آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » 8 ساعات واجتماع تناول فيه “الهامبورغر”.. أردوغان يضرب بوجه مُنافسه كليتشدار أوغلو ورقته الأخيرة ويشغل الأتراك بتسريبات “الكاسيت” فماذا يُمكن أن تتضمّن من “فضائح سياسيّة” وما مدى تأثيرها على الناخبين وهل جرى استخدام تقنية “التزييف العميق” فيها والاستعانة بالشّبكات الظلاميّة؟

8 ساعات واجتماع تناول فيه “الهامبورغر”.. أردوغان يضرب بوجه مُنافسه كليتشدار أوغلو ورقته الأخيرة ويشغل الأتراك بتسريبات “الكاسيت” فماذا يُمكن أن تتضمّن من “فضائح سياسيّة” وما مدى تأثيرها على الناخبين وهل جرى استخدام تقنية “التزييف العميق” فيها والاستعانة بالشّبكات الظلاميّة؟

فيما يرفع مُرشّح المُعارضة التركيّة كمال كليتشدار أوغلو ورقة التحذير من التزوير في الانتخابات الرئاسيّة التي بقي على موعدها ثمانية أيّام (14 أيّار/ مايو)، ولا يثق كما يقول بأجهزة الدولة، وهيئة انتخابها العُليا، يرفع الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” ورقته الأخيرة بعُنوان “الكاسيت”، على أمل أن تحسم فوزه في الانتخابات ومن الجولة الأولى، مع إظهار استطلاعات رأي تقدّم كليتشدار على مُنافسه الرئيس التركي الحالي رجب طيّب أردوغان، ولكن هذه الاستطلاعات يراها آخرون غير نزيهة، وغير مُحايدة.

هذه الورقة، ليست كشفاً مُفاجئاً بالنسبة لمُرشّح المُعارضة السّداسي كليتشدار أوغلو وجماهيره، فالأخير صارح جُمهوره عن احتمال نشر تسجيلات صوتيّة له، أكّد بأنها مُفبركة، ويُحاول زعيم حزب الشعب الجمهوري المُعارض كليتشدار فيما يبدو استباق الجدل المُصاحب لتلك التسجيلات، وما قد ينتج عنها من جدل في الأوساط التركيّة، وقبل وقتٍ قصير من توجّه الناخبين لصناديق الاقتراع.

هذه التسريبات التي دعا كمال كليتشدار أوغلو إلى عدم تصديقها، وأنه جرى استخدام تقنية التزييف العميق فيها، يرى خبراء في المشهد السياسي التركي، أن لها تأثيرًا في عقل الناخب التركي، خاصّةً إذا كانت فضائحيّة، وتحمل أسرارًا لا يجب أن تُروى، ولكن يجب إثباتها قطعاً بما لا يدعو للشّك، وهذه إحدى العوامل الأساسيّة التي قد تحسم النتيجة في انتخابات تركيا.

السّؤال المطروح، ماذا يُمكن أن تتضمّن هذه التسريبات، وإلى أي درجة يُمكن أن تقلب الطاولة على المُعارضة التركيّة، وسط تكهّنات عن زيارة 8 ساعات قام بها كليتشدار أوغلو إلى الولايات المتحدة، واجتماعه مع منظمة “غولن” التي تعتبرها السلطات التركيّة “إرهابيّة”، وتُريد رأسها فتح الله غولن، والذي تتّهمه بالوقوف خلف الانقلاب الفاشل ضد حكومة أردوغان، والتنسيق المُفترض بين غولن، وكمال كليتشدار أوغلو ليلة الانقلاب، واستمراره ليلة الانتخابات الرئاسيّة القادمة.

لم يُنكر كليتشدار أوغلو بأنه ذهب في زيارةٍ إلى واشنطن، وتحدّث عن 8 ساعات يستغرق الطريق إليها وعقده اجتماع تناول فيه “الهامبورغر”، وأكّد بأنه سيجري استغلال تلك الزيارة، والتلاعب بها، عبر إنتاج شيء ضدّه على شكل تسجيلات صوتيّة أو مقاطع  فيديو”.

يذهب مُناصرون للرئيس أردوغان إلى أبعد من ذلك، ويُرجّحون بأن التسجيلات قد تتضمّن وعودًا قدّمها كمال كليتشدار أوغلو لمنظمة العمال الكردستاني بشأن الحُكم الذاتي، وهي منظمة “إرهابيّة” بنظر حكومة أردوغان.

التوقيت في الإشارة إلى قُرب نشر التسجيلات، يتزامن مع بدء حملة كمال كليتشدار أوغلو الانتخابيّة وفي الأيّام الأخيرة التي تسبق الانتخابات الرئاسيّة، لافت على الأقل بالنسبة لأنصار كليتشدار، ويُثير علامات استفهام ويتقاطع مع حديث حزب الشعب الجمهوري المُعارض عن توظيف عدد كبير مما وصفها “بالشبكات الظلاميّة” على الإنترنت من أجل تقويض الحملة الانتخابيّة لكليتشدار أوغلو.

الاتهامات بالتسريبات وما تتضمّن من فضائح سياسيّة مُفترضة، والاتهامات المُضادّة بتزويرها، أثارت وستُثير بكُل حال جدلاً، وشُكوكاً في عقل الناخب التركي، حيث الأخير سيُريد طرفاً مُحايدًا، ليُؤكّد الاتهامات المُوجّهة للمُعارضة، أو ينفيها بتأكيد استخدام أنظمة “كامبريدج اناليتيكا” و”ديب فيك” (التزييف العميق)، وإثبات صحّة كلام زعيم المُعارضة ومُرشّحها وحديثه عن وجود تزييف لمقاطعه الصوتيّة.

يتفاعل الرئيس أردوغان مع التسريبات المُحتملة، وهذا ما يُفضّله هذه الأيّام خلال حملاته الانتخابيّة، وهو يستعرض هفوات وأخطاء، و”فضائح” مُنافسه “العلماني” كليتشدار أوغلو، غرّد الرئيس التركي الجالس على كُرسي الحُكم لأكثر من 22 عاماً، بتغريدة على حسابه في “تويتر”، أشار فيها إلى اجتماع عقده مُنافسه كليتشدار أوغلو في ولاية بنسلفانيا تناول خلاله “الهامبورغر”.

وقال أردوغان: “يتم الكشف تدريجيّاً مع من يتعامل السيّد كمال، والوعود التي قطعها لقتلة الأطفال، وما الذي التزم به للسفراء الغربيين”، وهُنا يُعاود أردوغان الاستثمار أمام ناخبيه، بالمُؤامرة التي يتعرّض لها من قبل الغرب، ونيّة الأخير إسقاطه بالانتخابات، وما يجري الحديث عنه في أوساط حُكمه عن جلب “زيلينسكي تركيا”، الذي هو بنظر أردوغان مُنافسه كليتشدار أوغلو الذي كما يقول التزم بوعود أمام السّفراء الغربيين.

أنصار أردوغان، ونظيره كليتشدار أوغلو، هؤلاء حسموا بكُلّ الأحوال أصواتهم لصالح مُرشّحهم بغضّ النظر عن تأثير التسريبات، وإن كان سيكون لها تأثيرها وفق الخبراء، ولكن تكمن أهميّة إظهار فضائح المُتنافسين السياسيّة أمام ما يجري تسميتهم بأصحاب الأصوات المُتأرجحة، فهؤلاء لم يحسموا أصواتهم بعد لأي طرف، وتأثُرهم بهذا المُرشّح، أو امتعاضهم من ذاك بفعلٍ ما، قد يُغيّر مُعادلات الفوز، ولكن الثابت حتى الآن أن المُنافسة شديدة، وليست محسومة تماماً لصالح أردوغان كما يقول ومسؤولوه.

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بوتين: واشنطن تدفع نحو صراع عالمي.. ونجحنا في اختبار صاروخ “أوريشنيك”

  الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يقول إن الولايات المتحدة تدفع العالم نحو صراع عالمي، ويؤكد أن تدمير مصنع الصواريخ الأوكراني تم بصاروخ باليستي روسي فرط ...