أكّد الجنرالان عاموس يادلين وأودي أفيطال أنّه في الوقت الذي احتفل فيه كيان الاحتلال بمرور 75 عامًا على تأسيسه، فإنّه يُواجه أزمة داخلية تهدد قوته وإنجازاته، وتطرح علامات استفهام حول وجهته المستقبلية، لا سيما في كيفية خروجه من الأزمة الحالية.
ووفقا للجنرالين، اللذين نشرا مقالهما المُشترك في مقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ فإنّ “أهم تحدّ تواجهه إسرائيل في عامها الجديد يتمثل بتفوّق الصين على الولايات المتحدة، وتحولها لتصبح القوة العالمية الرائدة، أمام ضعف الأخيرة، ممّا يعني خسارة إسرائيل دعمًا أساسيًا قويًا، ويستدعي في الوقت ذاته فرصة أمامها لأنْ تصبح شريكًا استراتيجيًا تقنيًا للولايات المتحدة، ويقوي روابطها في المعسكر الغربي وآسيا”.
وبحسبهما فإنّ “التحدي الثاني يكمن في البيئة والنمو السكاني، مما يقوض الطاقة والمياه والأمن الغذائي فيها، لعدم تحقيق إسرائيل لأهدافها الخاصة بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتتخلف عن الركب بالانتقال لمصادر الطاقة المتجددة، مع أنها ليست مستعدة لتأثير الكوارث الطبيعية والحروب”.
“ويتمثل التحدي الثالث بالوضع السياسي، وتفكك العلاقة الخاصة بين واشنطن وتل أبيب على خلفية إضعاف القيم المشتركة، وتضارب المصالح في القضايا الاستراتيجية، الأمر الذي يُحوِّل إسرائيل من ذخيرة إلى عبء بالنسبة للولايات المتحدة”.
وشدّدّ الجنرالان على أنّه “عندما لا يكون الفيتو الأمريكي مضمونًا في مجلس الأمن، تقع إسرائيل في عزلة سياسية، وتعاني من قرارات صعبة فيه، وقد تتعرض لعقوبات من قبل الشركات الدولية، وتعريض كبار ضباطها لمذكرات توقيف في محكمة العدل الدولية في لاهاي، مع تخوف من عدم تجدد المساعدة الأمريكية بعد 2028، مما يعني تأثر التعاون الدفاعي، ومبيعات المعدات العسكرية المتقدمة، وازدياد التهديد بفرض حظر عسكري عليها”.
وأوضحا أن “التحدي الرابع يتمثل بالعلاقة مع يهود العالم، صحيح أن إسرائيل ستظل أكبر مركز لهم، لكنها لم تعد دولتهم القومية على خلفية اتساع الفجوة بينهما”.
ويتعلّق “التحدي الخامس بالتكنولوجيا، والتخوف من فقدان إسرائيل للميزة العسكرية والنوعية التي احتفظت بها، عقب الحدّ من وصولها للتقنيات الحساسة بما يضرّ قدرتها على ترجمة الابتكار التكنولوجي لأنظمة دفاعية وأرباح واستثمارات وأبحاث متقدمة، فيما يجهز أعداء إسرائيل أنفسهم بقدرات أكثر تقدمًا في مجالات الصواريخ الدقيقة والطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي والإنترنت، وبمساعدة الصين وروسيا، ويستفيدون من نقاط ضعف إسرائيل”.
ويرتبط “التحدي السادس بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عقب الفشل بالتوصل لتسوية سياسية، والتعجيل بالضمّ الفعليّ للمستوطنات، وعزل الضفة الغربية بما لا يسمح بالاستمرار الإقليمي لدولة فلسطينية، وموت حل الدولتين”.
وأشارا إلى أنّ “التحدي السابع يرتبط بإيران بحصولها على سلاح نووي، ونشوء خطر وجودي على إسرائيل، حتى لو لم يكن هجومًا نوويًا فوريًا عليها، والشرق الأوسط يتغير، ويصبح أكثر خطورةً تحت المظلة النووية، ويزيد وكلاؤها جهودهم لمهاجمة إسرائيل، ويواجه جيشها تحديات مستمرة ومتفاقمة على الحدود، ومطالب بالتحضير للحرب في خمس ساحات بنفس الوقت، حتى تلك التي لا حدود لها معها، وأن تكون إسرائيل محاطة بدول مسلحة نووية كالسعودية وتركيا ومصر والعراق في شرق أوسط متفجر وغير مستقر”.
علاوة على ماء جاء أعلاه، أكّدا أنّ “التحدي الثامن ذو صفة اقتصادية، وزيادة الخطر أنّ إسرائيل ستتدهور إلى اقتصاد العالم الثالث، ومعاناة قطاعي التكنولوجيا الفائقة والأكاديمية من “هجرة الأدمغة”، ويتقلصان بسبب عدم الاستقرار الداخلي وتضرر العلاقات مع الولايات المتحدة”.
وطبقًا لهما فإنّ “التحدي التاسع يتعلق بمؤسسة الجيش، مع زيادة التهرب من الخدمة العسكرية، وتآكل الدافع للتجنيد، وانهيار نموذج الجيش الشعبي، حتى أنّ المستوى البشري للجيش آخذ في التدهور، ومع تآكل ميزته البشرية، فإنّ أثمان كل صراع آخذة في الازدياد، مع توجهات مماثلة في جهاز الأمن العام، والإضرار بقدراته على مكافحة المقاومة”.
وخلُص الجنرالان الإسرائيليان إلى القول إنّ “التحدي العاشر يتمثل بالمجتمع الإسرائيليّ، وما يشهده من حالة استقطاب متعمقة، تتعلّق باليمين واليسار، المحافظة والليبرالية، العلماني والمتدين، الأغنياء والفقراء، توسيع الانقسامات، وتفكيك البنية التحتية الاجتماعية، وتتعرض المرونة الوطنية للخطر”، على حدّ تعبيرهما.
يُشار إلى أنّ العلاقات بين واشنطن وتل أبيب ما زالت قويّةً، بيد أنّ عدم دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقاءٍ تقليديٍّ مع الرئيس الأمريكيّ بالبيت الأبيض يُعتبر بنظر الإسرائيليّة مهانة تحمل رسالةً خطيرةً.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم