آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » آرون سوركين يعيدنا إلى أميركا الستينات وحرب فيتنام

آرون سوركين يعيدنا إلى أميركا الستينات وحرب فيتنام

بإدراك لأهمية الستينات في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، كتب آرون سوركين وأخرج فيلم «محاكمة 7 من شيكاغو». سوركين واحد من أهم كتّاب السيناريو في هوليوود («الرئيس الأميركي»/ 1995، «حرب تشارلي ويلسون»/ 2007، «الشبكة الاجتماعية»/ 2010). فيلمه الجديد هو الثاني من إخراجه (بعد فيلم «لعبة مولي»/ 2017). الفيلم سوركيني بامتياز، سلسلة من المشاهد السريعة المشحونة بالطاقة التي تجعل الشخصيات عاجزة عن التوقف عن الكلام. يُظهر الفيلم دعوة الرئيس الأميركي الاحتياط لحرب فيتنام، ومعارضة مارتن لوثر كينغ وموته، ووفاة روبرت كينيدي، ومظاهرات مجموعات ونشطاء مختلفين ضد الحرب.«مارتن مات، مالكون مات، ميدغار مات، بوبي مات. يسوع مات. لقد حاولوا بالسلام، سنحاول شيئاً مختلفاً» يقولها في الفيلم مؤسس «حزب الفهود السود» بوبي سيل (يحيى عبد المتين الثاني) لشرح قراره بالذهاب إلى شيكاغو للاحتجاج على الحرب، والتظاهر خلال عقد المؤتمر الوطني الديمقراطي في صيف 1968. لم يكن سيل الوحيد الذي ذهب إلى شيكاغو، كذلك فعل ريني ديفيس (أليكس شارب) وتوم هايدن (إيدي ريدماين) من منظمة «طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي». ديفيد ديلينغر (جون كارول لينش) ناشط في «حركة اللاعنف الاجتماعية». آبي هوفمان (ساشا بارون كوهين) وجيري روبين (جيريمي سترونغ) من مؤسسي «حزب الشباب الدولي» (ييبيز). المظاهرات السلمية والموقف الرافض لحرب فيتنام ينتهيان بصدامات مع الشرطة. بعد خمسة أشهر، وُجِّهت إلى المنظمين تهمة التآمر والتحريض على العنف. الفيلم هو مرجع للمحاكمة التي عُقدت بين آذار (مارس) 1969 وشباط (فبراير) 1970 ضد مجموعة من المتظاهرين ضد حرب فيتنام، وكانت التهم الموجهة إليهم خطيرة.
قصة حقيقية نقلها سوركين إلى الشاشة. والقول بأن الحوار ثريّ أمرٌ مفروغ منه، نعرف تماماً من هو سوركين. الفيلم يركّز على الأحداث والحقائق، قبل التظاهرات والمحاكمة وبعدها. لا يهمّ ما هو القانون الذي خرقه المتهمون، لأنه من الواضح أن المحاكمة سياسية وأن القاضي المسؤول عن القضية لديه حملة شخصية ضدهم، كما حال الحكومة. يعرف سوركين تماماً، كيف يقفز في الوقت المناسب لربط ما يحصل بالأحداث السابقة، مُضفياً ثراءً على القصة بدلاً من أن تكون مجرد توضيح لما حدث. وهو يعرف أيضاً كيف يحافظ على اهتمام المشاهد من دون الحاجة إلى تحسين الجانب الترفيهي للفيلم.

شريط عن كذب السلطة والسياسيين

لا يحبّذ سوركين تضييع المشاهدين. كل شيء في الفيلم في مكانه، حتى مع كثرة الشخصيات. يعطي الوقت الكافي لتعريفنا بهم وبالمنظمات التي ينتمون إليها. سوركين لم يقدم فيلماً وثائقياً ولا صحافياً، وليس بالتحديد إعادة بناء الأحداث كما هي، بل هو عمل مقتبس عن قصة حقيقية. ينتقل الفيلم من النصف الأول الخفيف والمضحك، إلى حدّ ما، إلى الجزء الثاني الذي تبدأ فيه أحداث العنف خارج المحاكمة، ليصبح أكثر جدية وصولاً إلى النهاية العاطفية جداً.
أكثر من أي شيء، الفيلم هو دعوة واحدة ضد عدو مشترك. فيلم عن كذب السلطة والسياسيين، ملائم تماماً لما يحدث اليوم في أكثر من بلد في العالم، وما يحدث في لبنان. بطش الشرطة موجود في كل مكان، الفساد واضح في السياسة والعدو بالنسبة لهم هو الشعب. سيناريو سوركين لا تشوبه شائبة ولكن ليس لديه الخبرة الكافية لتجاوز المادة التي كتبها وكيفية نقلها إلى الشاشة الكبيرة. فيلم قضائي مثير مع أداء رائع من قِبل ممثليه وحوارات قوية، رغم أن وجود شخص آخر خلف الكاميرا كمخرج كان ليخدم الفيلم أكثر. في النهاية، نحن أمام فيلم جيد الصنع، ممتع ويضيء على تاريخ يُعاد دائماً، مصمّم بالمسطرة، ودقيق جداً، من دون أي جرأة سينمائية.

(سيرياهوم نيوز-الاخبار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أنباء سحب الجنسية من نوال الكويتية تثير الجدل.. وحقيقة اعتزالها تكشف!

تصدر اسم الفنانة نوال الكويتية محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول أنباء عن سحب جنسيتها الكويتية، وهو ما أثار الجدل بين المتابعين والمستخدمين. وتأتي ...