أقرّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، السبت، بأنّ جيشه منخرط في «عمليات هجومية ودفاعية مضادة»، بعدما رفض، على مدى أيام، الإعلان عمّا إذا كانت كييف قد أطلقت هجومها المضاد الذي طال الحديث عنه، والذي كثّقت القوى الغربية مساعداتها العسكرية للأوكرانيين استعداداً له. وفي حين تحدّثت أوكرانيا عن «خروقات» في خطوط الدفاع الروسية، و«استرجاع» بعض المناطق التي سيطرت عليها روسيا سابقاً، فقد ظلّ المشهد الأبرز، خلال الأيام الماضية، صور الدبابات والمدرعات الغربية «المُعطّلة» في ساحة المعركة.
«نكسة» مالايا توكماتشكا
آثار الهجوم الأوكراني الفاشل على قرية مالايا توكماتشكا ضجّة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات لأداء الدبابات والمدرّعات الغربية، لاسيما «ليوبادر» الألمانية، و«برادلي» الأميركية، والتي يستعملها الجيش الأوكراني في ساحة المعركة، للمرّة الأولى منذ بدء الحرب.
ad
Second team that came for recovery and support … got hit too.
-> Many burning Bradleys … pic.twitter.com/DJ5VOvVBiS
— Lord Bebo (@MyLordBebo) June 10, 2023
وبحسب مجلة «فوربس» الأميركية، فقد حشد الجيش الأوكراني، الخميس، دبابات «ليوبارد» ومركبات «برادلي» القتالية، بهدف شنّ هجوم قوّي على مواقع روسيّة بالقرب من جنوب قرية مالا توكماتشكا، الواقعة في مقاطعة زاباروجيا جنوب أوكرانيا. ولفتت المجلة إلى أن القوات الأوكرانية كانت على علم بأنّ حقل ألغام كثيف يقع بينها وبين هدفها، لذا، نشرت على الأقلّ عربة مجنزرة عسكرية هندسية واحدة من طراز «IMR-2»، ومركبة اختراق من طراز «Leopard 2R»، آملةً في إزالة الألغام وتأمين الطريق لتقدُّم مدرعات «M-2A2-برادلي» التابعة لـ«اللواء الآلي 47»، جنباً إلى جنب دبابات «ليوبارد 2-A6»، التابعة لـ«اللواء الآلي 33». إلا أنّ كتائب المهندسين من اللواءين فشلوا، «إمّا لأن حقل الألغام كان كثيفاً للغاية، أو لأن طائرات الهليكوبتر أو المدفعية الروسية قطعت جهودهم ومنعتهم من إزالة الألغام»، وفق ما أوردت المجلّة. وسرعان ما تراكم نحو تسع مدرعات «برادلي» ودبابات «ليبوبارد» وعربات «IMR-2» المعطّلة في ساحة المعركة، قبل أن يعمد طواقمها والركاب، ممّن نجوا، إلى سحب الجرحى والقتلى والانسحاب، بعد تعرضهم لإطلاق نار.
ad
وبحسب عدد من المراقبين، فإنّ فشل هذا الهجوم الذي سُمّي بـ«الخرق» قد لا يعني أن الأوكرانيين فشلوا تماماً في محاولتهم التقدُّم جنوباً إلى زاباروجيا التي تخضع للسيطرة الروسية – ما يُعدّ شرطاً أساسياً لإحداث اختراقٍ ضروري لتحرير أوسع نطاق ممكن في الجنوب الأوكراني -، إلا أنّ ما حصل يصنّف بمثابة «نكسة» ستكون خطيرة في حال لم تتمكّن القوات الأوكرانية من استعادة المركبات المتضرّرة وإصلاحها.
كييف خسرت نصف دبابات «ليوبارد»
وقدّر تقرير منفصل على المجلة ذاتها، أنّ الخسائر الأوكرانية تشمل ما لا يقلّ عن خمس من المركبات الهندسية المتخصّصة، المزوّدة بمحاريث الألغام والمعادن، والتي من المفترض أن تقود الدبابات ومركبات المشاة القتالية لعبور حقول الألغام، وتحرث مساراً حتى تتمكن الدبابات والمركبات من اختراق دفاعات العدو. وتابع التقرير أنّ «اللواء 47» الهجومي الأوكراني تخلّى، في أسبوع واحد فقط من القتال العنيف، عن ثلاث من أفضل ست مركبات اختراق «ليوبارد 2Rs» الفنلندية الصنع.
ad
من جهتها، أعلنت روسيا، أمس، أنّها دمّرت «ما لا يقلّ عن سبع دبابات ليوبارد ألمانية الصنع»، وخمس مركبات «برادلي» أميركية الصنع، خلال 48 ساعة أثناء صدّها للهجمات الأوكرانية.
There goes the European taxpayers’ money.
The Russians destroyed 3 more 10 million dollar Leopard tanks with a bunch of 20 thousand dollar drones.pic.twitter.com/XsXBPb9A1K
— Hassan Mafi (@thatdayin1992) June 11, 2023
ad
«خرق أوكراني»
تزامناً مع ذلك، قالت القيادة العسكرية العليا في أوكرانيا، اليوم، إن قواتها تخوض معارك ضارية في بؤر قتالية محتدمة على الخطوط الأمامية، فيما أعلنت وزارة الدفاع أنّ «جنودها حرّروا عدّة قرى من الاحتلال الروسي، في المرحلة الأولى من الهجوم المضاد». وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الأوكرانية، إن اليوم الأول من الهجوم المضاد شهد نحو 25 معركة بالقرب من باخموت، في شرق أوكرانيا، وإلى الجنوب بالقرب من أفدييفكا ومارينكا، وهي بلدات تقع جميعها في منطقة دونيتسك، وكذلك بالقرب من بيلوهوريفكا في منطقة لوغانسك. وكانت أوكرانيا قد أعلنت، أمس، أنّ قواتها أحرزت تقدُّماً في ثلاث قرى في دونيتسك، هي: بلاهوداتني ونسكوتشني وماكاريفكا.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية