أعلن قائد الجيش اللبناني جوزاف عون أن مديرية المخابرات في قيادة الجيش اللبناني تمكنت من تحرير المخطوف السعودي وتوقيف خاطفيه.
وفي التفاصيل المتوافرة، فقد تمكن الجيش اللبناني من تحرير المخطوف السعودي م. المطيري في البقاع قرب الحدود السورية، وهو بات الآن في عهدة مكتب مخابرات الجيش في الهرمل (البقاع) كما تمّ توقيف عددٍ من المطلوبين.
وتحدثت معلومات عن أن عملية الخطف تمّت عبر سيارتين مسروقتين تقلان سبعة أشخاص تعرّف الجيش اللبناني على أربعة منهم ودهم منازلهم، وعن أن ثلاثة من الخاطفين السبعة كانوا يرتدون بزات عسكريّة وهم غير عسكريين.
وتوجه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بالشكر إلى قيادة الجيش وقوى الأمن وشعبة المعلومات وثمّن تعاون جميع القوى وعلى رأسها وزير الداخلية وقائد الجيش.
فدية مالية
وخطف المواطن السعودي م. المطيري، منتصف ليل السبت الماضي الـ 28 من مايو (أيار) الجاري، من منطقة “زيتونة باي” على الواجهة البحرية لبيروت.
وبحسب المعلومات فإن المواطن يعمل لشركة تعمل لمصلحة الخطوط الجوية السعودية، وكان يقود سيارة من نوع “غراند شيروكي” عليها لوحة لبنانية ومسجلة باسمه، فيما تشير المعلومات الأولية إلى أن الخاطفين يطالبون بفدية مالية قدرها 400 ألف دولار.
وفي أول معلومات رسمية، كتب وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي تغريدة جاء فيها، “نتابع مع شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي منذ الأمس قضية اختطاف مواطن سعودي في بيروت، ونحن على تواصل بأدق التفاصيل مع سعادة السفير وليد بخاري، ودائماً وبيد من حديد نعمل على تحرير أي مواطن يتعرض لأي أذى على أرض لبنان، وما حصل يمس بعلاقة لبنان مع أشقائه وسيكون عقاب الفاعلين قاسياً”.
ولوحظ أن سفير السعودية لدى لبنان وليد بخاري أعاد تغريدة الوزير عبر حسابه على “تويتر”. كذلك صدر قبل قليل بيان من السفارة السعودية جاء فيه “تفيد سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اللبنانية عن تلقيها بلاغًا من ذوي أحد المواطنين الذي فقد الاتصال به فجر يوم الأحد 8 ذو القعدة 1444 هجري الموافق 28 مايو 2023م”. ونقلت معلومات بأن تعليمات صدرت لموظفي السفارة السعودية بعدم الخروج إلى الشارع.
وأفادت وسائل إعلام سعودية بأن الرياض طلبت من موظفيها الدبلوماسيين في لبنان البقاء في منازلهم.
مداهمات
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن وحدات من الجيش اللبناني تقوم بمداهمات واسعة على خلفية عملية الخطف بحي الشراونة في بعلبك.
وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني “تنفذ قوة من الجيش في حي الشراونة عمليات دهم منازل مطلوبين على علاقة بخطف السعودي مشاري المطيري، كما تقوم بدهم معمل كبتاجون عائد للمطلوبين”.
وأضاف البيان أن بعض هؤلاء المطلوبين كانوا قد أطلقوا “النار منذ بعض الوقت باتجاه مركز عسكري ومنزل عائد لأحد العسكريين، ما أسفر عن اشتباك بينهم وبين الجيش من دون وقوع إصابات”.
بدورها كتبت هيئة “مجلس التنفيذيين اللبنانيين” على “تويتر” أيضاً أن “مرور 48 ساعة على اختطاف موظف الخطوط العربية السعودية ليس ضربة لكل الآمال التي علقت على استفادة لبنان من التفاهمات الإقليمية التي أعلنت أخيراً وحسب، بل هو ضربة للموسم السياحي اللبناني الواعد، ورئاسة الحكومة ووزارة الداخلية مدعوة إلى كشف ملابسات القضية وتحرير المخطوف واعتقال الفاعلين”.
وشوهد المواطن السعودي المخطوف للمرة الأخيرة قرب مركز “البيال” في الوسط التجاري حيث يقيم في لبنان، وتشير المعلومات إلى أنه خطف فجراً مع سيارته بعد مراقبته وأثناء توجهه إلى منزله في عرمون جنوب بيروت، وبعدما أوهمه الخاطفون أنهم يتبعون لأحد الأجهزة الأمنية. ورصد هاتف المخطوف في ثلاثة مواقع، وتبين أن إحدى المكالمات التي وصلته مصدرها الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وقال وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي في مؤتمر صحفي بالسفارة السعودية بعد تحرير المطيري إن الخاطفين لم يتلقوا أي أموال، مضيفا أن قوات الأمن اللبنانية احتجزت تسعة أشخاص للاشتباه في تورطهم في واقعة الخطف.
وتابع أن الحادث لن يؤثر على العلاقات الدبلوماسية بين السعودية ولبنان.
وكانت السعودية أعلنت عودة سفيرها إلى لبنان في أبريل نيسان 2022 بعدما بدا أن العلاقات بين البلدين تتحسن في أعقاب تدهورها عام 2021 عندما استدعت المملكة ودول خليجية أخرى سفراءها من بيروت.
وكانت السعودية ودول الخليج من أكبر المانحين للبنان لكن العلاقات توترت لسنوات بسبب النفوذ المتزايد لجماعة حزب الله المدعومة من إيران.
وقال السفير السعودي وليد البخاري للصحفيين اليوم الثلاثاء إنه كان على اتصال وثيق بالسلطات اللبنانية لمتابعة الوضع بعد حادث الخطف، وشكر السلطات المحلية على حرفيتها وسرعتها في التعامل مع الحادث.
وذكر أن حالة المطيري الصحية جيدة لكنه لم يعلق على إلى أي مدى قد تتأثر العلاقات بين البلدين بسبب الحادث.
وفي عام 2017، تعرض مواطن سعودي للخطف في لبنان مع تصاعد التوترات بين البلدين.
وقالت مصادر أمنية لرويترز إن عمليات الخطف مقابل فدية، والتي تستهدف الأطفال في العادة، زادت كوسيلة لكسب مبالغ نقدية كبيرة في بلد يعاني من انهيار مالي منذ نحو أربع سنوات.
وأضافت أن المخطوفين يُنقلون عادة إلى مناطق نائية بالقرب من الحدود السورية اللبنانية وأحيانا إلى داخل سوريا لتجنب الوقوع في قبضة قوات الأمن اللبنانية.
ومن جهته صرح السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، الثلاثاء، بأن المواطن السعودي الذي أعلن الجيش اللبناني تحريره من خاطفيه اليوم “بصحة جيدة”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها البخاري للصحفيين خلال استقباله وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي في السفارة السعودية لدى العاصمة بيروت.
وقال البخاري: “المواطن السعودي أجرى فحوصات طبية وهو بصحة جيدة”.
وأضاف: “نثمن عمل كل الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية على إنجاز عملية تحرير المخطوف السعودي بسرعة، وأسجل تقديرنا ومحبتنا للجهود التي بُذلت”.
وأردف البخاري: “الجهود الأمنية المبذولة تؤكد حرص السلطات اللبنانية على تأمين أمن السياحة”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم