تحدثنا في زاوية سابقة أن الزراعة في ظل ظروف الحصار والعقوبات التي تعاني منها سورية، وصعوبة الحصول على الكثير من المواد الأولية لتنشيط الصناعة، تبقى هي ملاذنا والحل للخروج من عنق الزجاجة التي وضعتنا به جملة من التحديات …
ورأينا خلال الأيام القليلة الماضية اهتماماً ملحوظاً من رئاسة الوزراء للنهوض بالواقع الزراعي، وإن جاء هذا الاهتمام متأخراً جداً يبقى جيداً، اللهم إذا اقترنت الأقوال بالأفعال، فأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.
بالفعل هناك الكثير من المبادرات والقضايا الإيجابية التي تم طرحها للعمل خلال الاستراتيجية المستقبلية للتنمية الزراعية، والتوجيهات والدعم الذي تحدث عنه رئيس الوزراء خلال اللقاء بالمعنيين بالشأن الزراعي في محافظة حماة يحتاج من كل الجهات المسؤولة العمل لترجمته بأفعال جدية على أرض الواقع، وبسرعة لا أن يتوه بحلقات الروتين والـتأجيل والمماطلة، فهناك الكثير من المحاصيل الزراعية المزروعة الآن تقف على شفا الانهيار بسبب عدم القدرة على مدها بالأسمدة أو الأدوية لأسباب مادية أو لفقدانها من السوق، كما أن هناك الكثير من المزارعين غير قادرين على تجهيز البيوت البلاستيكية وهم في قمة التحضير للمواسم القادمة.
إذاً، نحن نحتاج إلى خطى تسابق الزمن, الفلاح يحتاج الدعم الفعلي وليس الدعم المباشر بالمال وإعطاء القروض بل دعمه بتأمين مستلزمات الإنتاج من أسمدة وأدوية وملحقاتها بالسعر المعقول وبالزمن وأشدد على مسألة الزمن لأن ضياع المواسم هي مسألة أيام إن لم يتم تأمين المواد الأولية.
فيجب أن تكون الأولوية للحكومة الآن في توظيف الإمكانات المتاحة في عجلة الإنتاج السريعة والسريعة جداً لإنقاذ الموقف،لأن ذلك ينعكس على واقع الأسعار في حال توفرت المواد الغذائية في السوق،
هناك تركيز على الزراعات الأسرية والمشاريع الصغيرة للمرأة الريفية وتربية الدواجن والمواشي والأسماك وغيرها, كلام جميل، لكن كيف سيتحقق ذلك والكثير من ريف اللاذقية بالكاد تصله مياه الشرب ساعة أو ساعتين بالأسبوع، كيف والكثير لا يملكون الوسيلة ولا الإمكانات لحراثة واستصلاح أراضيهم، كيف وقد أصبحت الأسمدة والأدوية خارج متناول اليد بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار .
الدعم يكون بحماية هؤلاء من المتاجرة بمصيرهم وتأمين مستلزماتهم الإنتاجية بالنوعية والجودة والسعر…!!
(سيرياهوم نيوز-تشرين)