آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » التلويح بالزيادة ..؟!

التلويح بالزيادة ..؟!

 

سلمان عيسى

يبدو ان اللجنة الاقتصادية لا تهدأ هذه الايام .. من اجتماع الى آخر ومن جلسة الى اخرى .. فبعد اقرارها رفع سعر البنزين الحر ورفع سعر الاسمنت والغاز المنزلي والصناعي .. وضعت كل المواد المدعومة وغير المدعومة على الطاولة وبدأت ( بفصفصتها ) مادة تلو اخرى .. ونعتقد ان الخبز لن يسلم هذه المرة من رفع سعره ولو بدرجة بسيطة مع الحفاظ عليه كمادة مدعومة تباع بأقل من الكلفة .. والبنزين المدعوم الذي يباع على البطاقة ايضا مرشح للزيادة ..وعلى الاغلب سيكون بسعر الكلفة، بمعنى رفع الدعم عنه نهائيا ..
كل هذا على مايبدو لتأمين التمويل لزيادة الرواتب التي تدرسها الحكومة – حسب بيانات اجتماعاتها – مرة ببرود ومرة بفتور، لكنها لن تصل حتى اليوم الى السخونة التي تنبئ بقرب اعلانها .. حيث يمكننا اعتبار كل ما يصدر حول تحسين الواقع المعاشي وتحسين الرواتب هو تلميحات لبث الامل في نفوس الموظفين الذين فقدوا كل بارقة امل ، خاصة بعد التلويح بزيادة الاسعار التي لم تتوقف منذ بداية عهد هذه الحكومة وحتى الآن خاصة ان بعض المواد واولها المحروقات قد تمت زيادتها مرات متعددة .. ولن تتوقف ..
ويبدو ان الاشارة قد اعطيت للقطاعات الحكومية المنتجة بأن ترفع اسعار منتجاتها، وقد كانت الخطوة الاولى برفع سعر المياه المعبأة – بقين والدريكيش والفيجة والسن، هذا يعني ان اسعار محارم كنار ومنتجات تاميكو وزيت القطن .. سيارات شام وجرارات الفرات ( ان بقيت الشركة ) ستزداد بطريقة تحصيل الحاصل .. وهذا بالتأكيد سيحفز القطاع الخاص على زيادة اسعار منتجاته او مستورداته .. فهو اي الخاص لم يتوقف عن رفع الاسعار فكيف اذا ما اراد اللحاق باسعار المنتجات الحكومية ..
في مؤشر آخر أعلنت وزارة الاتصالات والتقانة منذ يومين تحديث الاستبعادات المرتبطة بمنظومة الإدارة الإلكترونية المتكاملة لعمليات الدعم الحكومي بالنسبة للآليات وفق البيانات الواردة من وزارة النقل.
وأوضحت أن تحديث الاستبعادات تشمل الآليات التي تتجاوز سعة محركها 1500 سي سي وتاريخ صنعها 2008 والآليات التي تعود ملكيتها للشركات، كما سيتم التحديث بالنسبة للأسر التي تمتلك أكثر من آلية..
كل هذا يؤكد امران لا ثالث لهما: ان زيادة الاسعار ستكون شاملة .. وان ما يتم تجميعه من وفورات هو لتمويل زيادة الاجور .. ولأن تجميع هذا التمويل بطريقة ( الفراطة ) سيفضي الى زيادة غير مجزية .. لذلك فأن التلميح الى زيادة الاجور يسبقه التلويح .. بل السعي الى زيادة اسعار المواد والسلع .. والخطوة التي خطتها وزارة الاتصالات والتقانة سيتبعها خطوات اخرى لتقليص عدد ( المدعومين ) بحيث لا يبقى منهم سوى الذين يمدون ايديهم وهم يقولون .. من مال الله ..!؟
لذلك نستنتج ان زيادة الرواتب هي تماما مثل امطار الربيع .. عواصف رعدية وبرق شديد .. ومطر غزير لدقائق .. بينما زيادة الاسعار مثل الرياح الشرقية الشديدة تأكل الزرع والضرع .. ؟!

 

(سيرياهوم نيوز4-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...