أ. د عبودي جواد حسن
أشهر الغرب خناجره المسمومة الثلاثة من اغمادها : زواج المثلية( Same sex marriage) والاباحية (Permissiveness) والالحاد ( Atheism) وذلك بعد فشله في تسير الشعوب كما يهوى ويريد الا انه بعد صحوة معظم الشعوب في اسيا و افريقيا من الانبهار الكاذب بحضارته وبعد انتهاء عصر الحروب التقليدية وفشله في التسلط سمح وشجع بتبديل الثوابت المجتمعية الطبيعية وذلك بالحث على اتباع متغيرات تروق لأقليات ظهرت مؤخرا في مجتمعاته مستندا على مبدا حقوق الانسان المفهوم -الغامض و المتعدد التفسيرات-: متغيرات تعارضها الأغلبية الغالبة من الشرائع وحتى ابسط الأديان وتتعارض مع معتقدات ابسط التجمعات الإنسانية وحتى تتعارض غرائزيا مع التجمعات الحيوانية في مملكة الحيوان Animal Realm)).
وإذا كانت دول الغرب باستثناء هنغاريا ودول أخرى تشكل بيئة مناسبة لمتغيرات كهذه (Variables) منبوذة عرفا ولا تمت لتقاليد المجتمعات الإنسانية السلمية فهذه المتغيرات اطلاقا لا تصلح لمجتمعات متنوعة على نطاق الداخل والخارج وهي مجتمعات عانت وتعاني من ظلم وجور دول وقوى كبرى. حيث تعتبر هذه المتغيرات التي تسوقها دول الغرب بحجة حقوق الانسان وأحيانا كثيرة تحارب بها حروب خفية تعتبر وتعد ليس فقط مستهجنة بل من أرذل الرذائل في المجتمعات غير الغربية.
وبدأت حينها برلمانات في افريقيا مثل اوغندا وكينيا وفي اسيا مثل اندونيسيا ناهيك عن الدول العربية والإسلامية ومعظم دول العالم الثالث في أماكن اخرى بسن قوانين صارمة بحيث أصبح أي شخص يرتكب فعلة من هذا النوع يواجه عقوبة شديدة بموجب قوانين البلاد الجديدة (Punishable By The Law) قد تصل الى الإعدام (Death Penalty or Capital Punishment) وتصبح فعلته هذه وصمة عار شاملة لأسرته ولقبيلته (Stigma).
اما ديننا الحنيف الإسلام فموقفه واضح جدا من مفهوم الاسرة السليمة وهو ان الاسرة مكونة من زوج ذكر وزوجة انثى وهذا مؤكد بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة ولا خلاف قي ذلك بين المسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم.
ومن الطرائف ان رئيس زيمبابوي الراحل موغابي قيل انه وعد بإطلاق سراح رجلين مثليين (Homosexuals) من مجموعة ال (LGBTQ+) كانا مسجونين مدانين بموجب القانون لارتكابهم فعلة المثلية وعد فقط بإخراجهما إذا أنجب أحدهما طفلا وواصفا المثليين قائلا انهم أسوأ من خنازير والكلاب في خطاب هام له امام الأمم المتحدة.
اما الإباحية فحدث ولا حرج فقد ابيح كل شيء تقريبا في الغرب فقد ابيحت المحظورات والمنكرات (Taboos) ولم يكتفى بهذا الحد فهناك الكثير من الدعوات لإباحتها في دول العالم الثالث والمساعدة على الترويج لها ونشر أنواعها من خلال النشاطات السياحية والعمل في بلدان العالم الثالث كالتعري في الشوارع وعلى السواحل وممارسة الفواحش على السواحل خلال وجودهم في تلك البلدان اثناء العمل او السياحة في الدول المحافظة والدعوة الى نشرها وتبنيها بين أبناء الدول ذات التقاليد العريقة. واخر الموضات كانت ممارسة تبادل الزوجات (Wife Swap) بين ارباب الاسر من الذكور. وكذلك عدم الاجهار بالمنع بالنسبة لزنا المحارم (Incest).
اما الالحاد وحرق الكتب المقدسة والتضيق على ارتداء الرموز الدينية (Symbols and Hijab) في الأماكن العامة كالمدارس وشتم الايقونات والرموز الدينية امام الحشود في الغرب فقد تغاضت عنها حكومات الدول الغربية وسمحت بممارسته بحجة حرية الرأي وحقوق الانسان وروجت لممارستها والسماح بها في دول العالم الثالث العريقة في اديانها ومعتقداتها وكما ساعدت في تقديم اللجوء الإنساني كما يدعون لممارسيها.
وخلاصة القول ان حكومات الغرب لم تعد تكف عن محاولة إعادة فرض ارادتها وثقافتها على الدول الأخرى التي لم تعد غير واعية بما يجري حولها واخذت هذه الدول (The Underdog) تدرك نوايا اعداءها بما ذلك المستعمر القديم واصبحت لا تفترض دائما حسن النية في التعامل مع الغير.
في الوقت نفسه لم تعد البشرية تتحمل مخالفة نفر قليل من أبناء جلدتنا للعلاقات الاجتماعية الطبيعية الراسخة (Deeply Rooted) وتعتبرهم من شذاذ الافاق خصوصا إذا جاءت هذه المخالفة قسرا بعد فترة من الجبروت والظلم والجور والاضطهاد (Injustice and Oppression). وليعلم من يتبنى تعميم المحظورات والمحرمات وهدم سنن الحياة المعتادة بكل ما فيها ليعلموا لم ولن يكون ابدا النجاح حليفهم. صحيح ان الهدم أسهل من البناء لكن من الصعب بل من المستحيل هدم واجتياز البناء المرصوص وذبح الغرائز السليمة.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم