حكايات صمود وتعاضد الأهالي يرويها كل ركن في قرى ريف بانياس بمحافظة طرطوس التي شهدت حرائق كبيرة خلال الأيام الماضية عكست حب الأهالي لأرضهم وتشبثهم بها وتعاونهم لإخماد النيران وحماية أرواح الجميع.
ألسنة اللهب التي اقتربت من أبواب المنازل استدعت اجتماع أهالي قرية نحل العنازة ليلاً للمساعدة حيث تقول اعتماد عباس: “جهز زوجي وأولادي خراطيم المياه الموجودة لدينا للمساعدة بعمليات الإطفاء لأننا نملك خزاني مياه قمنا بتفريغهما لإبعاد النار عن المنازل”.
وتضيف: سهر أهالي القرية طوال الليل في محاولة لإبعاد النيران عن المنازل علماً أن كل الأراضي تعرضت للأذى فموسم الزيتون احترق لكن كان همنا الوحيد ألا يصاب أحد بأذى.
خسارة قرية نحل العنازة لم تقتصر على الأرزاق والزيتون فقط بل المنظر الجمالي أيضاً نتيجة احتراق الأشجار الخضراء وفق المختار حيدر محمد الشيخ الذي بيّن أن النيران طالت كل الأرزاق وزاد الأمر سوءاً الرياح الشديدة فموسم الزيتون الذي يعيش منه الأهالي لم يقطف بعد.
وأشار إلى ضرورة التعويض على المزارعين وتقديم سلل غذائية لهم وفتح الطرق الزراعية ليتمكنوا من الوصول إلى أراضيهم والتدخل لإطفائها في حال اقتضت الحاجة وتأمين المياه لذلك وتنفيذ المخطط التنظيمي للقرية ومعالجة الطريق الذي احترقت النيران على طرفيه بمدخل القرية والذي سيؤدي بوضعه الحالي لانهيارات بالتربة خلال فصل الشتاء لأن الأشجار التي كانت تمسكه أصبحت رماداً.
زينب فخور التي تعرضت أراضيها الزراعية للحريق قالت: “كنت أراقب النار منذ لحظة اندلاعها إلى أن وصلت بالقرب من باب المنزل فأيقظت الأولاد واتصلت بالجيران للمساعدة وبزوجي للقدوم لأنه كان في عمله ولم أحمل معي شيئاً لأن همي كان أن ينجو أطفالي من خطر النيران”.
ومن قرية الجويبات تقول رابعة الجردي: “كان لدينا كرم نعيش من خيراته ولم يبق منه شيء” مؤكدة صمودها في أرضها لتعيد زراعتها من جديد.
وتروي الجردي محاولات سكان القرية والقرى المجاورة بشبابها وأطفالها ونسائها إخماد الحريق وقالت: “الحمد لله نفدنا بحالنا والرزق بيعوضه الله”.
بدوره المزارع فايز عاصي من سكان قرية بلغونس والذي يملك أرضاً زراعية في قرية الجويبات المجاورة لقريته جاء ليتفقد حقل الزيتون الخاص به وصف المشهد بأنه لحظات قاسية عاشتها القرية والقرى المجاورة لها لكن الجميع اجتمعوا منذ لحظة اندلاع الحريق في الساعة السابعة صباحاً لإخماده فكل منهم بذل كل جهده وبأي وسيلة لإخماد النيران لكنها كانت أقوى منهم جميعاً وامتدت على مساحات واسعة وتابع: كان همنا إنقاذ الأطفال والنساء حيث أخرجنا أسطوانات الغاز من المنازل خشية انفجارها في حال دخلت النيران إليها.
غرام محمد