هل تغيّرت قواعد الاشتباك أكثر ممّا ينبغي؟.. هذا هو السؤال الذي جال بين أوساط النخب السياسية الأردنية في محاولة لفهم طبيعة العملية المُباغتة التي أدّت بحسب وكالة “رويترز” للأنباء لضرب مصنع مخدرات تُديره أطراف مُوالية لإيران.
وهي معلومة في الواقع لم يُصادق عليها إلا روايات غير رسمية فيما أصرّ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على تصريح يقول فيه بعد عملية شرقي درعا الأخيرة بأن بلاده ستعلن عندما تتّخذ أي إجراء ينسجم مع المصالح الوطنية الاردنية.
بخصوص عمليه القصف الجوي التي انتهت بتدمير مصنع وتحييد ما سمى بانه امبراطور حبوب الكبتاجون.
والرجل المسؤول الأول والأبرز والمطلوب “مرعي الرمثان” لأنه يُدير عمليات تهريب المخدرات السورية عبر الحدود الأردنية.
هذه العملية أثارت الكثير من الجدل.
وفي مسارها السياسي تؤكد على أحقيّة الدولة الأردنية كما أعلن وزير الخارجية أصلا عبر محطة سي إن إن في تصريح قبل أربعة أيام على التدخل وفي العمق السوري لحماية الأردنيين من شرور المخدرات.
ومسألة المخدرات بالقياسات الأردنية لا تقف عند حبوب الكبتاجون أو الحشيش أو حتى المواد البيضاء بل تعبر عن شبكة محترفة تديرها مجموعات موالية لايإان وحزب الله اللبناني حسب الرواية الأردنية غير المباشرة طبعا وتمول نشاطات إرهابية.
وهي صنف من الرواية تُصادق عليه الولايات المتحدة والحكومات الغربية وينسجم مع موقف الأردن العلني من التشكيلات المسلحة في جنوب لبنان خلافا لأن ملف المخدرات تم أقلمته وتدويله.
يسأل مراقبون غربيون عن احتمالات عودة التصعيد بمعناه العسكري بعد عملية عسكرية لم ينف الأردن ولم يؤكد ضلوعه فيها.
لكن الانطباع كبير بأن الجانب الأردني بدأ يتصرف في العمق السوري للحد من هجمات المخدرات التي أصبحت تمثل عبئا كبيرا وتمسّك بمصالح الأردنيين وحظيت العملية العسكرية في قرية الشعاب بدرعا والتي انتهت بمقتل المدعو عدنان الرمثان الموصوف بأنه المطلوب الأول بتأييد شعبي جارف عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وصفّق لها الراي العام الأردني رغم أن الدولة الأردنية ومؤسساتها لم تعلن عن مثل هذه العملية خلافا لما قالته وكالة الأنباء “رويترز” فيما سأل مختصّون بكثافة عن الرواية التي تفترض وجود زعيم واحد فقط لعمليات صناعة الكبتاجون.
بكل حال العملية نوعية وحققت هدفا كبيرا واعتبرت في إطار الحقوق الطبيعية لمواجهة سيل المخدرات الذي يستهدف الأردن والأردنيين بعد سلسلة طويلة من عمليات التسلّل عبر الأراضي الحدودية مع سورية.
ولم يُعرف بعد موقف الدولة السورية من أي عمليات أردنية او غير أردنية في العمق السوري تحت بند محاربة المخدرات خصوصا وأن تلك المخدرات يقال أنها ضخمة جدا والهدف من التسلّل فيها تميّز بالإصرار والعناد، الأمر الذي دفع الأردن بقوّته المسلحة والأمنية إلى أقصى طاقات الجاهزية والاستعداد.
وعمليّاً تدشين عملية قرية الشعاب بتقدير العديد من الخبراء يؤشر على أن التصعيد بدأ في خاصرة الشمال الأردني والعبور بتلك العملية ضمن حسابات إقليمية مُعقّدة يُوحي بأن المنطقة التي يتهمها الأردن برعاية حرب المخدرات ضدّه برسم التصعيد أكثر لاحقا والاشتباك
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم