سلوى عباس
أقيمت منذ أيام في المركز الثقافي العربي، في أبي رمانة، ندوة تكريمية للشاعر حسن سمعون احتفاء بتجربته الرائدة، أدارتها الإعلامية إلهام سلطان وبدأتها بفيلم وثائقي تناول مسيرة الشاعر سمعون الأدبية والثقافية، وسبب اختياره لتأليف الديوان الذي سيعتبر في المستقبل مرجعاً للأدباء السوريين في مرحلة معيّنة، وفي فترة الحرب الإرهابية على سورية، كما قدّمت شهادات بهذا المنجز من قبل شعراء وأدباء عرب مشاركين في الديوان، كما وجّه الأديب المغترب يعقوب مراد رسالة للأديب سمعون تحدث فيها عن ميزات المؤلّف والتزامه الوطني، أما المشاركون في الندوة وهم أعضاء في هيئة الإشراف على الديوان فكانت البداية مع الشاعر محمد حسن العلي الذي تحدث عن الحسّ الإبداعي والجمالي في تجربة الشاعر سمعون، وختم حديثه بقصيدة زجلية كتحية وفاء للشاعر على أصالته ونبله وجهده الدؤوب ومثابرته على إنجاز الديوان السوري المفتوح.
وقدّم الشاعر فرحان الخطيب في مداخلته قراءة في قصائد الديوان التي تتحدث عن دمشق والدلالات التي تحملها، أما الأديب والناقد أحمد هلال فأشاد بالديوان وأهميته كوثيقة وطنية وتظاهرة أدبية ستبقى مرجعاً للأجيال، وقرأت الإعلامية إلهام سلطان رسالة الأديبة سمر التغلبي التي تعذر حضورها، تحدثت فيها عن الديوان وأهمية العمل والتعاون مع الشاعر حسن سمعون الذي يبذل جهوداً كبيرة لإنتاج سفر أدبي يحتاج مؤسسات لإنجازه.
والديوان السوري المفتوح مشروع أدبي وطني، وهو العمل الوحيد حتى الآن من هذا النوع التوثيقي الذي يجمع في دفتيه نتاج أقلام إبداعية من دول الوطن العربي وكل أنحاء العالم، وهو كما يعرّفه مؤسّسه والمشرف عليه، الشاعر والأديب حسن إبراهيم سمعون، “عمل أدبي وطني تطوعي مفتوح لمشاركة الجميع دون قيد أو شرط، لدينا 700 أديب وأديبة من كافة أنحاء العالم في جزأيه، كتبوا في لحظة واحدة مما يعطي الديوان فرادة، حيث اعتمدنا فكرة توثيق الأحداث وما مرّت به سورية خلال هذه الحرب، وربما بالغ الأدباء في تجسيد الحدث فظهرت جمالية الحدث بعكس البعض الذي عمد إلى تشويهه، لذلك يمثل الديوان وثيقة أدبية”، وقد صدر الجزء الأول عام 2016، ويحتوي نحو 200 مشاركة تقريباً، وصدر الجزء الثاني عام 2021 ويحتوي نحو 200 مشاركة أدبية أيضاً من كلّ أنحاء العالم والوطن العربي وسورية، كلها تشيد بمواقف سورية وجيشها وتاريخها ودورها على مرّ العصور، وتصوّر ما يجري في هذه الحرب المجنونة التي تشنّ على سورية. وجاءت المشاركات بالأجناس الأدبية التالية: “شعر عمودي/ شعر تفعيلة/ نثائر عالية/ قصة قصيرة/ قصة قصيرة جداً”.
يحمل الديوان السوري المفتوح، كما يرى الشاعر سمعون، قيمتين: قيمة حدّية وقيمة مضافة، فأما الحدّية فهي أنه سيطبع بشكل متسلسل من الأجزاء، وسيرفد المكتبة السورية والعربية وربما العالمية بعمل أدبي جديد، أما القيمة المضافة فهي حالة التوثيق التي يتميّز بها الديوان عن غيره، ومن القيمة المضافة أيضاً تشكيل هذه التظاهرة الثقافية، وهذا الحشد الأدبي من السيدات والسادة الأدباء على ساحة الوطن العربي عموماً والمشهد الثقافي السوري خصوصاً، فهذه الأقلام التي تعدّ بالمئات ما بين أعضاء الهيئة المشرفة والسادة المشاركين الذين تعاهدوا وتكاتفوا للنضال بسلاح الكلمة والدفاع عن سورية وهويتها ودورها التاريخي والحضاري.
ومن القيمةِ المضافة أيضاً يضيف سمعون: الاستثمار الإيجابي والبنّاء لهذا الفضاء المفخخ بالتقنيات التكنولوجية من وسائل اتصال، وتواصل اجتماعي وغيرها، واستغلالها لصالح الدفاع عن سورية ضدّ هذه الحرب المجنونة والقذرة التي تُشَن عليها.
(سيرياهوم نيوز4-البعث )