| خالد عرنوس
مرة أخرى نلقي نظرة على سوق الانتقالات الكروية الصيفية ومازال الوقت مبكراً للحديث عن توقف الصفقات الكبيرة وحتى الصغيرة فهناك عدد من المفاجآت على ما يبدو يستعد أصحاب الشأن فيها لإطلاقها أو البت فيها وبالتالي الإعلان عنها رسمياً، وفي إنكلترا حيث الصفقات الأعلى عملياً والسوق الأنشط على مستوى الأسماء والمدفوعات ما زالت الأندية تحاول إكمال تعاقداتها ووضع الرتوش الأخيرة على لوائحها قبل الدخول في المعسكرات الإعدادية للموسم القادم، وفي إسبانيا انطلقت فعلياً تدريبات بعض الأندية أولاً بأول مع بعض الصفقات اللافتة قامت بها فرق الليغا وإن كان هناك بقية حكايات أخرى حول انتدابات أخرى، أما في ألمانيا فقد نشطت تحركات الأندية في الأسبوع الماضي لكن من دون ضجيج كما يحدث في إسبانيا وإنكلترا، وتسعى الأندية الإيطالية إلى القيام بصفقات كبيرة دون تكاليف باهظة وخاصة أن هناك عدداً من الأسماء البارزة غادرت بلاد الكالشيو أو على وشك الرحيل، وتبقى فرنسا صاحبة القصص المثيرة حول نجوم من طراز مبابي ونيمار.
يوفنتوس وإعادة البناء
مرّ يوفنتوس بحالة انعدام وزن خلال المواسم الثلاثة الأخيرة أي منذ تتويجه بالسكوديتو الأخير وزادت معاناته في الموسم الفائت بعد العقوبة المغلظة التي حرمته من المشاركة بدوري الأبطال، وقد اكتفى بمقعد في المسابقة الأدنى دوري المؤتمر الأوروبي وهاهو يتنازل عن المشاركة فيها مقابل عدم إنزال عقوبات أشد من الاتحاد الأوروبي في الموسم بعد القادم بسبب اللعب المالي النظيف، لكن إدارة الفريق تحاول إعادة بناء الفريق من جديد ليعود إلى المنافسة على لقب الدوري بشكل رئيس وبالتالي العودة للمشاركة بالشامبيونز في موسم 2024/2025، وكعادته يحظى فريق السيدة العجوز بمكانة كبيرة في بلاده ما يجعله قبلة للنجوم سواء كانوا محليين أم أجانب، وتخلى اليوفي هذا الصيف عن الأرجنتيني أنخيل دي ماريا والكولومبي خوان كوادرادو، وهناك لاعبون مرشحون للمغادرة مثل قائده بونوتشي والفرنسي بول بوغبا المطلوبين في الدوري السعودي وكذلك الصربي دوشان فلاهوفيتش وربما الحارس البولندي بويتشيك تشيزني وهناك أليكس ساندرو، وتسعى الإدارة للتخلص من عبء بعض اللاعبين أصحاب الأجور المرتفعة، وبالمقابل يحاول سد الثغرات الحاصلة من خلال تعاقدات جديدة وأولها كان تفعيل شراء عقد البولندي أركاديوز ميليك من مرسيليا الفرنسي بعدما لعب مع اليوفي معاراً في الموسم الماضي وضم الأميركي تيموثي ويا (ابن جورج ويا) من ليل الفرنسي وفي حال رحيل فلاهوفيتش فإن التعويض سيكون بالمغربي يوسف النصيري لاعب إشبيلية الإسباني، وبالفعل ذكرت مصادر مقربة من فريق السيدة العجوز أنه تقدم بعرض شبه رسمي لإدارة النادي الأندلسي.
الخبطة الأكبر التي يحاول اليوفي القيام بها التعاقد مع البلجيكي روميلو لوكاكو من تشيلسي الإنكليزي وذلك بعد تألقه في الموسم الماضي مع إنتر ميلانو ويبدو أن المهاجم الدولي البالغ من العمر 30 عاماً يرفض العودة إلى الدوري الإنكليزي وبالتالي فهو مطلوب للبقاء في الإنتر وقد رفضت إدارة تشيلسي عرضاً أولياً من النييرازوري مقابل 23 مليون جنيه لكنه ربما يستسلم في حال وصل عرض مناسب من يوفنتوس الذي أعلن عن رغبته بالتعاقد معه، وأبدى روميلو موافقته على العرض مفضلاً خوض تجربة جديدة مع الزعيم التوريني وجاء ردّ إدارة البلوز على عرض اليوفي حاسماً بطلب 40 مليون جنيه للتخلي عنه، مع التذكير بأن الهلال السعودي دخل على الخط وطلب التعاقد مع لوكاكو لكن ردّ الأخير كان الرفض القاطع.
الهروب قبل الكارثة
قد يكون قرار المدرب لوشيانو سباليتي مغادرة نابولي فور إعلان تتويجه بلقب الدوري الإيطالي غريباً أو مفاجئاً لكنه ربما كان صائباً خوفاً من خسارة كل شيء في الموسم القادم وخاصة أن العيون تراقب كل نجوم الفريق الجنوبي ولاسيما أولئك الذين لعبوا أدواراً كبيرة بالتتويج، وهو ما يعني أن المدرب الجديد وإدارته سيكون أمامهما عمل كبير للحفاظ على المستوى والنتائج والأهم أنه مطالب بالدفاع عن السكوديتو، وأول أمر اتخذته الإدارة هو التعاقد مع المدرب الفرنسي رودي غارسيا الذي سبق أن درب روما بين عامي 2013 و2016، ويواجه غارسيا الآتي من النصر السعودي معضلة الاحتفاظ بقوام الفريق البطل الذي بدأ بالتسرب، فهاهو المدافع الكوري الجنوبي أول المغادرين بعد توقيعه رسمياً لبايرن ميونيخ الألماني على عقد مدته خمسة مواسم بعدما قرر النادي البافاري الشرط الجزائي في عقده والبالغ 50 مليون يورو.
تخوف عشاق نابولي أكثر من رحيل أوسيمين وكفاراتسخيليا اللذين شكلا ثنائياً مثالياً في الموسم الماضي بعدما ساهما بتسجيل 45 هدفاً على مستوى كل البطولات ومنها 38 هدفاً بالدوري فتوج الأول هدافاً برصيد 26 هدفاً والثاني أفضل ممرر (صنع 10 أهداف)، وضاعفت إدارة نابولي راتب خفيشا (22 عاماً) ليصل إلى 3 ملايين يورو في الموسم، وعقده يمتد حتى 2028 وقد غاب عن العيون حالياً رغم تصريحات والده عن رغبته مستقبلاً باللعب لريال مدريد، وبات أوسيمين الدولي النيجيري في عين العاصفة حيث انهالت طلبات التعاقد فقد أصبح هدفاً لكبار أندية القارة العجوز بداية من ريال مدريد الذي يبحث عن مهاجم صريح ولو مؤقتاً بانتظار مبابي وليس نهاية بليفربول ومروراً بمانشستر يونايتد وتشيلسي وبايرن والآرسنال، وحتى في إيطاليا هناك من يفكر بالتعاقد مع فيكتور، واستبعد البافاري من اللائحة وكذلك ليفربول في الوقت الحالي لكن سان جيرمان دخل على الخط وخاصة مع رفض مبابي تجديد عقده وبالتالي رحيله المحتمل إلا أن نابولي طلب 100 مليون للتخلي عن فيكتور ما اعتبره الفرنسيون مغالاة ومقدمة لرفض رحيله، وعرضت إدارة نابولي على أوسيمين ابن الرابعة والعشرين تمديد عقده لموسمين آخرين بحيث يبقى حتى 2027 مع رفع راتبه إلى 7 ملايين يورو مع رفع الشرط الجزائي إلى 120 مليون يورو وذلك للاستفادة أكثر في حال بيعه، وآخر تصريحات دي لورينزو رئيس النادي أكدت أن أوسيمين باق مع البطل إلا في حال وصول عرض ضخم، وكانت إدارة نابولي فعّلت بند الشراء في عقد جيوفاني سيميوني الذي لعب معه معاراً من جنوى في الموسم الفائت.
استثمار الصفقة الأغلى
في ميلان لا تختلف الأمور كثيراً مع حركة أكبر في السوق في الاتجاهين فالروزنييري غادره السويدي زلاتان إبراهيموفيتش للاعتزال وإبراهيم دياز الذي انتهت إعارته والفرنسي تيمايو باكايوكو لانتهاء عقده والمدافع الأميركي سيرجينو ديست لانتهاء إعارته والأهم كان رحيل لاعب خط الوسط ساندرو تونالي عبر أغلى صفقة إيطالية نحو نيوكاسل الإنكليزي، وبالمقابل تأكد ميلان من بقاء البرتغالي رافاييل لياو نجم الفريق في الموسم الماضي وجلبت الإدارة الإنكليزي روبن لوفتس تشيك من تشيلسي ليعوض تونالي أو الجزائري بن ناصر الغائب لمدة طويلة بسبب الإصابة، وفي الشق الهجومي جيء بالشاب الأرجنتيني لوكا روميرو (18 عاماً) مجاناً بعقد لمدة أربعة مواسم بعد انتهاء عقده مع لازيو، وكان الروزنييري تعاقد مع الحارس ماركو سبورتيللو من أتلانتا لمدة ثلاث سنوات، ويعتقد عشاق ميلان أن على الإدارة استغلال المقابل المادي لصفقة تونالي المقدرة بحوالي 80 مليون يورو لتعزيز صفوف الفريق بلاعبين من الصف الأول ويعتبر أحد هؤلاء الأميركي الدولي كريستيان بوليسيتش لاعب تشيلسي الذي اقترب من الروزنييري مقابل 20 مليون يورو ولم يبق سوى تقاصيل صغيرة حتى يصبح لاعباُ في صفوف بيولي الذي يعول عليه ليكون الساعد الأيمن للبرتغالي لياو.
رتوش قليلة للبطل
بالذهاب غرباً نحو إسبانيا نجد أن برشلونة يقوم ببعض الصفقات التي تعزز صفوفه في سعيه للاحتفاظ بلقبه كبطل لليغا وخاصة بعد رحيل آخر رموز جيل دريم تيم تو (سيرجيو بوسكتس) وكذلك جوردي ألبا، الأول لانتهاء عقده والثاني إنهاء مسيرته في الكاتالوني بالتراضي، وقرر المدرب تشافي التخلص من بعض اللاعبين الذين لم يعد لهم دور مثل البرتغالي ترينكاو والفرنسي صامويل أومتيتي وتم بيع مواطنه غريزمان رسمياً لأتلتيكو، وبالمقابل تم التعاقد مع الألماني إلكاي غوندوغان بالمجان من مان سيتي وإينييغو مارتينيز كذلك بالمجان من أتلتيك بلباو، تم جلب مدافع سنغالي شاب يدعى ميكايل فاي (سيكمل عامة التاسع عشر غداً) من كوستوسيا الكرواتي بعقد يمتد لأربعة مواسم لكنه قد يبدأ مع الفريق الثاني.
وكان البرشا قريباً من التعاقد مع التركي أردا غولر لكنه فرط بالصفقة لمصلحة الريال لأسباب بيروقراطية لكنه تعاقد مع مهاجم برازيلي شاب يعتقد البعض أنه سيشكل مستقبل الفريق في المتبقي من العقد الحالي، اللاعب هو فيتور روكي (18 عاماً) وقد مثل منتخب بلاده للشباب في 11 مباراة سجل خلالها 8 أهداف ليختاره المدرب المؤقت للسيليساو مينديز لتمثيله في الشهر الماضي، ولعب روكي لكرويزرو قبل أن ينتقل الموسم المنصرم إلى بارانينسي الذي باعه مقابل 30 مليون يورو إضافة إلى مبلغ مماثل كمتغيرات وذلك لسبعة مواسم قادمة وللتذكير فإن روكي كان هدفاً للفريق مطلع العام لكن الصفقة لم تكتمل يومها.
ومازالت إدارة برشلونة وبالاتفاق مع تطلعات تشافي تنظر في مسألة بقاء الدولي الإسباني فيران توريس والعاجي فرانك كيسي والمدافع إيريك غارسيا وبابلو توري والإسباني الدولي أنسو فاتي سواء بالبيع لتمويل الصفقات المعقودة أو حتى بالإعارة، ويبقى فاتي واحداً من أهم المواهب الصاعدة إلا أنه لم يتفق مع تشافي الذي لم يشركه كثيراً وهو ما يزعجه، وبالتالي ربما يجد نفسه خارج نيوكامب، وبمناسبة الإعارة فقد استعاد البرشا سيرجينيو ديست لكن وحده المغربي عبد الصمد الزلزولي سيضمن عودته في الموسم القادم بين المعارين بعد تألقه في مايوركا وكذلك مع منتخب المغرب الأولمبي وقد قاده للتتويج بطلاً للقارة السمراء وبالتالي لتمثيلها في أولمبياد باريس حيث اختير أفضل لاعب في البطولة، وربما يستدعي تشافي زميله شادي رياض الذي رافقه مع المنتخب الأولمبي لأسود الأطلس وهو لاعب الفريق الثاني في برشلونة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن