لجينة سلامة
أمسية موسيقية مغلّفة بالحب، حبّ الوطن والجمال والطييعة،قدّمتها فرقة “عمريت للموسيقا العربية” التابعة لوزارة الثقافة بقيادة المايسترو مهدي إبراهيم في المسرح القومي بطرطوس.حيث غصّت الصالة بالحضور الهارب من صخب الحياة وأزماتها لساعة من الوقت إلى حيث الموسيقا غذاء الروح حيث الأصالة و الإيقاع والطرب والتراث والصوت الجميل.
أغان تراثية طربية سورية وعربية أدّتها الفنانة ريما حبيب بتناغم واضح ودون نشاز مع أعضاء الفرقة المؤلفة من العازفين: باسم يحيى على العود وعلي خطيب على البزق و جلنار سليمان على القانون ودعاء غريب على التشيللو ولميعة العباس على الرق والتي أمتعتنا أيضا بصوتها بمشاركتها الغنائية (خفيف الروح).
تضمنت الأمسية وصلة تراث سوري (بالفلا جمال . ياويل حالي.آه يا اسمر اللون .على دلعونا). إضافة إلى أغان عدة خاصة من كلمات وألحان الفنان مهدي (ياريت بتعرف شو بكيت.. طل من بعيد .يا وطني.. هنيني بقربك.. موشح جاد من كل المحاسن).
ومع انتهاء الأمسية ، غادرت الصالة كما فعل الحضور، لكن صورة ذلك الفنان الخمسيني لم تغادرنا. فكانت موسيقاه نافذة للبحث في “غوغل”عن سيرته، الفنان الهادىء في الحضور الغادق في احتضان المواهب ورعايتها . بحثت وأمضيت ساعات ليست بالقصيرة وأنا أصغي إلى ألحانه وكلماته المكرملة بمحبة والمدوزنة بمهنية.
في اليوم التالي كررت عملية البحث عن أعمال المايسترو إبراهيم لمعرفة أي أفق وصل إليه الفنان الشغوف وإن كان لا حدود لأفق هكذا موهبة وخامة.هؤلاء لايعرفون التقاعس ولا الكسل . هم للحياة عنوان يضخّون الأمل في زوايا الروح كيفما تكون مثقلة بالتعب أو مترعة بالفرح لكل عزفه على وتر الحال.
سيرة زاخرة بالعطاء..
نعم سيرة زاخرة بالعطاء والتفرّد والتميّز والجهد بل هي رسالة سعى إليها ويسعى لإنجاز مشروع موسيقي بناء على نتاجه الغني في اللحن والتأليف والتدريس في ذات المجال و بالشكل الذي ساهم في إنتاج هذه السيرة المهنية المميزة عبر تفانيه في الفضاء الذي أحبّه فأخلص له . للفنان إبراهيم 180 عملا موسيقيا مابين تأليف ولحن . غنّى له العديد من المطربين السوريين أمثال محسن غازي وسمير سمرة ونوال سمعان وآخرين، كانت له عدة مشاركات في مهرجاني الأغنية السورية والأغنية العربية وحاز على عدة جوائز .كما تم تكريمه من قبل وزارة الثقافة في محافظته طرطوس عام ٢٠١٧ حيث عمل فيها موجها اختصاصيا لمادة التربية الموسيقية ودرّس في معهد التربية الموسيقية بطرطوس وفي معهد إعداد المدرسين، كما درّس مادة الغناء العربي في المعهد العالي للموسبقا بدمشق وأيضا درّس في كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث وكان قائدا للأوكسترا الشرقية التابعة للجامعة. وإلى جانب ذلك ساهم في تأليف وتقويم مناهج التربية الموسيقية ضمن فريق عمل تطوير المناهج المتعلقة بالمادة الموسيقية وله العديد من الكتب في مجال البحث العلمي الموسيقي ٠ وفي دمشق تم تكريمه على مسرح دار الأوبرا وعندما أقامت فرقة “قصيد” بقيادة المايسترو كمال سكيكر حفلة تقديم لأهم أعماله الفنية التي لا يعرفها الكثيرون وقد لا يدركون أيضا قيمة هذه الجوهرة الموسيقيةالتي اسمها “مهدي إبراهيم”.
وهو الأمر الذي يطرح تساؤلاً بسيطاً.: كيف يسطع نجم هذا الموسيقي إلى المستوى الذي يليق بإنتاجه وبتفرده لنرى أعماله تصدح هنا وهناك وليس فقط ضمن مشاركات سنوية وتقليدية . آمل لاحقا أن نتابع الفنان إبراهيم على مسارح البلد والوطن العربي وينشر أعماله على اختلاف تنوعها في التأليف والألحان وهو المهتم بأصول الإيقاعات والأنغام العربية والمهتم أكثر بإحياء التراث وهذا ما نلاحظه عندما نستعرض سيرته الحافلة بالإنتاج الغزير .
(سيرياهوم نيوز4-الثورة)