- شفيق طبارة
- الإثنين 2 تشرين الثاني 2020
قصة حقيقية نقلها سوركين إلى الشاشة. والقول بأن الحوار ثريّ أمرٌ مفروغ منه، نعرف تماماً من هو سوركين. الفيلم يركّز على الأحداث والحقائق، قبل التظاهرات والمحاكمة وبعدها. لا يهمّ ما هو القانون الذي خرقه المتهمون، لأنه من الواضح أن المحاكمة سياسية وأن القاضي المسؤول عن القضية لديه حملة شخصية ضدهم، كما حال الحكومة. يعرف سوركين تماماً، كيف يقفز في الوقت المناسب لربط ما يحصل بالأحداث السابقة، مُضفياً ثراءً على القصة بدلاً من أن تكون مجرد توضيح لما حدث. وهو يعرف أيضاً كيف يحافظ على اهتمام المشاهد من دون الحاجة إلى تحسين الجانب الترفيهي للفيلم.
شريط عن كذب السلطة والسياسيين
لا يحبّذ سوركين تضييع المشاهدين. كل شيء في الفيلم في مكانه، حتى مع كثرة الشخصيات. يعطي الوقت الكافي لتعريفنا بهم وبالمنظمات التي ينتمون إليها. سوركين لم يقدم فيلماً وثائقياً ولا صحافياً، وليس بالتحديد إعادة بناء الأحداث كما هي، بل هو عمل مقتبس عن قصة حقيقية. ينتقل الفيلم من النصف الأول الخفيف والمضحك، إلى حدّ ما، إلى الجزء الثاني الذي تبدأ فيه أحداث العنف خارج المحاكمة، ليصبح أكثر جدية وصولاً إلى النهاية العاطفية جداً.
أكثر من أي شيء، الفيلم هو دعوة واحدة ضد عدو مشترك. فيلم عن كذب السلطة والسياسيين، ملائم تماماً لما يحدث اليوم في أكثر من بلد في العالم، وما يحدث في لبنان. بطش الشرطة موجود في كل مكان، الفساد واضح في السياسة والعدو بالنسبة لهم هو الشعب. سيناريو سوركين لا تشوبه شائبة ولكن ليس لديه الخبرة الكافية لتجاوز المادة التي كتبها وكيفية نقلها إلى الشاشة الكبيرة. فيلم قضائي مثير مع أداء رائع من قِبل ممثليه وحوارات قوية، رغم أن وجود شخص آخر خلف الكاميرا كمخرج كان ليخدم الفيلم أكثر. في النهاية، نحن أمام فيلم جيد الصنع، ممتع ويضيء على تاريخ يُعاد دائماً، مصمّم بالمسطرة، ودقيق جداً، من دون أي جرأة سينمائية.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)