ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن البيت الأبيض أعلن هذا الأسبوع أنه يتبنى استراتيجية رفضها معظم خبراء الصحة لمكافحة فيروس كورونا.
تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق “مناعة القطيع” – النقطة التي يتوقف فيها الفيروس عن الانتشار لأن عدداً كافياً من الناس محصن – ليس عن طريق اللقاح، ولكن عن طريق السماح للفيروس بالانتشار من دون رادع بين الشباب الأصحاء، مع استخدام العزل لحماية كبار السن والضعفاء.
يعتبر هذا التفكير محورياً في التماس قدمه أخيراً ثلاثة علماء، بعنوان “إعلان بارينغتون العظيم”، قال كبار مسؤولي الإدارة الأميركية لصحيفة “نيويورك تايمز” هذا الأسبوع إنهم يؤيدونه.
يجادل الالتماس ضد الإغلاق ويدعو إلى إعادة فتح الشركات والمدارس، وبالنسبة لأولئك الذين ليسوا عرضة “لاستئناف حياتهم بشكل طبيعي”. يجادل اثنان على الأقل من الموقعين على العريضة بأن المجتمعات قد تحقق مناعة القطيع عندما يصاب فقط 10 إلى 20 في المئة من سكانها، وهي نسبة يعتقد معظم علماء الأوبئة أنها قليلة جداً.
وقال مراسلة الصحيفة للشؤون العلمي أبورفا ماندافيلي أن الفرضية العلمية المقبولة على نطاق واسع تشير إلى أن مناعة القطيع تتطلب مناعة 50٪ أو أكثر من السكان.
وقالت أبورفا: “حتى 20 أو 25 في المئة، في الحقيقة فقط نيويورك هي التي من المحتمل أن تكون قريبة من ذلك. بقية البلاد تبلغ حوالى 10 في المئة من السكان، لذلك نحن نتحدث عن مضاعفة عدد الخسائر في كل مكان رأيناه حتى الآن”.
وأشارت إلى عيوب أخرى في الإعلان بما في ذلك الافتراض بأن شريحة صغيرة فقط من السكان معرضة للخطر وستحتاج إلى عزل. وقالت: “نحن قلقون بشأن أي شخص يعاني من حالات مرضية كامنة، مثل السمنة ومرض السكري، وفي الولايات المتحدة هذا يمثل نصف عدد السكان تقريباً”. وحتى عند الشباب الأصحاء، يمكن للفيروس أن يتسبب في الوفاة أو الضرر طويل الأمد.
وقالت أبورفا: “بعض خبراء الصحة العامة الذين تحدثت معهم يدعوهم القلق من أن يتبنى البيت الأبيض استراتيجية كهذه تعطي في الأساس ترخيصاً لكل شاب لا يشعر برغبة في اتخاذ الاحتياطات. هذا مثل الإذن بالخروج، والتعرض للفيروس، وإقامة حفلات، والحفاظ على انتشار الفيروس. فالشباب لديهم القدرة على التسبب في الكثير من الوفيات والكثير من الأمراض، ليس فقط بين كبار السن التي قد تنقل العدوى إليهم، ولكن حتى بين الشباب”.
(سيرياهوم نيوز-الميادين18-10-2020)