كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، أن حركة الجهاد الإسلامية ترفض وبشكل قاطع الحديث هذه الساعات عن مستقبل التهدئة مع إسرائيل، بعد المجزرة البشعة التي راح ضحيتها 13 فلسطينيًا بينهم 3 من أبرز قادة سرايا القدس الجناح المسلح للحركة، فجر اليوم في قطاع غزة.
وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ”رأي اليوم”، أن حركة الجهاد الإسلامي لن تصمت على الجريمة الإسرائيلية الأخيرة، وسيكون لسرايا القدس “الرد المفاجئ والسريع”، بعد اغتيال ثلاثة من أبرز قادتها العسكريين وهم “جهاد غنام وخليل البهتيني وطارق عزالدين”، وستكون الساعات المقبلة “حاسمة”.
وذكرت أن بعض الاتصالات المصرية بدأت تتحرك مع إسرائيل وقادة فصائل المقاومة في غزة، في محاولة لتهدئة الأوضاع الميدانية ومنع الانجرار لحرب جديدة، لكن قادة حركة الجهاد وخاصة من داخل قطاع غزة يرفضون التجاوب مع تلك الاتصالات لحيين تقييم الوضع ودراسته أمنيًا وسياسيًا.
هذا وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـصحيفة “القدس” المحلية، أن قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الذين تم اغتيالهم فجرًا من قبل الجيش الإسرائيلي، كانوا يتجهزون للسفر برفقة وفد من المكتب السياسي للحركة، إلى خارج قطاع غزة.
-
التوجه إلى مصر
وقالت، إن اغتيال قادة الجهاد” غنام والبهتيني وعزالدين” تم في وقت كان سيتوجه فيه أعضاء المكتب السياسي للحركة إلى القاهرة ومنها للخارج لعقد لقاءات داخلية وخارجية.
وبحسب المصادر، فإن قادة السرايا الذين تم اغتيالهم كانوا سيتوجهون مع وفد قادة الجهاد إلى مصر التي أبلغتهم أمس أنه بامكانهم السفر من القاهرة إلى خارجها.
وبينت المصادر، أن قادة السرايا كانوا متخفيين منذ فترة عن الأنظار وبعد تلقي الإذن بالتجهز للسفر توجهوا لعائلاتهم لوداعهم قبل أن يتم قصفهم داخل منازلهم فجرًا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه بدأ في ساعة مبكرة من صباح اليوم عملية “الدرع والسهم” العسكرية بقطاع غزة، مستهدفا مواقع لحركة الجهاد في عملية أكدت وزارة الصحة بقطاع غزة أنها أسفرت عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم 3 قيادات من الحركة وأطفال ونساء، و20 جريحا.
هذا وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بأن إسرائيل أبلغت مصر بإطلاق عملية عسكرية في قطاع غزة. وأكدت إذاعة الجيش أن الرسالة وصلت مصر بعد دقائق من الضربة الجوية الأولى على غزة.
وكشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ “40 طائرة ومروحية ومسيّرة شاركت في الاغتيال والهجمات ضد قطاع غزة فجر اليوم”، مشيرةً إلى أنّ “العملية كانت مقررة الثلاثاء الماضي، لكنها تأجلت إلى أن نضجت الظروف”.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: “قبيل تنفيذ العملية التي تمّ التصديق عليها نهاية الأسبوع الماضي، تحدّث وزير الخارجية إيلي كوهن إلى نظيره الأميركي أنتوني بلينكن”.
وأشارت القناة السابعة الإسرائيلية إلى أنّ “إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة الأميركية على العملية المخطط لها في غزة”، مضيفة أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعاً للكابينت اليوم عند الساعة السابعة مساءً.
هذا نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، اليوم الثلاثاء، عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قوله إن العملية الأمنية التي شنتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة “بداية جيدة”، داعيا إلى تغيير سياسة إسرائيل في القطاع.
وأضاف بن غفير: “أهنئ رئيس الوزراء على العملية الاستباقية في غزة إنها بداية جيدة”.
من جهتها، دانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ممثلاً في قيام القوات الإسرائيلية بقصف قطاع غزة مما أسفر عن ١٣ شهيدًا و٢٠ مصاباً حتى الآن، من ضمنهم مدنيين من النساء والأطفال، واقتحام مجموعة من المستوطنين للمسجد الأقصى صباح اليوم تحت حماية القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمدن الفلسطينية وآخرها نابلس.
-
تفجير الصراع
وأكد البيان على رفض مصر الكامل لمثل تلك الاعتداءات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية، وتؤجج الوضع بشكل قد يخرج عن السيطرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقوض من جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر في إطار ما تم التوصل إليه من تفاهمات في إجتماعي شرم الشيخ والعقبة بهدف تهيئة المناخ الملائم لإعادة تحريك مسار عملية السلام.
هذا وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم من أن الهجمات الإسرائيلية على غزة “تهدد بتفجير الصراع بالكامل”، وذلك بعد العملية الأمنية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة وخلفت 13 شهيدا من الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية عن الخارجية قولها إن “هذه الجريمة امتداد لحرب الاحتلال المفتوحة ضد شعبنا وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، واستمرارا لمحاولات الحكومة الإسرائيلية تصدير أزماتها للساحة الفلسطينية”.
وحمّلت الوزارة في بيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا “العدوان” ونتائجه على ساحة الصراع، باعتباره “تصعيدا خطيرا يهدد بتفجيرها بالكامل”.
وطالبت الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي بتدخل عاجل لوقف “العدوان”، مؤكدة أن الحل السياسي التفاوضي للصراع هو المدخل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في ساحة الصراع.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم