يُمكن اعتبار المساحات التي فتحت لرئيس الهيئة الإسلامية العُليا في فلسطين والشخصية البارزة من مدينة القدس والوطنية الدكتور عكرمة صبري في إسطنبول وبقيّة المُدن التركية ووسط المؤسسات والهيئات التركية رسالة جديدة مستجدة فيها الكثير من الدلالات العميقة عن آفاق واحتمالية وانحيازات الدولة التركية في المرحلة المُقبلة بعد ولاية الرئيس رجب طيب أردوغان فيما يخص القضية الفلسطينية.
واستقبل الشيخ عكرمة قبل أيام قليلة في اسطنبول بحفاوة بالغة وقابل وتلك من الإشارات التي لم تكن مسبوقة نخبة من أركان الحكومة والدولة التركية بما في ذلك انه حل ضيفا على مؤسسة أو هيئة رعاية الشؤون الدينية وهي بمثابة وزارة الاوقاف التركية وتعتبر اكبر هيئة محلية تتعامل مع القضايا الاسلامية.
لكن الأهم حصول ذلك على هامش جولة شملت ماليزيا والجزائر.
بالنسبة لدلالات الزيارة الأخيرة للشيخ عكرمة صبري المهم أنه قابل الكثير من الولاة والقضاة وكبار الشخصيات الدينية والرسمية الدينية في الجمهورية التركية كما القى دروسا لها علاقة بالقدس والمسجد الأقصى وتوضيح ما يجري في القدس المحتلة والتحدث عن طبيعة المواجهة والمعركة مع العدو الإسرائيلي والمخاطر التي تهدد المسجد الأقصى والأمر الواقع والتاريخ في القدس خلال دروس طُلب منه إلقاءها في العديد من المساجد الكبيرة والضخمة في اسطنبول تحديدا.
وقالت مصادر مراقبة بأن الشيخ صبري وجد في العديد من المساجد الكبيرة في مدينة اسطنبول وهو يلقي دروس الجمعة والتي يركز فيها بصفة حصرية على القدس والمسجد الأقصى وهو أمر غير مسبوق يأخذه الشيخ صبري فيما يبدو علي عاتقه الشخصي.
وزار الشيخ صبري أيضا في تركيا العديد من المعاهد الكبيرة والمؤسسات الدينية والتقى في إشارة أخرى مسؤولين من نواب الحزب الحاكم العدالة والتنمية كما التقى زعماء حركات إسلامية بما فيهم حزب الرفاة وقائده نجم الدين أربكان و حزب كردي إسلامي وهذه الجولات اتّخذت في تركيا على الأقل طابعا سياسيا.
والرسائل هنا مُرمّزة بالمعنى السياسي بأن الجمهورية التركية في عهدها الجديد وفي ظل الولاية الجديدة للرئيس أردوغان تقول بعدّة لهجات ولغات للشعب الفلسطيني بأنه لن تنساه بالرغم من كُل ما يُقال عن علاقات سياسية ودبلوماسية لها ظروفها واعتباراتها بالإسرائيليين ومن المُتوقّع ليس على مستوى الشيخ صبري فقط ولكن على مستوى الانخراط التركي في تفاصيل القضية الفلسطينية أن يزيد شكل ونمط وتأثير وجُذور وعُمُق هذا الانخراط في الأسابيع والأشهر القليلة المُقبلة.
وهي التلميحات التي تصدر للشخصيات الفلسطينية سواء الدينية في القدس مثل الشيخ صبري أو السياسية التي تمثل المقاومة مثل حركة حماس وغيرها حيث تاكيدات بكل اللهجات من جهة الأتراك إلى أن الشعب الفلسطيني لا تنساه تركيا والقدس لها .موقع متقدم في ذهن الشعب التركي ومؤسساته
ويبدو أن مثل هذه الضمانات قيلت أيضا لشخصيات بارزة في الإطار الفلسطيني وعلى أساس توقع أن تبقى تركيا إلى جانب المقاومة وجانب الشعب الفلسطيني وأن تحتفظ بعلاقتها واتصالاتها لا بل يفترض كثيرون بأنه وجود هاكان فيدان على رأس وزارة الخارجية التركية المؤشر الأقوى على الانخراط المُحتمل لاحقا في تفاصيل المشهد الفلسطيني.
وهو أمر ترقّبته حتى فصائل المقاومة الفلسطينية بكل اهتمام خصوصا وأن معادلة الاهتمام ثم التأثير التركية هنا غادرت مربع السلطة الفلسطينية وحتى حركه فتح بالرغم من النشاط الكبير الذي تظهره في التفاصيل السفارة الفلسطينية في العاصمة أنقرة وهُنا تتوقّع المصادر والأوساط المختصة مستجدات على صعيد الإطلالة التركية في المشهد الفلسطيني لاحقا.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم