| غانم محمد
تحيّةٌ للعمال في عيدهم، ونحن منهم، وهم يستحقون أكثر من هذه التحية، وهم الذين يعملون بـ (بلاش)، بل ويدفعون من جيبهم أيضاً!
يؤسفنا حقاً أوضاع عمالنا (عمال منتجون وموظفون إداريون، فكلهم عاملون)، فالدخل الذي يُسمى (زوراً) دخلاً، لا يكفي لـ (عطسة ثلاثة أيام)، فلا تكثروا من التقاط الصور في حضرتهم لأن ذلك يؤذيهم نفسياً..
العيد الحقيقي للعمّال هو أن نعيد النظر بأوضاعهم، وقراءة ظروفهم بعقلانية وموضوعية، وحمايتهم من ذلّ السؤال أو التسوّل، فمهما صبرنا، وصبروا، وتحاملنا وتحاملوا فإن مائة ألف ليرة ليست أكثر من صدقة على باب الوظيفة!
نحن شعب لا نحتاج إلى دروس في الوطنية والصمود، فالوطن قرار وليس خياراً، والصمود واقع فرضته التحولات والتطورات، وهو ليس صناعة أي جهة حكومية، وكل من يتحدّث عن صمود الشعب السوري، ويعتقد إنه من إنتاجه فهو واهم، صمودنا كسوريين أنتجه إيماننا ببلدنا، وليست الخطابات التي تهبّ علينا عبر الشاشة وفي كل المناسبات.
إن كان هذا العامل مهم حقاً، فلا تخدعوا أنفسكم أنه راضٍ، وأنّ مكافأة (مخجلة) في السنة مرّة أو مرّتين ستجعله يصفّق لكم..
قد نراه مضطراً لـ (التصفيق) أمام الكاميرا لأنه امتلك هذه الثقافة المريضة مكرهاً، أو بحكم العادة والوراثة، ولكنها ليست حالة ناضحة تعبّر عن رضاه وقناعته..
عندما لا تستطيع المكافأة أن تشتري له كيلو برغل، أو سندويشة شاورما، فالأفضل عدم صرفها وإهانته بها.
نتذكّر هذه التفاصيل في عيد العمال والمنتجين، ونتطلع إلى اليوم الذي تدور فيه الحياة إلى حيث تمكنه من استعادة كرامته أمام أسرته، ويستطيع أن يدخل على آل بيته، وفي يده كيس فواكه، أو جبسة، أو علبة كولا!
عيدنا مع العمال حزين، والظروف القاسية التي تحاصرنا وإياهم تكاد تخرجنا عن (الصراط المستقيم)، والسادة المسؤولون في عليائهم يرفلون!
(سيرياهوم نيوز3-خاص)