيقة ثابتة ثبات الكون وثبات الزمان .. ولكن هذه القطر تريد ان تعاكس اتجاه القرآن وقوافله .. وتريد ان تتحكم بمسير القوافل وإرادة القرآن نفسه .. وتجعل ايلاف العرب نحو قطر وإسرائيل وتركيا ..

من المضحك جدا ان هذه القطر تطلق تصريحات وتضع شروطا وهي تعلم علم اليقين ان ما أعاد العرب الى دمشق هي الأوامر الواردة من واشنطن اليهم لأن دمشق ستكون قطب الرحى في العلاقات الدولية في المرحلة القادمة .. وواشنطن تتودد الى دمشق لاعتبارات كثيرة .. وماتفعله في إعادة قوافل العرب هو نوع من المفاوضات مع دمشق عبر قوافل العرب .. فقد تلقت واشنطن اول رسالة عنيفة في المنطقة الشرقية من ان الدم الاميريكي سيسيل في الشرق .. واميريكا تدرك ان روسيا تتهيأ لتتحرك خارج اوكرانيا وقد تساند سورية في حركتها القادمة في الشرق السوري كي تعاقب اميريكا على تدخلها في أوكرانيا .. وكل القوافل العربية التي أطلق سراحها لتسير نحو دمشق كانت بداية التفاوض الاميريكي مع دمشق .. وان من يحدو هذه القوافل هو الحادي الأمريكي .. ولكن قطر الآن نبحت لااعتراضا على حركة القوافل بل على انها كانت تريد ان تقود القوافل كما قادت قوافل الإرهاب سابقا ..

في الاحتجاج القطري والشروط القطرية لحن حزن .. ونكهة مرارة .. وصدى إسرائيل وأمنياتها وخيباتها .. واحساس بالدونية والضآلة واحتقار الذات ومحاولة للتطاول والنفخ في الحجم القطري .. لكن العالم يسير ويدوس على الجروة قطر التي يسحق صوتها تحت أقدام القوافل فتئن وتعوي وتنبح .. الا أن القوافل صماء ولاتسمع .. عواء الجزيرة ونواحها لم يعد يكترث به احد .. ولاعواء إسرائيل .. فمصالح اميريكا أهم من مصالح إسرائيل وقطر .. والعالم يتغير .. وسورية القادمة التي يطل زمنها الجديد هي التي بدأ تغيير العالم منها عندما تشقق العالم وانبثقت منه الأقطاب .. وبدأت قرونه تظهر في تايوان وأوكرانيا .. وافريقيا التي بدأت تتمرد على إرادة اوروبة ..

مايظهر الآن هو رأس الجبل الجليدي الذي يقول ان أميريكا تستعد للعودة الى سورية ديبلوماسيا .. سورية التي باتت في يدها مفاتيح مهمة في المعادلة الاميريكية الجديدة .. رغم انكار اميريكا ذلك ورغم احتجاجها وطلبها من الجروة قطر ان تنبح لتحذر قوافل العابرين .. ولكن القوافل الاميريكية انطلقت .. وسيأتي أمر قريب من واشنطن الى الجروة قطر أن تنبح مبتهجة بالعلاقات العربية العربية وبعودة سورية .. وستسمعون نباح الجروة السعيدة وهي تقفز جذلى بين أقدام السوريين وتلعق أصابعهم .. وأحذيتهم .. فالجراء لاتعرف الا النباح والتوقف عن النباح ولعق الاقدام ..

وكي تفهم الاعلام والبيانات القطرية والتصريحات القطرية لاتشغل نفسك بعلم السياسة بل اذهب الى المكتبة واشتر كتاب الحيوان للجاحظ أو كتاب سيكولوجية الحيوان .. واطلع على سيكولوجية الجراء .. وعندها ستشكرني وتعرف ان السياسة أحيانا ليست علما دائما بل هي نوع من معرفة سلوك الحيوان .. فبعض الدول لها نفسية الحيوان .. الذي قد يكون بقرا .. أو قططا .. أو جراء .. أو دجاجا .. وبعضها له نفسية الخيول الأصيلة .. أو …… الأسود ..

(سيرياهوم نيوز1-مدونة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بعد الفيتو الامريكي على وقف القتل: خطوتان مجديتان

  ا. د. جورج جبور       الخطوة الأولى: *انتقال صلاحيات مجلس الأمن الى الحمعية العامة بموحب قرار التوحد من أجل السلم. يتخذ قرار ...