هرول البعض ليسجل تاريخ اليوم في مذكراته ليحتفل بهذه الذكرى إن أطال الله في عمره للعام القادم، وإن لم يكن، فليحتفل بتلك الذكرى أحفاده وأبناؤه من بعده ، نعم فأخيراً جاء اليوم الموعود الذي ينتظره المواطن، يا فرحتنا وسعادتنا، كثيرون لم يعطوا فرحتهم لأحد سعادتهم فاقت نشوتهم عند حصولهم على ربطة خبز أو وصول دورهم على طابور البنزين أو وصول رسالة السكر والرز على جوالاتهم، أو تنعمهم بالكهرباء لمدة 6 ساعات من دون انقطاع.
وماذا عسى أن يكون في هذا اليوم يا تُرى؟ إنه موعد وصول الموز الأكوادوري الذي وعدت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك به، على لسان وزيرها أمام مجلس الشعب .
لأنه ومن المعروف أن المواطن لم يعد ينقصه سوى أكل الموز و”الشبرقة” به، فكل يوم يفطر بالدجاج المنكه بالزبدة ويتغدى “خاروف مكتف” بينما يتسلى ب”قرط” الكبة المقلية والنقانق مع الصنوبر ودبس الرمان، ناهيك بالحلويات “النابلسية والمدلوقة وكول وشكور” التي تتخلل الوجبات، وأما موعد السهرة فهذا شيء آخر ففيه تجد كل أشكال المكسرات بأنواعها من البندق واللوز والجوز والبزر والفستق الحلبي، ناهيك بأنواع الفواكه المختلفة من الأفوكادو والقشطة والمشمش والتين والعنب والرمان.
فعلاً الحق مع الوزير فيبدو أنه اكتشف أن الفاكهة الوحيدة غير الموجودة على مائدة المواطن اليوم هي الموز ليقوم باستيرادها مؤخراً في وقت كانت تطالب فيه الحكومة السابقة بترشيد النفقات والاقتصار على الضروريات لترى سعر كيلو الموز المستورد ب3500 ليرة “نعمة كريم” واذا ما أردنا أن نحسب كم كيلو موز يستطيع الموظف شراءه في الشهر نجدها 14 كيلو !.
ربما السيد الوزير قد ذهب بقرار الاستيراد إلى أبعد مما يفكر به المواطن، الذي لا يعرف مصلحته ، وذلك بعد أن قرأ آخر دراسة أجريت والتي تقول : إن تناول حبة يومياً من الموز تكفي لجعل الإنسان في مأمن من فيروس كورونا لاحتوائه على الفيتامينات والكالسيوم.
أو قد يكون لدى الوزير معلومات طبية يجهلها المواطن فهو يريد من استيراده للموز إدخال السعادة على قلب المواطن ، بعد أن تأكد من استحالة سعادته بتحسن وضعه الاقتصادي والمالي، فقد أكدت الدراسات قدرة الموز على تهدئه الأعصاب ومساعدته في التقليل من الكآبة وذلك لاحتوائه على مادة التريبتوفان، التي يقوم الجسم بتحويلها لما يعرف بهرمون السعادة في الجسم “السيروتينين”، والذي يساعد على الاسترخاء وتحسين المزاج أيضاّ..!!!
(سيرياهوم نيوز-تشرين)