اتهمت قوات الدعم السريع في السودان الجيش بقصف مواقع تابعة لها في القصر الجمهوري في الخرطوم. وقالت مصادر صحافية إن “طائرة تابعة للجيش حلّقت في سماء مدينة أم درمان، وتصدت لها قوات الدعم السريع بطائرات مضادة”.
في المقابل، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بتنفيذ عددٍ من الخروقات ومحاولة “احتلال” مواقع داخل الخرطوم وخارجها.
يأتي هذا الخرق بعدما أعلن الجانبان الموافقة على هدنة لمدة 72 ساعةً بناءً على وساطة سعودية أميركية، وأكد الجيش التزامه بالهدنة شرط التزام قوات الدعم السريع بوقف كل الأعمال العدائية.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد دعا طرفي الاقتتال إلى الالتزام الفوري والكامل بالهدنة، وقال إن الولايات المتحدة ستنسق مع الشركاء الإقليميين والدوليين والأطراف السودانية للمساعدة في إنشاء لجنة للإشراف على التفاوض.
وجاءت الهدنة التي لم تصمد نهاراً واحداً بالتزامن مع استمرار عمليات إجلاء الأجانب من السودان، وكثّفت الدول جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية براً وبحراً وجواً.
وتسبّب الاقتتال في الخرطوم بهرب الآلاف من العاصمة. ويقول السكّان الفارون إنّ العاصمة أصبحت مدينة أشباح ملأى برائحة الدخان والموت.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، فإن مغادرة الخرطوم باتت هاجساً يؤرق سكانها البالغ عددهم 5 ملايين في ظل انقطاع الكهرباء ونقص المؤن والمياه.
وفي السياق، قال مسؤولون في منطقة الرنك في دولة جنوب السودان إن نحو 10 آلاف لاجئ دخلوا البلاد آتين من السودان في الأيام الماضية فارين من القتال.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن 459 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 3 آلاف و700 نتيجة الصراع المستمر في السودان.
كذلك، قال المكتب الأممي للشؤون الإنسانية في السودان إن ما لا يقل عن 11 مرفقاً صحياً تعرّض للهجوم، لافتاً إلى أن أسعار المواد الأساسية في ارتفاع حاد بسبب النقص، فيما ناشدت نقابة أطباء السودان جميع الكوادر الطبية القريبة من المستشفيات الإسراع في المساعدة العاجلة ومد يد العون إلى الطاقم الطبي المحدود.
ويشهد السودان اشتباكات واسعة النطاق منذ 15 نيسان/أبريل بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في مناطق متفرقة، يتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى العلن، فيما فشلت كل محاولات التهدئة حتى الساعة.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين