اكتشف مستكشفو المحيطات في القطب الشمالي بركانا تحت الماء يقذف الطين والميثان من داخل فوهة بركان أخرى أكبر منها ربما تكونت بعد انفجار كارثي في نهاية العصر الجليدي الأخير.
ووجد العلماء هذه الميزة الغير العادية على بعد نحو 80 ميلا (130 كيلومترا) جنوب جزيرة الدب النرويجية، في بحر بارنتس.
والبركان، الذي أطلق عليه الفريق اسم بركان بورياليس الطيني، هو الثاني من نوعه الذي يتم اكتشافه في المياه النرويجية.
وأوضح القائد المشارك للمعرفة المتقدمة بالميثان في القطب الشمالي (AKMA)، الرحلة الاستكشافية وراء الاكتشاف الجديد: “إن استكشاف قاع البحر واكتشاف تسربات غاز الميثان الجديد يشبه العثور على كنوز مخبأة. في كل مرة ننزل فيها إلى قاع البحر، نشعر بأننا بدأنا للتو في فهم التنوع الكبير والرائع لأنظمة التسرب هذه.
وبركان الطين البحري هو هيكل جيولوجي يتكون من طرد السوائل الموحلة والغاز، في الغالب الميثان.
ويبلغ قطر بركان بورياليس نحو 23 قدما (7 أمتار) ويبلغ ارتفاعه نحو 8 أقدام (2.5 مترا). وفي 7 مايو، استخدم العلماء عربة جوالة يتم التحكم فيها عن بعد لالتقاط لقطات للجبل الصغير الذي ينبعث منه باستمرار سائل موحل، يقول العلماء إنه غني بالميثان.
ويتواجد غاز الميثان الطبيعي تحت الأرض وتحت قاع البحر وينتج عن عمليات جيولوجية وبيولوجية مختلفة، وبمجرد وصوله إلى الغلاف الجوي للأرض يتحول إلى أحد الغازات الدفيئة القوية ويساهم في تغير المناخ.
ويقع البركان المكتشف حديثا في منتصف حفرة أخرى أكبر بكثير يبلغ عرضها 984 قدما (300 مترا) وعمقها 82 قدما (25 مترا).
ويقع التكوين الاستثنائي على عمق 1312 قدما (400 متر) تحت سطح البحر ومن المحتمل أن يكون ناتجا عن ثوران ميثان مفاجئ وهائل بعد العصر الجليدي الأخير، منذ 18 ألف عام،.
ووجد العلماء أن جوانب البركان تعج بالحياة الحيوانية التي تتغذى على قشور الكربونات، وهي قشور معدنية تتشكل عندما تستهلك الكائنات الحية الدقيقة الميثان وتنتج البيكربونات كمنتج ثانوي، وفقا لدراسة أجريت عام 2019 والتي تشكلت منذ آلاف السنين.
والبركان الطيني الوحيد الآخر المعروف في المياه النرويجية هو بركان Håkon Mosby. وتم اكتشاف هذه الميزة التي يبلغ عرضها 0.6 ميل (1 كم) على عمق 4100 قدم (1250 مترا) تحت سطح الماء في قاع البحر جنوب سفالبارد في عام 1995، وفقا لمركز جامعة بيرغن للبيولوجيا الجيولوجية.
ومن الصعب تحديد مواقع البراكين الطينية تحت الماء ورسم خرائط لها، لكن يقدر العلماء أنه يمكن أن يكون هناك مئات أو الآلاف منها في قاع البحر على مستوى العالم، وفقا لتقرير يعود إلى عام 2021.
وتوفر هذه البراكين نافذة نادرة للعمليات الجيولوجية التي تحدث في أعماق قشرة الأرض، حيث إنها تنفث بشكل أساسي المياه والمعادن والرواسب الدقيقة من هذه الأعماق.
فإنها تقدم أيضا أدلة حول البيئات والظروف السابقة على الأرض، ويمكن أن تعطي نظرة ثاقبة للأنظمة الموجودة على الكواكب الأخرى.
سيرياهوم نيوز 4_الثورة