عندي الحمدان
للعيد فرحة، وخاصة عند الأطفال، لكن هل نحسدهم اليوم على ما هم فيه..؟ الأيام تغيرت وزادت همومها، حتى فرح الصغار لم يعد كفرح الكبار في أزمان سابقة.
في الصغر.. كنا عندما يقترب العيد نفكر بالعيدية كثيراً، وما نجمع من مبالغ مالية صغيرة، وسرعان ما ننفقها، ونرتدي الملابس الجديدة، وآخر النهار تكون الملابس مغبرة وتوسخت.
ننتظر العيد على أحر من الجمر، وقبل يوم العيد، لا ننام ليلاً ونخمد في الفراش محملين في الأحلام، متى سيحل الصباح، ومتى سوف ننهض لنحتفل بطقوس العيد؟
واليوم، كبرنا، وابتعد العيد.. كلما اقترب حلول العيد تثقل أفكارنا وتتوه في مسؤوليات العيد، مستلزمات من شراء ملابس وحلويات وقهوة وغيرها، إلى شراء أضحية، وكم ثمنها؟ وكم سيكلف شراء قطعة ملابس أو كيلو غرام حلو واحد تفرح به أسرتك، اليوم لم يعد لأي شيء طعم، الغلاء دمر النفوس وغيّر الطقوس ونسفها إلى غير رجعة، فرحم اللـه أيام زمان، أيام الرخص والخيرات، أما اليوم فإلقاء التحيات صار يكلف ليرات، وصارت طقوس العيد ومسراته ذكريات فقط!.
كان اللـه بعون المواطن السوري، تراه اليوم ينشد السلعة أو المادة الأرخص، يمشي المسافات للظفر بأي سلعة ولو كانت بخمسين ليرة سورية، أناس كثر يقصدون «البالة» هذا السوق رغم غلاء أسعار سلعه وملابسه تبقى فيه خيارات يستر به رب الأسرة أجساد أطفاله العراة، بعد موجات أسعار الألبسة في الأسواق والمحال العادية، يسعد إذا وجد ضالته فقد يفرح بها ولده أو زوجته، هكذا حالة معظم الأسر التي صار العيد عليها مكلفاً ومناسبة لها متطلبات في وقت لقمة العيش صارت فيه غائبة..!
مكتوب على المواطن أن يبقى شقياً، ولد على حافة المشقة والتعب، لكنه يتسلح بالصبر والرضا والتسليم، وسيبقى واثقاً بكل ما يقال إن القادم والآتي سيكون أحسن، وإن الأيام القادمة ستجلب له فرجاً ويسراُ معيشياً واقتصادياً.
جعل اللـه كل أيامكم محبة وخيراً وسلاماً، وكل أضحى وأنتم سالمون غانمون، بلا حلويات وأضاح، حفاظاً على نسبة الكوليسترول والشحوم في أجسامكم الغضة.!.
سيرياهوم نيوز1-الوطن