سلمان عيسى
سأبدأ من هنا ..( تأتي الموافقة على تصدير هذه الكميات من مادة بطاطا الطعام الفائضة عن حاجة السوق المحلية بغية دعم الفلاحين وضمان عدم تعرضهم للخسارة .. )
كنت -والاخوة الفلاحين سنصدق هذا لو ان القرار اتخذ قبل موعد قلع البطاطا، خاصة ان تقديرات الانتاج موجودة في ادراج المعنيين في وزارة الزراعة ..
نعم قد يفيض اكثر من ٤٠ الف طن من البطاطا عن حاجة السوق الداخلية .. وتصديرها سيساهم في رفد الخزينة بمبالغ لا بأس بها من القطع الاجنبي كعوائد تصدير ..
لكن ان يساهم هذا القرار بدعم الفلاحين وضمان عدم تعرضهم للخسارة .. فهذه مسلة مثلومة توجع كثيرا عند محاولة الخيط بها او رتي عورة هذا القرار .. واسمحوا لنا بها ..!
كل المختصين في الشأن الزراعي – وأولهم واصدقهم الفلاحين يؤكدون ان كلفة انتاج الكيلو الواحد من البطاطا اكثر من ١٥٠٠ ليرة نتيجة ارتفاع تكاليف الزراعة وغياب اي دعم حكومي للمنتجين من سماد ومبيدات ومازوت للري والنقل والرش .. يضاف اليها موضوع البذار المرتفع الثمن الذي استورد تهريبا لعدم ثقة الفلاحين ببذار المؤسسة الذي خدعهم لعدة مواسم ..
فما بالكم انه في بعض الحقول بيعت البطاطا ب٦٥٠ ليرة .. و المتوسط ٨٥٠ .. كيف سنصدق ان هذا القرار لدعم الفلاح .. والخسارة التي مني بها قد تخرج البعض من دائرة الانتاج لأعوام قادمة ..
اذا لم تدرك اللجنة الاقتصادية ووزارة الزراعة واتحاد الفلاحين انه مع صدور قرار تصديق رئيس الحكومة على محضر اللجنة الاقتصادية يكون الموسم قد شارف على الانتهاء .. فيجب ان يتحمل الجميع مسؤولية الخسارة .. في البطاطا تحديدا هناك عروات تزرع على مساحة الدولة وفي فصول متعددة، وان موسم قلع البطاطا هو قصير جدا قياسا ببقية الخضار فهو لا يستمر لأكثر من شهر بسبب الموعد الموحد للزراعة في كل عروة تقريبا وهذا يحتم ان يتم النضج بفترات متقاربة لا تستحمل التأخير ..
هذا الكلام الذي نقوله يملك مسوغان اثنان :
الاول : ان ال٤٠ الف طن قد رقدت بسلام في برادات التجار والمصدرين، وهذا يعني انهم اشتروا البطاطا بأبخس الاسعار، وسوف يصدرونها بالدولار .. و يمكنهم ذلك من تاريخ صدور قرار السماح بالتصدير ..
والثاني : وهو هام جدا ويؤكد ان السماح بالتصدير جاء خدمة للتجار وليس تحصينا للفلاحين من الخسارة .. او خدمة لهم .. فقد ارتفع سعر بيع البطاطا من الحقل بعد يوم واحد من القرار الى اكثر من ١٧٠٠ ليرة .. وهو سعر مقبول ومجز ويحقق ارباحا معقولة للمنتجين ..
نعم كنا سنصدق ان هذا القرار هو دعم للفلاحين وعدم وقوعهم بالخسارة لو انه جاء قبل او – مع موعد القلع .. لكن بعد مضي هذا الوقت .. ومشارفة الموسم على الانتهاء .. فهذا يطلق خيال الجميع ليعرفوا من سيخدم هذا القرار .. بكل الاحوال لن نذكر شيئا عن تصدير الثوم .. لأن هذه القرارات بالاصل ( ريحتها طالعة ..) ؟!
(سيرياهوم نيوز ١-خاص)