آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » كم إيلي كوهين يُوجد عندنا في سورية حاليّاً.. وهل الفساد وسرقة خيرات البلاد ينفصلان عن خِيانة الوطن والتعامل مع العدو؟

كم إيلي كوهين يُوجد عندنا في سورية حاليّاً.. وهل الفساد وسرقة خيرات البلاد ينفصلان عن خِيانة الوطن والتعامل مع العدو؟

الدكتور أوس نزار درويش

منذ مايزيد عن خمس وخمسين عاما تم اعدام الجاسوس الصهيوني ايلي كوهين في ساحة المرجة في دمشق .هذا الجاسوس الذي كان يعمل لصالح الموساد ودخل الى سورية بهيئة رجل اعمال سوري مغترب اسمه كامل امين ثابت وقد عمل عدة سنوات في سورية كجاسوس للكيان الصهيوني الى ان تم اكتشاف امره وضبطه متلبسا ومن ثم قامت الحكومة السورية باعدامه.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في ايامنا هذه بالنسبة لبلدنا العظيمة سورية هل انتهت حاليا ظاهرة ايلي كوهين هذا .

والجواب وبرايي الشخصي ان هذه الظاهرة لم تنته بل على العكس حاليا نعيشها بمظهر اسوء من السابق وانا ساوضح هذا الموضوع بشي من التفصيل.

منذ بداية عام 2011 شنت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والدول التي تدور في فلكهم حربا شعواء على سورية باستخدام الجماعات الارهابية التكفيرية وقاموا بارسال الارهابيين والمرتزقة من شتى اصقاع الارض لتدمير الدولة السورية وقتل الشعب السوري لكن مخططهم هذا باء بالفشل بفضل تضحيات ودماء بواسل الجيش العربي السوري والدول الحليفة والصديقة تم استعادة اكثر من ثمانين بالمئة من الاراضي السورية .فاتجهت بعدها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الى الخطة البديلة بعد فشل الارهابيين وهي خطة افقار الشعب السوري وسرقة خيراته وفرض العقوبات الجائرة على الشعب السوري .

وطبعا العامل المساعد الاكبر لاعداء سورية كالكيان الصهيوني والولايات المتحدة هم الفاسدين السارقين للقمة عيش الشعب السوري.فبفضل هؤلاء زاد الفساد في سورية بدرجة كبيرة جدا وانتشر في سورية كانتشار الورم الخبيث في الجسدواصبح يصعب اسئصاله .

وفي الواقع خطورة هؤلاء الفاسدين لاتقل خطورة عن خطورة الجواسيس الحقيقيين كايلي كوهين مثلا فهؤلاء ينهبون البلد ويدمرونه من الداخل فاهداف هؤلاء الفاسدين تتلاقي تماما مع اهداف ايلي كوهين فانتشار الفساد هو الذي ادى الى تعزيز ثقافة الواسطة والمحسوبية بحيث اصبح العرف السائد في سورية في اغلب الاحيان لايمكن لشخص ان يتسلم منصب الا اذا كان لديه واسطة كبيرة او دفع المعلوم وهذا ماادى بدوره لوضع الشخص الغير المناسب في المكان المناسب ولوصول اشخاص اغبياء فاسدين وتسلمهم مناصب وهؤلاء بدورهم لاهم لهم الا السرقة ونهب المال العام بدون حسيب او رقيب فااليس هؤلاء كايلي كوهين .اليس ابعاد واقصاء الكفاءات والخبرات الوطنية والعلمية وتهميشهم هو فعل خياني للوطن ويخدم اعداء الوطن بالدرجة الاولى.

اليس افقار المواطن السوري يضرب سورية في مقتل لان المواطن السوري هو اللبنة الاساسية لبناء سورية بالدرجة الاولى ففي سورية حاليا يوجد طبقتين طبقة فاحشة الثراء تملك المليارات وتركب السيارات الفارهة التي يتجاوز ثمنها الثمانمئة مليون ليرة سورية وطبقة اخرى فقيرة مسحوقة لاتملك قوت يومها وتنتظر في الساعات على المواقف العامة لتركب وسائل النقل العمومية .

هناك ظاهرة وثقافة خطيرة يتم تكريسها حاليا في سورية وهي ثقافة الفساد والمحسوبية والرشوة وهذه ثقافات مدمرة ستدمر الوطن لانه لايمكن لاي بلد ان يبنى بهذه الطريقة حتى وصل الامر في بلدنا ان اصبح الشريف شخصا غريبا في ظل واقع الفساد المستشري.

ان الفساد وسرقة خيرات البلد لاينفصلان عن خيانة الوطن فكل شخص فاسد هو خائن وكل فاسد هو ايلي كوهين اخر لابل ربما هو اسوء من ايلي كوهين فعلى الاقل ايلي كوهين شخص صهيوني اما الفاسد فهو ابن البلد واكثر من هذا بعض المسؤولين الفاسدين يتشدقون علينا بالوطنية ومحبة الوطن. فللاسف الشديد مافشل العدو الصهيوني في تحقيقه عن طريق جاسوسه ايلي كوهين يعمل على تحقيقه عن طريق هؤلاء الفاسدين.

فاعداء سورية امريكاوالكيان الصهيوني يريدون تدميرنا حاليا عن طريق سرقة خيراتنا وفرض العقوبات وتجويعنا وردنا عليهم يجب ان يكون بمعالجة انفسنا من الداخل بمحاربة الفساد واشكاله من سرقة المال العام والواسطة والرشوةوالمحسوبية واقرار قوانين هامة وتطبيقها كقانون اقرار الذمة المالية وقانون الكسب غير المشروع وقانون من اين لك هذا ومن ثم يجب علينا ان نركز على العمل على اقتصادنا لان الحرب الموجهة علينا حاليا هي حرب اقتصادية بالدرجة فعلى الحكومة السورية ان تقوم بتبني خطة اقتصادية واضحة وسليمة فنحن حاليا للاسف الشديد اقتصادنا السوري اقتصاد عشوائي لاهوية اقتصادية له فلاهو اقتصاد اشتراكي ولااقتصاد راسمالي ولااقتصاد سوق اجتماعي ولااي نوع من انواع الاقتصاد فالسمة الاساسية للاقتصاد السوري حاليا هي العشوائية والتخبط وهذا ماادى بدوره الى حالة الفوضى الاقتصادية التي نعيشها حاليا وانا اشرت الى هذه النقطة في لقاءاتي مع المسؤولين الى ضرورة تبني خطة اقتصادية واضحة وسليمة لبلدنا تناسب الظروف المرحلية التي نعيشها لانه بدون خطة اقتصادية واضحة وسليمة ستبقى الفوضى والعشوائية.

وفي النهاية كل هذه الانتقادات والملاحظات التي ذكرتها اشير اليها من باب الاصلاح فانا احب بلدي الجمهورية العربية السورية كثيرا واعشق ترابها وهي بنظري اعظم بلد في العالم لذلك اطمح بان اراها في افضل حال واتالم ويعتصر قلبي من الالم عندما ارى بلدي في وضع ليس بالجيد.

وان شاء الله بلدنا سورية سيتحسن حالها وستنهض وتنطلق من جديد لان سورية خلقت عظيمة ولن تكون الا عظيمة.

حفظ الله بلدي العظيمة الجمهورية العربية السورية

كاتب وباحث سياسي عربي سوري وأستاذ جامعي في القانون العام

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بعد الفيتو الامريكي على وقف القتل: خطوتان مجديتان

  ا. د. جورج جبور       الخطوة الأولى: *انتقال صلاحيات مجلس الأمن الى الحمعية العامة بموحب قرار التوحد من أجل السلم. يتخذ قرار ...