آخر الأخبار
الرئيسية » السياحة و التاريخ » كتابُ (اختراع الشعب اليهوديّ) لمؤرِّخٍ يهوديٍّ مُعادٍ للصهيونيّة: إسرائيل أسِست على أسطورةٍ وأكاذيبٍ صهيونيّةٍ لزرع كيانٍ يملك القوّة العسكريّة ويخدم الغرب.. الحفريات بالأقصى نفت وجود للهيكل

كتابُ (اختراع الشعب اليهوديّ) لمؤرِّخٍ يهوديٍّ مُعادٍ للصهيونيّة: إسرائيل أسِست على أسطورةٍ وأكاذيبٍ صهيونيّةٍ لزرع كيانٍ يملك القوّة العسكريّة ويخدم الغرب.. الحفريات بالأقصى نفت وجود للهيكل

البروفيسور شلومو ساند من جامعة تل أبيب يُغرِّد خارج سرب ما يُسّمى بالإجماع القوميّ الصهيونيّ، فقد ردّ على السؤال: لماذا قالت الحركة الصهيونيّة إنّه لم يكُن في البلاد، قبل إقامة إسرائيل، عام 1948، فلسطينيين وأنّها وَجَدَتْ أرضًا فارغةً، ردّ قائلاً: “إنّ الحركة الصهيونيّة ابتدعت هذا الأمر كي تحصل على عذرٍ وتبريرٍ، وكان يتحتّم عليها أنْ تقول ذلك، أيْ هذه أرضنا، وليس مهمًا إنْ كان هنا فلسطينيين”.

وأضاف، في حديثٍ للتلفزيون العبريّ “أنّ الحركة الصهيونيّة حاولت إقناع العالم بأنّه بعد مرور حوالي ألفيْ عام، عاد اليهود إلى فلسطين، بعد الخروج منها، أيْ أنّ اليهود خرجوا من فلسطين قبل ألفيْ عام وعادوا بعد أنْ أجروا إعادة تقييمٍ”، طبقًا لأقواله.

وتابع “في كتابي أكّدت أنّ الرواية الصهيونيّة، حول عدم وجود فلسطينيين في البلاد ووجودها فارغةً، كانت بدعةً، وفي الحقيقة ذلك لم يحدث أبدًا، لقد دحضت الرواية الصهيونيّة، لأنّه في نهاية المطاف كانت الرواية الصهيونيّة عبارةً عن مشروع بناءٍ قامت فيه لترويج روايةٍ، تعتمِد على مشروعٍ ميثولوجيٍّ، أيْ أسطوريٍّ، الأمر الذي خلق دولة إسرائيل، وخلق أيضًا حدود الهويّات، وهذه الهويّات هي أشّد خطرًا على مفهوم الدولة، أيّ دولةٍ، في بداية القرن الـ 20″، على حدّ تعبيره.

ad

 وأصدر البروفيسور ساند، استاذ التاريخ في جامعة تل أبيب أخيرًا كتابه (اختراع الشعب اليهودي) حيث فاجأ كل الاوساط الصهيونية، والكتاب يشمل استعراضًا كاملاً للتاريخ اليهودي كعرض نقدي للخطاب التاريخي اليهودي التقليدي بمختلف مراحله وتياراته.

ويطرح ساند سلسلةً من الأسئلة المُحرّمة في إسرائيل التي تطال الأسس الرئيسيّة لبناء الرواية الصهيونيّة واليهوديّة عامّةً للتاريخ، ومن هذه الأسئلة: هل يمكن الحديث عن (شعب) يهودي وجد واستمر آلاف السنين بينما زالت الكثير من الشعوب الأخرى من الوجود وهي الاكثر عددًا والأكثر آثاراً والاعمق حضارةً والأكثر استقرارًا وتجذرًا في بقعة محددة من الجغرافيا؟

 كيف ولماذا تحولت التوراة من كتاب شرائع دينيّةٍ إلى كتاب تاريخٍ يروي نشوء (أمّة اليهود) علماً بأنّه لا أحد يعرف بدقة متى كتبت التوراة؟ ومن الذي كتبها؟ وما الطريق الذي سلكه اليهود المطرودون من مصر؟

هل تمّ فعلاً نفي سكان (مملكة يهودا) بعد تدمير الهيكل أمْ أنّ ذلك لا يعدو كونه مجرد أسطورة مسيحية شقت طريقها إلى التراث اليهودي الذي جيّرها فيما بعد لمصلحته؟

وإذا لم يكن هناك منفى فمن أين أتى يهود العالم إذن؟ ثم ما الذي يجمع ثقافيًا وإثنيًا وجينيًا (بالمعنى المدني) يهود (مراكش) ويهود (كييف) مثلاً؟ وإذا كان لا وجود لوحدة ثقافية بين الجماعات اليهودية المختلفة أتكون هناك “وحدة دم”؟ وهل صحيح أن هناك “جينًا يهوديًا” كما تدّعي الصهيونية؟

للإجابة على هذه الأسئلة، صاغ ساند أطروحته التي تقول: إن اليهود شكّلوا دائمًا جماعات دينية مهمة اتخذت لها موطئ قدم في مختلف مناطق العالم وليس حصرًا على أرض فلسطين، ولكنّها لم تشكل شعبًا (ethnos) من أصل واحد وفريد تنقل من ثَم عبر التشرد والنفي الدائمين في غرب آسيا وشمال أفريقيا وشرق أوروبا وجنوبها واستوطنوا إسبانيا.

ويقول ساند، إنّه في عام 1970 حصل تطور في علم الآثار تحت تأثير مدرسة الحوليات التاريخية في فرنسا وارتدى الطابع الاجتماعي للبحث التاريخي أهمية أكبر من الطابع السياسي ووصل هذا التحول إلى الجامعات الإسرائيلية، وهكذا بدأت تناقضات الرواية الرسمية بالبروز، وهو ما يزعزع الأساطير المؤسسة ليس فقط لدولة إسرائيل بل للتاريخ اليهودي برمته.

 

 

ولفت إلى أنّ احتلال بلاد “كنعان” وإبادة سكانها حسب سفر “جشوا”، والتي تعد أول مجزرة في تاريخ البشرية، لم تقع أساسًا وهي إحدى الأساطير التي نفتها الأركيولوجيا كليًا.

كما أن الرواية التوراتية الأخرى حول مملكة داوود وسليمان التي يفترض أنها عاشت في القرن العاشر قبل الميلاد، والتي يعدها جميع المؤرخين الإسرائيليين حجر الزاوية في الذاكرة الوطنية، والمرحلة الأكثر إشراقاً والأكثر تأثيراً في التاريخ اليهودي، نفتها أيضًا الاكتشافات الأثرية طيلة سبعين عامًا على أرض فلسطين، حيث إن الحفريات التي جرت في عام 1970 الى يومنا الحاضر وما بعد ذلك في محيط المسجد الأقصى وتحته لم تثبت وجود أي أثر لهذه المملكة المتخيلة ولا لذلك الهيكل المزعوم.

يقول ساند: “إن القدس قبل ميلاد المسيح لم تكن سوى قرية صغيرة فريق لها أن تتسع   لقصر سليمان وتتسع لزوجاته السبعمائة ولثلاثمائة خادم من حاشيته” أين ذلك الصرح العظيم الذي عجزت الحفريات الأثرية طيلة عقود باستعمال أحدث الأجهزة والمعدات والمجسات والميزانيات الضخمة إثبات وجوده في مدينة القدس.

ويخلص ساند بعد ذلك إلى القول إنّ الأساطير المركزية هذه حول شعب يهودي قديم واستثنائي خدمت بإخلاص تام نشوء الفكرة القومية اليهودية والمشروع الصهيوني وأعطت تبريرًا لعملية الاستيطان في فلسطين.

كما يقول ساند في كتابه إنّ الرواية التاريخية الصهيونية بدأت تتفسخ في نهاية القرن العشرين في إسرائيل نفسها وفي العالم وتتحول إلى مجرد خرافات أدبية تفصلها عن التاريخ الفعلي هوة سحيقة يستحيل ردمها.

الحقائق الأركيولوجية الدامغة على الأرض تؤكِّد أنّ إسرائيل أسست على أسطورة وأكاذيب تاريخية صنعتها الصهيونية العالمية لاحتلال فلسطين لزرع كيانٍ غريبٍ يملك القوّة العسكريّة ويخدم الغرب.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“تتخلَّفُ الآثارُ عن أَصحابِها حيناً وَيُدرِكُها الفَناءُ فَتَتبَعُ”.. ماذا يحدث في أهرام مصر؟ من المسؤول؟ وهل تتم الإطاحة بوزير السياحة والآثار؟

محمود القيعي: موجة استياء كبيرة أثارها فيديو لأحد العمال وهو يكسر في حجارة الهرم الأكبر، وهو الأمر الذي دعا للتساؤل: ماذا يحدث في مصر ومن ...