فارس نجيب آغا
نعم يوم عصيب مر على نادي أهلي حلب بعد أن ودع فريقا كرة القدم وكرة السلة مسابقة كأس الجمهورية في حدث غير مسبوق خلال بضعة ساعات فقط لتتلقى جماهير الأحمر صدمة موجعة لم تكن تتوقعها على الإطلاق، وإذا كان فريق كرة القدم قد خرج على يد فريق جبلة، وهو أمر ربما يكون متوقعاً إلا أن الهزيمة التي تعرض لها فريق كرة السلة أمام النواعير تركت الكثير من علامات الاستفهام، والأسئلة لفريق تغلب على الوحدة بفارق كبير قبل يوم واحد فقط، ومن ثم تلقى هزيمة من فريق النواعير المجتهد مع كامل الاحترام له والتقدير وهو يستحق بلوغ النهائي بجدارة، المشاكل الإدارية ربما أحياناً لا تطفوا على السطح لكن لا بد في النهاية من أن تنقشع الغيوم وتشرق الحقيقة لنادي يعيش أسوأ أيامه على الصعيد الإداري والمالي، وما تحدث به مدرب فريق كرة السلة غسان سركيس هو غيض من فيض لمجلس إدارة ربما يعيش أيامه الأخيرة تحت وقع الديون التي تجاوزت ملياري ليرة سورية وربما أكثر بحسب المطلعين مع مستحقات متراكمة مازالت لفريقي كرة القدم وكرة السلة فضلاً عن كوادر الفئات العمرية في النادي ولجميع الألعاب، أن تودع بطولتين في يوم واحد لهو أمر كبير وضربة موجعة لنادي دفع مئات الملايين بما يخص فريق كرة القدم ومن ثم خرج بموسم صفري.
صفر اليدين
في الحديث عن مباراة الأهلي وجبلة فقد تمكن جبلة من التسجيل مبكراً عن طريق هدافه محمود البحر، وحاول الأهلي بعد ذلك أن يعدل النتيجة من خلال هجمات متلاحقة وبعض الفرص التي لم يكتب لها النجاح مع أداء كلاسيكي وتبديلات محيرة من خلال زج بعض اللاعبين الصغار في مباراة خروج المغلوب فضلاً عن الإبقاء على المهاجم عبد اللـه نجار خارج التشكيلة الأساسية ومشاركته في الشوط الثاني، والاعتماد على الشاب زكريا رمضان في قراءة خاطئة لمباراة تحتاج للاعب يمتلك خبرة ويعرف ملعب حماة بالشبر كما يقال، وخاصةً أن النجار لعب الموسم الماضي مع الطليعة، وهو يعي كيفية التعامل مع أرضية الملعب التي اشتكى منها الجميع لذلك كانت قراءة الجهاز الفني غير موفقة نهائياً وفي المحصلة دفع الفريق الثمن وخرج من بطولتي الدوري والكأس صفر اليدين.
خلل إداري
الأهلي لعب بغياب محترفيه جوزيف أدجي وبابا سالا نتيجة نهاية عقديهما وغادر الفريق مصطفى الشيخ يوسف بعد نهاية الدوري برفقة حسين جويد، وبعد اتصالات ودية عاد الأخير بينما الأول رفض العودة نتيجة تأخر مجلس الإدارة في دفع مستحقاته المتأخرة لمدة ثلاثة أشهر، الأهلي بعد نهاية الدوري ربما سلم بواقع الحال ولم يعد لديه حافز ومع التأثر بالوضع الإداري وانشغال مجلس الإدارة بفرق كرة السلة، وعدم الالتفات لفريق كرة القدم والمبادرة لتأمين ما تبقى للاعبين بذمة الإدارة جاءت مباراة جبلة في كأس الجمهورية لتنهي جميع الأمور بعد موسم عاش فيه الفريق تخبطات ومشاكل جمة بسبب الوضع المالي الذي سيطر على الأجواء فكانت النتيجة الخروج بموسم صفري رغم الملايين التي دفعت للاعبين نتيجة خلل إداري كبير.
ديون كبيرة
البعض توقع أن تكون مسابقة كأس الجمهورية البطولة المناسبة لتعويض ضياع لقب الدوري في الأمتار الأخيرة، وأن يحقق فريق الأهلي بطولة تعوض الملايين التي هدرت والنادي مدين بالكثير من المال لأحد المحبين الذي تكفل بدفع مقدمات العقود بداية الموسم ولم يتمكن حتى تاريخ اليوم من استعادة ما دفعه نتيجة الوعود الخلبية وحالة التهرب من مجلس الإدارة الذي يتحمل نتيجة أفعاله بعد أن وضع النادي تحت وطأة الديون لقاء العمل الفوضوي الذي سيطر على النادي لمجلس إدارة هاو فعل ما فعل وبذخ ما بذخ من دون أي عملية حسابية أو إستراتيجية واضحة لذلك لا بد هنا من وقفة مطولة لناد لا أحد يعرف كيف سيوفي ما يترتب عليه من ذمم مالية للكثير من اللاعبين والكوادر.
ضياع تام
ما حدث في كرة القدم جاء مطابقاً لكرة السلة، اللعبة التي كانت جماهير النادي تمني النفس في الفوز بلقب كأس الجمهورية لكن أتت الرياح بعكس ما تشتهي السفن ولعل التناقض كبير في أن تتغلب على الوحدة بفارق كبير ثم تهزم في اليوم الثاني من النواعير وتودع البطولة من الباب الخلفي أمام فريق جديد لا يملك أي تاريخ سلوي لكنه اجتهد وحصد ثمار تعبه طوال الموسم في التأهل لأول مرة بتاريخه لنهائي كأس الجمهورية، الأهلي ضد النواعير دخل بثقة زائدة عن الحد فضاع الفريق وضاع الجهاز الفني على دكة الاحتياط واختلط كل شيء ولم نعد ندري من هو المدرب ومن هو اللاعب والجميع يتدخل ويعترض ويوجه في صورة غير لائقة لفريق كبير لا يجب أن يظهر بهذه الصورة، حتى المدرب ربما أربكته الأمور على هذا الواقع فضاعت منه المباراة مع تدهور مستوى الفريق واللاعبين ولولا المحترفون بالفريق لربما حسمت النتيجة في وقت المباراة الأصلي ولم تذهب إلى تمديد.
سيرياهوم نيوز1-الوطن