آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » خديجة مسروق: المجتمع العربي ومواقع التواصل الاجتماعي.. علاقات غرامية افتراضية.. وهروب نسائي قد يكون مكلفا

خديجة مسروق: المجتمع العربي ومواقع التواصل الاجتماعي.. علاقات غرامية افتراضية.. وهروب نسائي قد يكون مكلفا

عرفت شعوب العالم مع ظهور التكنولوجيا، العديد من وسائل التواصل الإجتماعي، التي تتيح لكل الأشخاص إنشاء حسابات خاصة بهم. من بين هذه الوسائل ” الفايس بوك “، حيث يمَكّن مستخدمه من التواصل السريع، عبر الرسائل المكتوبة والصوتية المرئية.. ومن ميزات الفايس بوك معرفة الأخبار و المستجدات التي تحدث عبر العالم، يمنح للمستخدم فرصة مشاركة الوضوعات و المقالات المنشورة عبر صفحاته، و التي تدخل ضمن اهتمامات المتصفح، و أيضا يمنحه فرصة التواصل مع الآخرين، إذ بإمكانه أن يربط علاقات صداقة، مع مختلف المستخدمين لهذه الشبكات عبر دول العالم و التواصل معهم فايسبوكيا.

فكيف يتم التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي على مستوى الوطن العربي؟

يعد الفايس بوك أشهر مواقع التواصل الإجتماعي، يستخدمه أغلب سكان العالم. ويقبل العرب على استخدامه بشكل رهيب، نكاد لا نجد أحدا في العائلة من لا يملك حسابا خاص. من الأطفال مافوق سن العاشرة وصولا إلى الكهول. والنساء منهن العازبات والسيدات، العاملات والماكثات بالبيوت، المثقفات منهن ومتوسطات الثقافة، وحتى التي تكاد لا تفك الكلمات والحروف لا تحرم نفسها من زيارة الفضاء الأزرق.

كما لهذه الشبكات التواصلية إيجابياتها، لها أيضا أثرها السلبي على مستخدميها. فمنذ أن دخل الفايس بوك حياة الإنسان العربي ــ كوسيلة غربية مستوردة ــ، انقلبت حياته رأسا على عقب، وأدى ذلك إلى تخلخل النسيج الإجتماعي، واضطراب في العلاقات الأسرية.

أصبح لكل فرد داخل الأسرة الواحدة حياته الخاصة ضمن العالم الإفتراضي، الذي منحته له الشبكات العنكبوتية على اختلافها. إذ يوشك أفراد الأسرة ألا يجتمعون إلا أوقات تناول وجبتي الطعام. وصار الزوج يقضي أغلب وقته بين أحضان الهاتف يتبادل الرسائل مع أصدقائه الإفتراضيين من مختلف الجهات، مما يؤدي بالزوجة للتذمر والمضايقة من إهمال الزوج لواجباته تجاه أسرته.

وتماشيا مع العصرنة وجدت المرأة العربية نفسها هي الأخرى متورطة داخل أسوار الفضاء الأزرق. وفقد الأبناء الدفء العائلي. و للبحث عن العطف الأبوي و الحنان الأمومي، ذهبوا إلى بناء علاقات افتراضية (غير مشروعة)، تؤدي بهم إلى الهلاك في غالب الأحيان..

فهل سألنا أنفسنا، لماذا يلجأ الرجل العربي إلى التواصل مع الأصدقاء، أو بالأحرى مع الصديقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وإقامة علاقات افتراضية معهن، بعيدا عن أعين الزوجة؟

 ولماذا تقيم المرأة العربية (المتزوجة) علاقات فايسبوكية مع الجنس الآخر دون علم زوجها؟

لمعرفة خلفيات الموضوع حاولت التقرب من بعض المدمنين والمدمنات على استخدام الفايس بوك، وكان لكل واحد وواحدة منهن رأيهم و(رأيهن) الخاص في ذلك. وكان أغلبهم يتكلم عن غيره من الأشخاص الذين يقيمون صداقات فايسبوكية مع الجنس الآخر. دون أن يتعرض لما يحدث في عالمه الشخصي من تراسلات مع الجنس اللطيف وكأنه المنزه البريء. سأحاول في هذا المقال أن ألخص ذلك بأمانة وبكل شفافية.

يذهب البعض في قوله بأن الفضاء الأزرق يشكل خطرا على الأخلاق والعلاقات الأسرية، ومنهم من يمنع زوجته وأولاده من استخدامه بإقامة رقابة صارمة ومشددة عليهم، غير أنه في الوقت نفسه يملك حسابا خاصا على الفايس و يتابعه حد الإدمان.

في حين يذهب بعضهم بالاعتراف بالعالم الافتراضي. ويعتبرونه واقعا فرض على المجتمع العربي، وما على الأفراد في وطننا العربي إلا التسليم بذلك، كما يرونه وسيلة تواصلية سريعة، تقرب المسافات بين المستخدمين ( إناثا و ذكورا )، وتمكنهم من إنشاء علاقات راقية ونزيهة فيما بينهم، وهذه العلاقات الافتراضية حسب رأيهم، لا تختلف عن العلاقات في الواقع. وأحيانا تتوج بروابط سامية كالزواج مثلا.

يشتكي الرجل العربي (المتزوج) اليوم من إهمال زوجته له، وانشغالها بأمور حياتية أخرى، (تربية الأولاد، العمل خارج البيت ووو). ويتخذ من ذلك أعذارا يبرر بها انصرافه إلى العالم الأزرق. فأصبح يستهلك أغلب وقته ــ حين تواجده في البيت ــ بين أحضان الهاتف، في التواصل مع صديقاته فايس بوكيا

 يقضي أوقات فراغه نهارا حين تكون الزوجة مشغولة أو الليل بأكمله وهو على تلك الحال، وهي (الزوجة) تغط في نوم عميق بعد يوم كامل من التعب، تاركة له المجال مفتوحا يفعل ما يريد، يختار من الفراشات ما تليق به للتواصل معها، يفضفض لها عن مشاعره التي أراد أن يبوح بها لزوجته لكن انشغالها عنه، تضطره ليبوح بها لصديقته نيابة عنها.

 وهو الذي لا يخسر في العملية شيئا، مادام حبل العلاقة الذي يربط بينه وبين صديقته في يده، بإمكانه أن ينهي هذه العلاقة في أي لحظة ومتى شاء. حين تتفطن أو تشك أم العيال في الأمر.

يقوم ببناء هذا النوع من العلاقات كثير من الأزواج اليوم. والرجل المثقف في الوطن العربي ليس بمنأى عن هذه العوالم. نسبة كبيرة من المثقفين العرب يقيمون علاقات (سرية) من هذا النوع عبر الفايس، حيث يتخذ الزوج المثقف من صديقته الإفتراضية حبيبة، قد يبوح لها بكل شيء يتعلق بحياته وكله ثقة في حفظها لسره، وقد يكذب عليها في كل شيء ولا يصْدق معها حتى في اسمه.

يرى بعض الأشخاص أن الفارق الثقافي بين الزوجين، بجعل الزوج المثقف ــ المتزوج من امرأة متوسطة الثقافة ــ يضطره للتواصل مع صديقته الإفتراضية المثقفة التي تفهم ما يقوله وتتجاوب معه حواريا على مستوى لغوي عال.

لماذا يختار المثقف صديقته المثقفة في تواصله المعرفي ولا يختار أحدا من أصدقائه (الرجال) المثقفين؟

يقول أحدهم إن الرجل حين يريد الفضفضة لا يجد شخصا من بني جنسه يسمع له، أو يقرأ رسائله، لأنه هو الآخر يعاني نفس الضغوطات، حيث يشتركان في الهم نفسه (مطالب الأسرة ومشاكل العمل..)، وكلاهما يبحث عن ملاذ مؤقت ينسى من خلاله مشاكله الخاصة. والملاذ هو الصديقة الفايسبوكية. يخبرها عن مشاريعه البحثية في حقل المعرفة وانجازاته الثقافية. مستغلا رحابة صدرها ليجعل منه متنفسا لهمومه ومعاناته اليومية، ثم يعود إلى واقعه حين تستيقظ أم العيال، ليمارس حياته الطبيعية وكأن شيئا لم يكن.

لكن لماذا تلجأ المرأة (العربية) المتزوجة بإقامة علاقة صداقة افتراضية مع رجل أجنبي؟

تتواصل بعض السيدات (المتزوجات) في المجتمع العربي مع الجنس الآخر ومن مختلف الأعمار. وتمنح صديقها كل الثقة لتبوح له بكل أسرارها، وبأدق التفاصيل التي تحدث بينها وبين زوجها. وتقول في ذلك احداهن إن ما يحدث بينها وبين صديقها أمر طبيعي، لأن الزوج أيضا يتواصل مع نساء أجنبيات هن زوجات وشقيقات رجال، تعترف بأن إهمال زوجها يؤدي بها إلى ذلك مادامت تجد الإهتمام الجيد من صديقها، والذي فقدته داخل أسرتها، أي لم تجده عند الزوج.

فما الذي يريده الرجل في النهاية في علاقته بالمرأة التي يتواصل معها فايسبوكيا؟ وما الذي تهدف إليه المرأة عموما في علاقتها الإفتراضية بالرجل؟

قد تبحث المرأة (غير المتزوجة) عبر شبكات التواصل الإجتماعي، عن الرجل الكفء الذي لم تعثر عليه في عالمها الواقعي. تقيم معه علاقة سامية تطمح أن تتوج بورقة رسمية تربطهما. وقد تبحث المتزوجة ـ عند الآخر الإفتراضي ــ عن الأمان الإهتمام وأشياء أخرى لم تجدها عند زوجها. غير أن الرجل في علاقته الإفتراضية بالمرأة لا يريد منها شيئا، سوى أن تكون له ملاذا وقت الفراغ للإمتاع والمؤانسة في غياب حرمه المصون إلى حين حضوره. (عودة الزوجة).

 إن ما وصلت إليه الروابط الإجتماعية اليوم من تفكك، يؤكد أن الأزمة التي تعصف بالمجتمع العربي هي أزمة أخلاق بالدرجة الأولى. ضاعت المرأة ضاع الرجل العربيين في خضم التكنولوجيا الغربية، بضياع القيم وانهيار الفضائل، بسبب التهافت المفرط على ثقافة الغير. ووجد الإنسان العربي نفسه مسلوب الإرادة فاقدا ثقته بنفسه. فاقدا للسيطرة على الوضع في مواجهة مشكلات الحياة بكل قوة وصمود، فاقدا لكل معاني الصدق والإستقامة.

كاتبة جزائرية

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...