قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إنّ الهدف الأميركي من التفاوض مع إيران بهدوء للحد من برنامجها النووي هو التوصل إلى اتفاق غير رسمي وغير مكتوب، والذي يسميه بعض المسؤولين الإيرانيين “وقف إطلاق النار السياسي”.
ووفق الصحيفة، فإن الخطوط العريضة للمحادثات تنص على عدم تخصيب إيران اليورانيوم بما يتجاوز مستوى إنتاجها الحالي. في المقابل، تتوقع إيران أن تتجنب الولايات المتحدة تشديد العقوبات وعدم السعي لإصدار قرارات عقابية جديدة في الأمم المتحدة أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران.
وبحسب الصحيفة، قال علي فائز، المدير الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية، إنّ الهدف من الاتفاق هو “وضع غطاء على أي نشاط يتجاوز بشكل أساسي الخط الأحمر أو يضع أياً من الطرفين في وضع يمكّنه من الانتقام بطريقة تزعزع استقرار الوضع الراهن”.
وتابع أنّ “الهدف هو استقرار التوترات وخلق الوقت والفضاء لمناقشة الدبلوماسية المستقبلية والاتفاق النووي”.
بدوره، قال دينيس روس، الذي ساعد في صياغة سياسة الشرق الأوسط للعديد من الرؤساء الأميركيين، إن إدارة بايدن ليس لديها شهية لأزمة جديدة، مضيفاً أنّ “اتفاقية متواضعة لتجنب الأزمات يمكن أن تكون مفيدة، ولكن فقط إذا كانت محدودة زمنياً”.
وأشار إلى أن “إيران تقوم ببناء منشآت جديدة تحت الأرض من المحتمل أن تصمد أمام القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات التي تهدد حالياً مواقعها النووية الحالية”.
وقبل أيام، زعم موقع “ميدل إيست آي” أنّ “إيران والولايات المتحدة على وشك أن تتوصلا إلى اتفاق مؤقت لرفع بعض إجراءات الحظر المفروضة على إيران إزاء تجميد بعض أنشطتها في مجال تخصيب اليورانيوم”.
ونفت البعثة الدبلوماسية الإيرانية الدائمة في مقر الأمم المتحدة التقارير تفيد بأن إيران والولايات المتحدة تقتربان من اتفاق مؤقت.
ومنذ نيسان/أبريل 2021، خاضت إيران والقوى الغربية مباحثات تهدف إلى إحياء الاتفاق شاركت فيها الولايات المتحدة بصورة غير مباشرة. وعلى رغم تحقيق تقدم في هذه المباحثات، فإنها لم تبلغ مرحلة التفاهم من أجل إعادة تفعيل الاتفاق.
وأبرمت إيران مع قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا) اتفاقاً بشأن برنامجها النووي أتاح رفع عقوبات عنها في مقابل خفض أنشطتها وضمان سلمية برنامجها، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018، وأعادت فرض عقوبات على إيران.
وبدأت إيران وأطراف الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحيائه في نيسان/أبريل 2021. وتعثّر التفاوض مطلع أيلول/سبتمبر 2022، مع اعتبار الأطراف الغربيين أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم كان “غير بنّاء”.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين