في العام الماضي عندما كان نفتالي بينيت رئيسًا لوزراء دولة الاحتلال، وعلى الرغم من التهديدات التي جاءت من كلّ حدبٍ وصوبٍ، جرت مسيرة الأعلام الاستفزازية في القدس الشرقيّة المُحتلّة، ولم تُسجِّل حوادث تُذكر، وهذا العام، يُصِّر بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشيّة على تنظيم المسيرة في الخامس من الشهر المُقبِل، أولاً لأنّ العنصريّة والبطش يُميِّزان حكومته، وثانيًا لخشيته من أنّ إلغاء المسيرة قد يُفسِّر بأنّه عملاً انهزاميًا أمام التهديدات الفلسطينيّة.
وقال موظفون رفيعو المستوى في الحكومة الإسرائيليّة، وفق موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ إنّ “مسيرة المستوطنين واليمين المتطرف الاستفزازيّة في ذكرى احتلال القدس، التي يطلق عليها تسمية (مسيرة الأعلام)، ستمر من باب العامود وأنّه لا توجد أيّ نيّةٍ لتغيير مسارها الاعتيادي، حتى بثمن حدوث تصعيد”، على حدّ تعبيرهم.
وفي هذا السياق، ونقلاً عن مصادر وازنةٍ في تل أبيب، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة أنّه “من المتوقع أنْ يشارك وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير في المسيرة، حيث تستعد شرطة الاحتلال للقيام بحراسةٍ مشددةٍ، وستنشر آلاف الجنود لتأمين المتظاهرين الذين سيمرون عبر نقاط الاحتكاك في المدينة، بما في ذلك باب العامود، وسط متابعة إسرائيلية لدعوات تحريض غير عادية على شبكات التواصل الاجتماعي، وتأخذ بعين الاعتبار إطلاق صواريخ فلسطينية على المسيرة”.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن ذات المصادر، “أنّ شرطة الاحتلال أقرّت مسيرة أخرى في ذات اليوم في المدينة المقدسة باسم جمعية “إسرائيل للأبد” للمهاجرين الفرنسيين والناشطين الصهاينة، ويتوقع أنْ يشارك فيها وزير الهجرة والاستيعاب أوفير سوفير من حزب الصهيونية الدينية، ورئيس لجنة التعليم عضو الكنيست يوسي تايب من حركة شاس وأعضاء آخرون في الكنيست”.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّه “من السيناريوهات التي يتّم أخذها في الاعتبار كجزءٍ من استعدادات الشرطة تنفيذ إطلاق صواريخ كما حدث قبل عامين في معركة سيف القدس 2021، لكنّ مصدرًا مسؤولاً في شرطة الاحتلال زعم أنّ احتمال حدوث هذا التهديد ضعيف، مع الأخذ بعين الاعتبار إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات الجنوبية خلال عملية (درع وسهم) ضد قطاع غزة، ومع ذلك فقد أصدرت الشرطة بيانًا جاء فيه أنّ المسيرة التقليديّة ستُقام في يوم القدس هذا العام على مسارها المعتاد، بما في ذلك عند باب العامود”.
علاوة على ذلك، أوضحت أنّ “شرطة الاحتلال ستعمل على تأمين الحشد، وتنظيم حركة المشاة، والمركبات في المنطقة، لاسيما قرب البلدة القديمة، وذكرت الشرطة أنّ الغرض من النشاط هو الحفاظ على نسيج طبيعي للحياة قدر الإمكان، والسماح للمشاركين في المسيرة بالوصول إلى وجهتهم التي يختارونها، ومنع حوادث الاحتكاك والعنف من أيّ نوع مع الفلسطينيين المقدسيين في الجانب الشرقي من القدس، الذين يفسرون المسيرة بأنّها استفزازية، وتحمل تحدّيًا لهم، فيما تستغلها التنظيمات الفلسطينية المسلحة لإثارة الأجواء”.
جديرٌ بالذكر أنّ “مسيرة الأعلام” أوْ “يوم القدس” هي احتفالات بدأت مع احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في أعقاب عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، وهو المعروف عربيًا بالنكسة.
والمسيرة التي يشارك فيها المتطرفون اليهود في الـ 19 من الشهر الجاري حسب التقويم العبري، وهو اليوم الذي سيطرت فيه إسرائيل على القدس الشرقية.
ويشارك في هذا الاحتفال آلاف القوميين اليهود حيث يتوافدون على المدينة ويسيرون عبر شوارعها وأزقتها لإحياء ذكرى احتلال الجزء الشرقي منها ووقوع المدينة برمتها تحت السيطرة الإسرائيلية.
ويحمل المشاركون فيها وبينهم عدد كبير من الصبية والمراهقين الأعلام الإسرائيلية ومكبرات الصوت وهم يرقصون وينشدون أغان وأناشيد قومية.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم