تواجه الأم ضغوطات يومية كثيرة تثقل كاهلها، كونها المسؤول الأول عن البيت والزوج و الأطفال، وفي حال كانت عاملة نستطيع أن نضيف ليومياتها مشكلات العمل وساعاته الطويلة، وأزمة وسائل النقل، والازدحام المروري، وربما تكون ضحية تأثير هرموناتها الجسدية، أو مشكلاتها الزوجية، أو محيطها العائلي، كل ماسبق قد يؤثر على مشاعرها وبالتالي تفقد السيطرة عليها فتجد نفسها في حالة صراع مستمر وغضب وصراخ تفرغه على أطفالها بالدرجة الأولى « دون ذنب أولأسباب تافهة غالباً» فتبدأ بتعنيفهم بالصراخ أو التهديد أو الشتم أو الضرب وهذا يشكل خطراً على الطفل من النواحي الجسدية أو النفسية.
طاقة سلبية
تشبِّه الاختصاصية النفسية يارا أحمد في حديثها لصحيفة الثورة، الأم التي تتسم بالعصبية الدائمة أو المفرطة، بالبركان الذي يهدِّد كل من حوله في حال انفجاره بسبب جهلها طريقة التربية الصحيحة، فبعض الأمهات يتعاملن مع أطفالهن وكأنهم أشخاص بالغون، على الرغم من أنهم أطفال وتفكيرهم محدود، وسلوكياتهم غير مُتعمَّدة، لاعتقادهن أن مشاغبة أطفالهن هي انتقام وإهانة لهن، في حين أن الطفل يكون في ذروة طاقته عند الصغر.
وتضيف أن أي إنسان يتصف بالعصبية المفرطة و الانفعال المستمر، ينقل إلى جسم الشخص الذي يعيش معه باستمرار ثلاثة هرمونات وهي: الكورتيزون و الأدرينالين و النورأدرينالين وهي نفس حال الأم العصبية مع أبنائها، حيث أن تعرُّض الطفل لشحنات غضب مستمرة يتسبب له في مرض التبول اللاإرادي و النسيان، والتشنجات العصبية، و نوبات الصرع المتكررة، بالإضافة إلى صعوبة النطق، و اضطراب التوحد، كما يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، وارتفاع الضغط الدموي مستقبلاً، وربما يتحول بدوره إلى طفل عصبي مع مرور الوقت ،
خطر حقيقي
فالأم العصبية خطر حقيقي على أطفالها وعلى نشأتهم السوية، وقد تتسبب لهم بأمراض نفسية وعضوية خطيرة، وهو ماجعل المختصين يناشدون الأمهات التحكم في أعصابهن قدر المستطاع ولو استلزم الأمر زيارة طبيب نفسي، إذ يجب على الأمهات العصبيات تعلم طريقة التحكم في الغضب، عند التعامل مع أطفالهن، مهما كانت درجة شغبهم وحركتهم أو سلوكاتهم السيئة، عبر طرق مختلفة، ومنها تتفيه أسباب الغضب، و إقناع النفس بأن المشكلة بسيطة جداً وعابرة و أن الغضب قد يؤزمها أكثر، مع الاقتناع بأن عقل الطفل بسيط جداً في تكوينه، وردود أفعاله طبيعية جداً، وغير مصطنعة، وبالتالي لايجوز الغضب المبالغ فيه، بل يُفضل الجلوس والتحدث معه بهدوء، ومناقشته و تشجيعه للتخلص من السلوكات السيئة، عن طريق الترغيب في أشياء أخرى، وليس بالضرب والصراخ، علماً أنه من الطبيعي عند الطفل بين 3 و 6 سنوات التمتع بفرط الحركة، وعدم الاستجابة كلياً لجميع أوامر والديه، لأنه ليس آلة وله ردود أفعال واعتراضات، وهذه تدخل في تركيبة شخصيته مستقبلاً.
لابتعاد عن المشاعر السلبية، تنصح المختصة الأم العاملة، بنسيان مشاكلها في الوظيفة، أو مع الغير، بمجرد دخولها المنزل، لأن الطفل، أو حتى الزوج لادخل له في ذلك، ومع تنظيم الوقت ومساعدة الزوج يمكن أن تخصص لنفسها وقت راحة أو نزهة قصيرة مع صديقاتها، أو الانتساب لناد رياضي أو المشي في الهواء الطلق للتخلص من الطاقة السلبية و الغضب.
سيرياهوم نيوز 4_الثورة